سلطات الاحتلال تفرج عن الشيخ رائد صلاح بعد 17 شهرا في الحبس الانفرادي
عربي تريند_ كشف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا عن تعرضه لعمليات تنكيل صعبة خلال عزله في غرفة انفرادية صغيرة جدا وقال أمام الحشود التي جاءت تستقبله بعد الإفراج عنه أمس إنه سيتحدث عن ذلك بالتفصيل لاحقا.
وعقب إفراج السلطات الإسرائيلية عن الشيخ رائد صلاح من سجن مجيدو اليوم الإثنين عقد مؤتمرا صحافيا بمشاركته ونائبه الشيخ كمال خطيب ورئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة ومندوب عن بلدية مدينته أم الفحم.
استهل الشيخ رائد صلاح الذي قضى نحو العامين خلف القضبان بالقول: “شكرًا لأمي الصابرة، من سجن إلى سجن من محكمة إلى محكمة، أسجل شكري أيضًا لزوجتي ولمدينة أم الفحم، أم النور أم الثوابت أم الصمود، وكذلك للقيادات الفكرية واللجنة الشعبية والقيادات الدينية والقيادات السياسية والإعلامية، الذين وقفوا في وجهة غطرسة الظلم العالمي وتجرأوا وساندوا قضيتي العادلة، قضية الحق، المنتصر في نهاية الأمر أمام الباطل”.
وقال إن الفلسطينيين الآن هم تحت شمس الحرية وإن السلطات الإسرائيلية أرادت سجنه في جحر وحيدًا معزولًا ، مشددا على أن الكرامة من الله” وتابع: “عشت معزولا أرادوا لي أن أكون في أضيق مكان، وبكم من ناصرني اتّسعت غرفة سجني الضيقة وأصبحت أوسع. حاولوا فرض حياة الأخرس علي ولكن هيهات، قد يتحدون ضعفي ولكن هل يتحدون الله تعالى؟”. موضحا أن العزلة القاهرة الثقيلة التي كانت أثقل من الجبال فتحت لي طاقة على أسرى الحرية عمالقة الثبات، عمالقة الرؤوس المرفوعة”. الشيخ رائد صلاح الذي بدا متعبا بعد إطلاق سراحه اليوم ضمن مسلسل اعتقالات بلغت ست مرات منذ 1981 دفاعا عن القدس والأقصى أوضح أنه سينشر تفاصيل ما تعرض له من شروط قاسية مكتفيا بالقول “لولا الله وبركاته لما كنتم تروني اليوم كما أنا “.
صاحب مشروع وطني وديني
من جهته قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة إن هذا يوم نحتفل به، لا نحتفل بانتهاء العقوبة انّما نحتفل بانتهاء فصل من فصول الظلام، العقوبة الجائرة بحق شيخنا رائد صلاح. وتابع بركة” حوكم على آية في القرآن الكريم، فلا يوجد نظام في العالم تجرأ على ذلك ولذلك نحن سعداء بخروجه إلى فضاء الحرية، أولا من أجله وبيته وعائلته ومدينته وشعبنا الفلسطيني ومن اجل لجنة المتابعة التي افتقدنا حضوره فيها في تلك الفترة”. وأكد بركة أن الشيخ صلاح صاحب مشروع وطني وديني وعقائدي الفرق ربّما بينه وبين آخرين أنّه من أكثر المستعدين على دفع ثمن موقفه. هذا الثبات هو الذي نحتاجه اليوم كمجتمع وشعب، وثانيا هو ما يتعرض له المسجد الأقصى، ونحن نلاحظ أنّ الاقتحامات التي تجري في الفترة الأخيرة فاقت كل الاقتحامات السابقة. وشدد على أن الخطر يعيد الدور الطليعي لشيخ الأقصى بالذات الآن لأنّهم يريدون أن يبنوا ما يسمى بالهيكل المزعوم، الأقصى في خطر معتبرا أن دور الشيخ رائد هو مهم وطليعي في هذه المعركة العادلة”. وتابع بركة “نهنئ شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده، اليوم نحتفل وغذا إلى العمل”.
وفي كلمة لرئيس لجنة الحريات في لجنة المتابعة العليا ونائب الشيخ رائد صلاح الشيخ كمال خطيب: “لا شك أنّ فرحًا غامرًا يشعر به كل من جاء اليوم ومن سيأتي في قادم الأيام، من أجل تهنئة الشيخ رائد صلاح بإطلاق سراحه، هذا الشعور علامة محبة وتقدير في قلب ووجدان كل صادق من أبناء شعبنا ممن عرف فضل ودور الشيخ رائد فيما قدّم لشعبه وأمته ودينه خلال سنين عمره، الشيخ صلاح 41 سنة قد مرت من يوم أن كان اللقاء الأول الذي جاء به رائد صلاح خريج كلية الشريعة من جامعة الخليل بعد أشهر قليلة وهناك سمع بطالب جديد بدأ سنته الاولى لكلية الشريعة كان اسمه كمال خطيب. وأضاف الشيخ كمال خطيب “نحن على عهد وميثاق في خدمة ديننا وشعبنا وأمتنا، صحيح ان ثمن هذه الرابطة كان باهظا سواء أكان بحظر الحركة الإسلامية يوم 17.11.2015 أو بالاعتقالات التي سبقت ولحقت وكل ذلك سعيا وظنا أن بهذا سيسكت صوتنا، أو تحرق بوصلتنا، ولكن هذا لن يكون بإذن الله”. وتابع: “عملة شعبنا لا زالت عملة تسوى بل هي عملة نادرة، غير قابلة للزيف، ستظل هي الرقم الصعب، وسيظل أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني الرقم الصعب في تهديد هوية القدس والأقصى المبارك”. وأكمل: “مع كل الواقع الصعب الذي وجد به حظر الحركة الإسلامية لكن كنا متفقين وسنظل على انّ الحركة الإسلامية هي وسيلة وليست غاية نخدم من خلالها إسلامنا ومجتمعنا، بالتالي إن غابت لا بد أن نخلق وسائل أخرى في سبيل خدمة الدين والوطن والمجتمع. ما يحتاجه شعبنا اليوم يحتاج لهذه الإضافة النوعية التي كانت وستستمر، أنا على يقين بأنّ الشيخ رائد يقول لشعبه أنه سهم في الجعبة، نعرف شهامة ومروءة ودين الشيخ رائد، نمضي على هذا العهد وملؤنا الثقة بأنّنا إلى الثقة أقرب”.
وفي كلمة رئيس اللجنة الشعبية في مدينة أم الفحم محمود أديب قال: “كل من دخل أم الفحم هو فحماوي، ها نحن نعود لنستقبل عزيز أم الفحم، عزيز مجتمعنا والشعب الفلسطيني عزيز القدس والأقصى، هذه الهامة لطالما كانت موحدة لكل الأحزاب والقوى الوطنية، هذه الهامة التي دفعت ولا تزال تدفع الأثمان مقابل مواقفها الوطنية. شجاعة مناضل تحدى الأصفاد والسجن، التي لم تنل منه ومن ثوابته”. يشار أن الشيخ رائد صلاح قد أمضى نحو العامين في سجون الاحتلال في المرة الأخيرة بعد إدانته بالتحريض والحضّ على العنف والإرهاب لـ إشادته بشهداء مدينته الشباب الثلاثة من عائلة جبارين الذين نفذوا عملية الحرم القدسي الشريف في 2017 وفيها استشهد ثلاثتهم بعدما قتلوا رجلي شرطة إسرائيلية.