العراق يحث دول العالم على الإسهام في إعادة أمواله المهربة
عربي تريند_ أكَّد رئيس هيئة النزاهة العراقية، القاضي علاء جواد الساعدي، الخميس، أن تعديل القانون، استثمر في إدانة، من تَضَخَّمَتْ أموالهم على حساب المال العام.
جاء ذلك خلال كلمةٍ للساعدي في الاحتفاليَّة التي نظَّمتها الهيئة بمناسبة اليوم العالمي لمُكافحة الفساد وانطلاق فعاليات أسبوع النزاهة الوطني.
وقال إن «الهيئة خطت خطواتٍ كبيرةً وواعدةً خلال المُدَّة القريبة المُنصرمة كان أبرز انعكاسات تلك الخطوات ارتفاع نسب امتثال المسؤولين المُفصحين عن ذممهم الماليَّة، وإقرار ونفاذ الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للنزاهة ومُكافحة الفساد للأعوام (2021 ـ 2024) فضلاً عن التصاعد الواضح في تنفيذ عمليَّات الضبط بالجرم المشهود التي شهدتها مُختلف مُؤسَّسات الدولة ودوائرها، يُضافُ إلى ذلك استثمار تعديل قانون الهيئة رقم (30 لسنة 2011)؛ لإدانة من يثبت وجود تضخُّمٍ في أموالهم، وإحالة المُمتنعين عن الإفصاح عن ذممهم الماليَّة بغير عذرٍ مُقنعٍ إلى القضاء».
وأعرب رئيس هيئة النزاهة، عن أمله، أن «يكونَ الاحتفال دافعاً للوحدة في سبيل تحقيق القيم الإنسانيَّة والأخلاقيَّة والوطنيَّـة، وحافزاً لتصعيد وتيرة العمل في ميدان مُكافحة الفساد والحفاظ على المال العام».
وتابع: «نحن نعيش ذكرى الانتصار الكبير على فلول الظلام والإرهاب وتحرير الأرض من براثن داعش الإرهابي وتأسيس الدولة العراقيَّة، التي شيَّد أركانها أجدادنا وآباؤنا يحدوهم الأملُ في أن نكون كتلةً مُتراصَّةً من القيم تفضي إلى وَعْيٍ وطنيٍّ يصونُ السيادة ويدرأ كلَّ ما من شأنه أن يمسَّ بها».
وتطرَّق، في جانبٍ من كلمته إلى مناسبة اليوم العالميِّ لمُكافحة الفساد، الذي يحتفلُ به العالم في التاسع من كانـون الأول/ ديسمبر من كلِّ عـامٍ، مُوضحاً أنَّ «ظاهرة الفساد العابرة للحدود تُوجِبُ على الجميع التكاتف والتعاون والمُساعدة وتضافر الجهود؛ من أجل تقليل خطرها وتحجيمها، ومن ثمَّ استئصالها والقضاء عليها، عبر الالتزام بالقوانين وبنود وموادِّ الاتفاقيَّـة الأمميَّـة لمُكافحة الفساد» داعياً لـ«تفعيل وتطبيق ما خرج به المُؤتمر الدولي لاسترداد الأموال المنهوبة المنعقد في بغداد بمشاركةٍ عربيَّةٍ ودوليَّةٍ واسعة؛ بعـدِّه مُبادرةً مُهمَّةً في ميدان مُكافحة الفساد واسترداد الأموال محلياً وإقليمياً ودولياً».
وحثَّ على «تطبيق التوصيات التي خرج بها المُؤتمر، لصناعة تكتُّلٍ دوليٍّ ضاغـطٍ؛ للعمل مع الدول الحاضنة للأموال والأصول المنهوبة واصدار نشرة بالدول التي يتأكد امتناعها عن إبداء التعاون؛ من أجل دفعها إلى التعاون لإعادة الأموال والأشخاص المُدانين، وتأليف محاكم دوليَّةٍ مُتخصِّصةٍ في موضوع الاسترداد، فضلاً عن الإسراع في تفعيل أحكام الاتفاقيَّـتين الأمميَّة والعربيَّة لمُكافحة الفساد، مع إيلاء الأهميَّة للقضايا المُتعلّقة باسترداد الأموال».
كذلك، أعلن رئيس هيئة النزاهة في إقليم كردستان العراق، القاضي أحمد أنور، أمس، ارتفاع أعداد الدعاوى المسجلة في قضايا الفساد المالي والإداري لدى المحاكم في الإقليم خلال 2021 مقارنة بالسنوات السابقة.
وأبلغ أنور الصحافيين، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة أربيل، إنه «تم تسجيل 445 دعوى تتعلق بقضايا الفساد هذا العام» مبينا أن «هذا العدد يفوق السنوات الماضية بنسبة كبيرة والتي سجلنا خلالها 560 دعوى، والتي ما تزال بمرحلة التحقيق».
وأجمل أنور أعداد قضايا الفساد الجاري التحقيق بها بـ804 قضايا، منوهاً إلى أن 136 ملفا تحقيقاً في المديريات الثلاث في محافظة اربيل والسليمانية ودهوك أُنجز التحقيق بها، وتم حسمها هذا العام.
وأضاف أنه «قد تم حسم 94 قضية هذا العام في المحاكم الثلاثة في اقليم كردستان المتخصصة بالنظر بدعاوى قضايا الفساد» مبينا أن «123 ملفا ما تزال في مرحلة المحاكمة».
وأعتبر رئيس هيئة النزاهة، زن هذا العام كان «أفضل من ناحية حسم القضايا» معللا أن «العام الماضي لم يكن طبيعيا بسبب تفشي فيروس كورونا».
إلى ذلك، دعا رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، الحكومة ومؤسساتها إلى العمل على ملاحقة الفاسدين واستعادة الأموال المسروقة في داخل العراق وخارجه.
وقال، في بيان صحافي، في مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد، إن «الفساد آفة تهدد مجتمعاتنا ولا تقل خطورة عن الإرهاب، وهي سبب للعديد من الآفات والأزمات، وفي اليوم العالمي لمكافحة الفساد نجدد موقفنا الداعي إلى معالجة هذه الآفة وفق إستراتيجية واضحة مبنية على أساس إجراءات تنفيذية وتشريعية وثقافية وإجتماعية».
وأضاف: «ندعو الحكومة ومؤسساتها إلى العمل على ملاحقة الفاسدين واستعادة الأموال المسروقة في داخل العراق وخارجه، كما أن مكافحة الفساد لابد أن تكون على رأس الأولويات للحكومة القادمة».
ودعا، أيضاً الفاعليات الإجتماعية والثقافية والفنية إلى «تبني برامج تحض على النزاهة وتبيان مخاطر الفساد عبر البرامج والأعمال الفنية».