شمال سوريا: تفشي داء «لاشمانيا» وإبر «ديكلون» تتسبب في وفيات أطفال
عربي تريند_ تشهد مناطق شمال سوريا وشرقها الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني والتي تديرها تركيا تفشياً لداء “اللاشمانيا” بين الأطفال، خصوصاً في منطقة رأس العين وريفها، وتل أبيض في ريف الرقة، وتخطت الإصابات حاجز الألفي إصابة حسبما قال مصدر من المجلس المحلي في رأس العين، والذي أضاف “أن اعداد الإصابات في منطقة رأس العين وحدها تخطت العشرة آلاف إصابة، اللاشمانيا متفشية بشكل جنوني، ونحاول احتواء الموقف لكن مديرية الصحة في منطقة “نبع السلام” غير مؤهلة أساساً للتعامل مع هكذا أعداد من الإصابات، حالياً الأمور تحسنت عما قبل، لدينا اكثر من خمسة مراكز لاستقبال المصابين”.
وأطلق ناشطون من أبناء مناطق تل أبيض ورأس العين حملة تبرعات لشراء حقن لعلاج مرض اللاشمانيا منذ أيام قليلة، حيث دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتبرع لتوفير ثمن العلاج، كما وجهوا نداءات استغاثة لجميع المؤسسات الطبية والجمعيات الإغاثية لتقديم كافة أشكال الدعم.
وكان الائتلاف الوطني المعارض الحكومة السورية المؤقتة ووحدة تنسيق الدعم قد دعوا إلى ضرورة التحرك العاجل للتصدي لخطر تفشي “اللاشمانيا”.
ويُعاني أهالي شمال وشرق سوريا في المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” والنظام والجيش الوطني من عدة أوبئة تجتاح مناطقهم إضافة إلى “لاشمانيا”، ففيروس كورونا لا زال يحصد العديد بشكل يومي، وكذلك ظهور مرض الفطر الأسود والذي توفي فيه شخصان لحد الآن في بلدة سلوك بريف الرقة. وإضافة الى اللشمانيا والفطر الأسود، ظهرت مشكلة إبر “ديكلون”، فقد أفادت الأنباء عن حدوث عدة وفيات من الأطفال جراء أخذهم حقناً من عقار «ديكلون» لمواجهة الانفلونزا، خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت وكالة محلية تدعى «باز نيوز» إنه تم توثيق خمس وفيات لأطفال دون سن الخامسة في محافظتي الحسكة ودير الزور، بسبب أخذهم إبر ديكلون، وتوزعت الوفيات حسبما قالت الوكالة كالتالي: طفل في بلدة غرانيج دير الزور وأربعة أطفال في الحسكة من مناطق النشوة الحسكة وغويران وقرية الحمدانية وقرية عب التينة.
ويقول الناشط خلف الخاطر من دير الزور إنه تم توثيق وفاة طفلة لا تتجاوز خمس سنوات في بلدة غرانيج في ريف دير الزور الشرقي نتيجة مضاعفات الإبرة، بالإضافة لحالتين أخريين توفيتا بتاريخ 22 الشهر الجاري، وهما الطفلة رحمة أحمد المفضي، تبلغ من العمر 12 عاماً من قرية الحمدانية جنوب الحسكة، والطفلة أميرة سلمان الوسمي تبلغ من العمر 11 عاماً في حي النشوة الغربية بمدينة الحسكة، وذلك بعد أخذهما حُقن ديكلون. ويضيف الخاطر “مع بداية كل شتاء يكثر الحديث والاقاويل عن إبر ديكلون وسلبياتها، الا أنه وفي سوريا عمومًا وفي شرقها خاصة تعتبر حقن ديكلون الحل الأسرع للتخلص من آلام الرشح والكريب ونزلات البرد، حيث يتم أخذها بدون مراجعة أطباء، وغالباً ما يعطيها أصحاب الصيدليات للمراجعين بدون تشخيص المرض، وفي كثير من المرات تحصل آثار جانبية غير متوقعة، منها الموت، خصوصاً لمن يعانون من أمراض أخرى أو من الأطفال في مقتبل العمر”.
وقال موقع “نداء بوست” إن عشرة أشخاص توفوا في محافظة الحسكة نتيجة إعطائهم حقناً من عقار “ديكلون”، اتضح فيما بعد أنها جرعات منتهية الصلاحية، من بينهم طفلتان في مشفى “اللؤلؤة “وسط مدينة الحسكة، والثانية في حي “النشوة الغربية”، ونقل الموقع عن الطبيب الشرعي سعيد الشلاش قولهُ أن أسباب الوفاة تعود لأخذ حقن منتهية الصلاحية.
وقبل أيام وفي تصريح في صحيفة الفرات الموالية، نفى مدير الصحة التابعة للنظام السوري في محافظة الحسكة الدكتور عيسى سليمان خلف، ما تم تداوله من أخبار حول حدوث حالات وفيات نتيجة استخدام إبر ديكلون منتهية الصلاحية، وأكد أن هذه الاشاعات عارية عن الصحة تماماً محذراً المواطنين من الاستخدام العشوائي لإبر الديكلون والديكسون وخلطها مع بعضها، لافتاً إلى أن استخدامها يجب ألا يتم إلا بوصفة طبيب حصراً.
وقال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة لحكومة النظام ابراهيم الخلف إنه تم التعميم والتحذير عن طريق وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل عن وجود “تحضيرتين “من دواء ديكلوفيناك الصوديوم – أمبول من إنتاج شركة راما غير صالحة للاستعمال، كما تم التعميم على المراكز الصحية وعلى الجمعيات الخيرية العاملة بالشأن الصحي لمنع تداول هذا الصنف، وبدورها قامت مديرية الصحة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كذلك بالإجراء نفسه وصدر بيان بضرورة سحب الدواء المذكور من جميع الصيدليات والمشافي وإتلافه فوراً، وجاء في نص التعميم معلومات المنتج الطبي المقصود بالتفصيل “ديكلوفيناك الصوديوم” (ديكلون) إنتاج معمل راما فارما: