ناشونال إنتريست: بايدن لا يستطيع حتى الآن تحديد اتجاه رئاسته
عربي تريند_ يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن الكثير من المشكلات وسوء الحظ في عامه الأول في منصبه، وربما لا يعد الوحيد بين الرؤساء الأمريكيين في التعرض لمثل هذا المأزق الذي يثير التساؤلات حول مستقبله السياسي.
ويقول الكاتب الأمريكي جاكوب هيلبرون في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن بايدن بدا مرهقا أثناء حديثه للصحافيين في البيت الأبيض مؤخرا، وبرر ذلك بأنه يعاني من مجرد نزلة برد، أصيب بها نتيجة عدوى من تقبيل حفيده البالغ من العمر عاما ونصف عام له، ولطمأنة الجميع، قال بايدن إنه يجري اختبار كورونا بصفة يومية.
ويضيف هيلبورن أن بايدن يحتاج في حقيقة الأمر كل الحب حيث إنه لا يحظى بالكثير منه، حتى من أتباعه في الحزب الديمقراطي الذين يتوقعون كارثة في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
ولسوء حظ بايدن، تتوالى الأنباء السيئة يوما بعد يوم، ففي يوم كان الإعلان عن انتشار متحور كورونا جديد، وفي يوم آخر أتت أنباء عن مواصلة العصابات عمليات سلب ونهب محلات تجارية راقية. وهناك أنباء بشأن تباطؤ نمو فرص العمل الشهر الماضي، واستمرار ارتفاع معدل التضخم، مما دعا بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) إلى بحث إمكانية رفع أسعار الفائدة. ومن ناحية أخرى، بالنسبة للسياسة الخارجية، يهدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا، والرئيس الصيني شي جين بينج تايوان.
فهل يستطيع بايدن العودة إلى المضمار؟ أم أن رئاسته ولدت ميتة؟ وهل هو جيمي كارتر الجديد- أو ربما أسوأ؟
ويوضح هيلبورن أن بايدن ليس أول رئيس أمريكي يواجه مشكلات صعبة في عامه الأول. فالرئيس الأسبق جون كينيدي واجه عدة كوارث، بما في ذلك قمته في فيينا حيث أساء الرئيس السوفييتي الراحل نيكيتا خوروشوف معاملته، وأيضا أزمة خليج الخنازير. وواجه الرئيس الأسبق دونالد ريغان مشكلة كساد كبيرة. كما أن الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش واجه كارثة الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر.
وتعتبر رئاسة بايدن تراكما لانتكاسات، تركزت حول عدم قدرته على السيطرة على جائحة كورونا. ويشير المدافعون عنه إلى إلقاء السياسيين الجمهوريين اللوم على بايدن فيما يتعلق بالجائحة، بينما هم يضعون العراقيل أمامه ويجعلون من المستحيل مواجهة المشكلة.
وبالنسبة لهذه الأزمة، فإن بايدن ليس سيد مصيره تماما وسوف يتعين عليه أن يأمل أن تؤدي الإجراءات الأخيرة التي اقترحها، والتي تركز على تعزيز فحص كورونا، لا سيما بالنسبة للقادمين إلى أمريكا من الخارج، إلى تخفيف حدة أزمة الجائحة.
ويؤكد هيلبورن أن حظوظ بايدن الاقتصادية مرتبطة ارتباطا مباشرا بالجائحة، فكلما طال أمد استمرارها، زاد خطر عرقلة التعافي الاقتصادي الوليد. ومن أهم الأمور زيادة فرص العمل. وقد أعلن بايدن انخفاض معدل البطالة إلى 2ر4% ولكن من الضروري أن يتم بأسرع ما يمكن تعويض 9ر3 مليون فرصة عمل تم فقدانها أثناء عمليات الإغلاق بسبب الجائحة.
وقد نجح بايدن في وقف ارتفاع أسعار النفط بالتعهد بالإفراج عن 50 مليون برميل من النفط من الاحتياطي الاستراتيجي، بالتزامن مع خمس دول حليفة. وبالإضافة إلى ذلك، قررت منظمة الأوبك زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا. وحتى الآن انخفض سعر النفط الخام بنسبة حوالي 20%.
وهناك مجال آخر يمكن لبايدن أن يأمل في أن يوفر له الدعم الانتخابي، وهو الخلافات بين أعضاء مجلس النواب الأمريكيين. فحتى الآن هناك خلافات بين هؤلاء الأعضاء بشأن الإسلام والإجهاض- خاصة بين النائبة نانسي ميس والنائبة مارجوري تيلور جرين؛ حيث تبادلتا التعبيرات المسيئة، ويبدو أن ذلك يرجع إلى أن ميس تدعم وجود استثناءات في الإجهاض في حالات مثل الاغتصاب أو سفاح المحارم.
ويختتم هيلبورن تقريره بالقول إن بايدن لا يستطيع إلى حد كبير حتى الآن تحديد اتجاه رئاسته. فالأحداث هي التي تتحكم في مصيره. وسوف يمثل العام المقبل نقطة مفصلية في رئاسة بايدن، فإذا استطاع التغلب على جائحة كورونا وإحياء الاقتصاد، سوف تتحسن حظوظه، مثل ريغان الذي واجه ركودا في فترة رئاسته الأولى، واستطاع أن يتغلب على بداية صعبة ليخرج منتصرا في نهاية المطاف. ولكن إذا لم يستطع بايدن ذلك، سوف يهجره أتباعه الديمقراطيون وسوف تصبح رئاسته مهلهلة حتى قبل أن تبدأ تقريبا.
(د ب أ)