“معلومات مثيرة” اكتُشفت في البتراء القديمة تذهل علماء الآثار
عربي تريند_ ذهل علماء الآثار بعد اكتشاف “معلومات مدهشة” عن حياة امرأة ثرية ومؤثرة عاشت ذات يوم في مدينة البتراء القديمة، التي كانت ذات يوم واحدة من أهم المراكز السياسية والثقافية والاقتصادية في الشرق الأوسط. وأسست في الأصل كمركز تجاري من قبل السكان الأصليين في المنطقة، الأنباط.
وجمع الأنباط ثروات ضخمة وكانوا أغنياء نسبيا، ما جعل الإمبراطوريات المجاورة في ذلك الوقت تحسدهم، حيث هاجمت اليونان القديمة المدينة في عام 312 قبل الميلاد، في أول حالة تسجل فيها البتراء في التاريخ.
ودافع الأنباط عن مدينتهم وهزموا الإغريق، لكنهم لم يكونوا محظوظين جدا ضد الغزاة الرومان في عام 106 بعد الميلاد.
ومع حكم المدينة لأكثر من 250 عاما، بعد مغادرة الرومان، سقطت البتراء في التدهور ولم تستعد أبدا رونقها التاريخي.
ونقلت وكالة روسيا اليوم عن صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية، أن الحفريات الأثرية في المنطقة على مدى عقود كشفت عن قصص من الماضي، ما يعطي نظرة ثاقبة لمدى روعة المستوطنة.
وفي عام 1961، اكتشف فريق من علماء الآثار مجموعة غامضة من الوثائق المخبأة. ومثل مخطوطات البحر الميت، ظلت الوثائق منسية في كهف منذ حوالي 2000 عام.
واستُكشفت هذه الوثائق خلال الفيلم الوثائقي لقناة Smithsonian، “المواقع المقدسة: البتراء”.
وأوضح راوي الفيلم الوثائقي: “أنها تكشف معلومات مذهلة عن حياة امرأة نبطية تدعى أبي عدن، عاشت في القرن الأول الميلادي”.
وتظهر الوثائق أنها تملك بستانا من أشجار النخيل في Maoza بالقرب من البحر الميت. واليوم، الوثائق في حوزة سلطة الآثار الإسرائيلية.
وقالت هانا كوتون بالتيل، من الجامعة العبرية في القدس، وهي خبيرة في المخطوطات الفريدة: “أبي عدن امرأة نبطية والوثيقتان مثيرتان لأنهما تكشفان بيع نفس البستان لشخص ثم لشخص آخر”.
وباعت أبي عدن البستان الأول إلى أرخيلاوس، وهو استراتيجي نبطي، وهو عمليا حاكم إقليمي. وفي الشهر التالي، باعت نسخة مكبرة لرجل يُدعى شمعون.
وتُظهر الوثيقة أن أبي عدن كان بإمكانها القراءة والكتابة، وأن ممتلكاتها كانت ملاصقة لأراضي الملك النبطي نفسه. لابد أنها كانت امرأة ثرية ومؤثرة في المملكة القديمة.
وقالت كوتون بالتيل: “هذه وثائق قانونية بشكل أساسي. هذه ليست يوميات لامرأة. لكن، طوال الوقت أشعر أنه وراء الوثائق التي يمليها الكتبة هناك نساء يعرفن ما يردن”.
وأبرز البروفيسور جون هيلي من جامعة مانشستر ما تخبرنا به روايات أبي عدان عن الوضع الاجتماعي للمرأة في البتراء القديمة.
وقال: “يبدو أنه في النبطية، كان بإمكان النساء التملك، ويمكنهن نقل الملكية – ولهن وكالة في تلك الفترة”.
ولا يمكن للنساء اللائي يعشن في أجزاء أخرى من العالم القديم إلا أن يحلمن بهذه الامتيازات. ولكن في النبطية، كانت المرأة تتمتع بوضع “استثنائي”.