“التفحيط الأمني” يزعج أهالي بغداد وعقوبات تطاول العناصر غير المنضبطة
عربي تريند_ بعد يوم واحد من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، والتي أعقبها انتشار عسكري مشدّد في العاصمة بغداد، عبّر مواطنون عن تذمّرهم من تصرّفات عناصر الأمن غير المنضبطة، و”خروجهم عن الذوق والانضباط العسكري خلال أداء الواجب”، فيما أصدرت الجهات المسؤولة عقوبات طاولت المخالفين منهم.
ومنذ يوم أمس، انتشرت المدرّعات وعناصر الأمن في المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء، التي تضم منزل الكاظمي ومباني الحكومة والبرلمان والبعثات الدبلوماسية، وسط تشديد على المواطنين.
وخلال عملية الانتشار، رُصدت تصرّفات غير لائقة من قبل عناصر الأمن، وتداول مواطنون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لسائق مدرّعة وهو يقوم بتصرفات غير منضبطة خلال قيادته.
تذمّر الأهالي من تلك التصرفات، كونها خارجة عن النظام والانضباط الذي يجب أن يتحلّى به رجال الأمن.
وقال الحاج أبو جعفر ذو الـ65 عاماً، وهو من أهالي بغداد: “لا نعترض على الانتشار الأمني في الحالات الطارئة، لكن يجب أن يكون هناك انضباط من قبل عناصر الأمن وذوق في التعامل مع المواطنين خلال أداء الواجب”. وأضاف لـ”العربي الجديد”: “تمّ رصد الكثير من الحالات غير المنضبطة خلال عملية الانتشار العسكري يوم أمس، وهي تصرّفات غير مقبولة”.
وأوضح الحاج أبو جعفر أنه “عدا عملية التفحيط التي انتشرت على مواقع التواصل، هناك تضييق على المواطنين، وألفاظ نابية تُسمع من قبل عناصر الأمن الذين ينتشرون في شوارع المناطق السكنية، وغير ذلك”، مشدداً على أنه “يجب أن يلتزم عناصر الأمن بحدود واجبهم، وأن يتصرفوا باحترام داخل المناطق السكنية”. ودعا إلى “محاسبة جميع المخالفين، وعدم القبول بمثل هذه التصرفات”.
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، علّق الأهالي على تلك التصرّفات. وقال المواطن حسين آل ثاني في تغريدة له: “هذا استعراض القوة ألا تتركونه؟ نعلم أنّ لدينا فرقة مدرعة، ونعلم أنه لدينا قوات وكل شي، لكن المواطن يريد أفعالاً، مو تفحيط بمنطقة المنصور!”.
قيادة عمليات بغداد، من جهتها، أعلنت اليوم إصدار أمر بمعاقبة سائق مدرّعة “خالف التوجيهات خلال واجب الانتشار الأمني”.
وذكر بيان للقيادة أنّ “قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم وجّه بتشكيل مجلس تحقيقي بحق سائق العجلة المدرّعة الذي خالف التوجيهات والضبط العسكري خلال واجب الانتشار الأمني في شوارع وتقاطعات بغداد، والذي تمّ تداوله على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وأشار البيان إلى أنّ “منتسبي الجيش يتحلّون بأعلى مستويات الضبط العسكري والالتزام التام بالقيافة والمظهر الجيد خلال تنفيذهم الواجبات، والذي يدلّ على عراقة هذا الجيش”. وأضافت أنّ “وجود منتسب مخالف لا يمثّل بقية أفراد القطعة العسكرية الملتزمة، ووفق سياقات العسكرية يعرّض المخالف نفسه لقانون العقوبات العسكرية”.
وقال المختصّ بالشأن القانوني العسكري العقيد المتقاعد حازم محمد إنّ “القانون العسكري صارم في التعاطي مع المخالفات. رجل الأمن يجب أن يكون ملتزماً جداً بحدود عمله، وإلاّ تعرّض لمحاسبة قانونية شديدة”، مضيفا أنّ “العراق بحاجة إلى تطبيق صارم للعقوبات”.
وأكّد المختصّ بالشأن القانوني العسكري، لـ”العربي الجديد”، أنّ “حالة عدم الانضباط لدى عناصر الأمن تعود للتهاون بتطبيق القانون”، مشدداً على “المحاسبة الشديدة بتطبيق الإجراءات القانونية”.