عباس كامل في تل أبيب نهاية نوفمبر بصفقة جديدة
عربي تريند_ قال رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إن مصر “تعمل على عقد اتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة يتضمن تبادل الأسرى”.
وقال مراسل “أكسيوس” الإسرائيلي باراك رافيد إن رئيس المخابرات العامة المصرية يعتزم زيارة إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء نفتالي بينت وغيره من كبار المسؤولين. وستكون هذه الزيارة هي ثاني زيارة يقوم بها مسؤول المخابرات المصرية لدولة الاحتلال منذ أن أدت الحكومة الجديدة اليمين في الصيف.
والتقى رافيد مع كامل على هامش قمة المناخ للأمم المتحدة COP26 في غلاسكو، باسكتلندا، لإجراء محادثة حول الأحداث الجارية خلال فترة استراحة تدخين السجائر.
ووفقًا لتقرير رافيد، يعتقد الساعد الأيمن للرئيس عبد الفتاح السيسي أن حالة العلاقات بين إسرائيل ومصر تسير على ما يرام وأن لقاء بينت في منتصف سبتمبر/أيلول في شرم الشيخ مع السيسي “كان جيدًا بشكل استثنائي”.
وقال عباس كامل، في مقابلة مع الصحافيَين الإسرائيليين نداف إيال وباراك رافيد من موقع “أكسيوس” الأميركي، إن “الاتفاق المزمع يشمل وقفًا لإطلاق النار طويل الأمد، وتبادلًا لأسرى، ومساعدات إغاثية وإعادة إعمار، وعودة ولو رمزية للسلطة الفلسطينية إلى غزة”.
وأضاف كامل أن “مصر تجري محادثات بشكل يومي مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن عدة قضايا، بينها (التوصل إلى) اتفاق وقف إطلاق نار محتمل طويل الأمد في غزة”.
وتابع عباس أن الاتفاق المأمول سيضم أيضا تبادلا لأسرى بين إسرائيل و”حماس”، وهو ما تعمل مصر على التوصل إليه “ليل نهار”، على حد تعبيره. وقال إن هذا الاتفاق “يجب أن يبدأ بالإفراج عن سجناء فلسطينيين مسنين ونساء فلسطينيات في السجون الإسرائيلية”. مضيفًا: “يجب أيضا معالجة مسألة إعادة جثتي جنديين إسرائيليين وإطلاق سراح مدنيين إسرائيليين اثنين تحتجزهما حماس في غزة”، علمًا أن الحركة تعتبرهما جنودًا لا مدنيين. وتابع كامل أن الاتفاق يتضمن كذلك اتخاذ “المزيد من الخطوات الاقتصادية والإغاثية لصالح المدنيين في غزة”.
وقال كامل إن مصر تريد أن “ترى الحكومة الإسرائيلية الجديدة والقيادة الفلسطينية في رام الله تبدآن نوعا من الحوار السياسي”، معتبرا أنه يمكن البدء “بمحادثات على مستوى أدنى”.
وتابع أنه “سيزور تل أبيب في وقت لاحق من الشهر الجاري، لإجراء محادثات مع بينت ومسؤولين كبار آخرين”، في ثاني زيارة له منذ أن تولت الحكومة الإسرائيلية الجديدة مهامها في 13 يونيو/ حزيران الماضي.
وزار رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل تل أبيب، في 18 أغسطس/آب الماضي، في زيارة غير مجدولة استغرقت عدة ساعات.
وكانت مصادر “العربي الجديد” قد تحدثت عن أن الزيارة الطارئة أتت لبحث ملفات متعلقة بتطورات وتحركات المحور الإيراني في المنطقة بشكل أساسي، وتقاطع تلك التحركات مع الملفات ذات الصلة مثل الوضع في قطاع غزة، وأمن الممرات المائية، والتعاون مع الخليج، في ضوء اتصالات مصرية إيرانية جرت أخيراً، لتطوير العلاقات بين البلدين.
وأوضحت المصادر أنّ التنسيق بين مصر وإسرائيل بلغ ذروته خلال الفترة الماضية بعدما تمكنت القاهرة من وقف موجة تصعيد كانت قادمة لا محالة في ظل حالة الاستنفار التي تعيشها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بسبب تأخر الجانب الإسرائيلي في الوفاء بعدد من التعهدات الخاصة بتثبيت الهدنة في القطاع عقب المواجهة الأخيرة من جهة، وتحريض جهات إقليمية على تفجير أزمة جديدة بالمنطقة في إطار الصراع غير المعلن بين الجانبين الإسرائيلي والإيراني من جهة أخرى.
وبحسب ما أفادت مصادر “العربي الجديد”، فإنّ القاهرة لعبت دوراً كبيراً في تفويت الفرصة على محاولات تأجيج مواجهة جديدة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة صوب مستوطنة “سديروت”، مؤكدة أنّ المسؤولين في مصر كانوا السبب الرئيس وراء تغيير السياسة الإسرائيلية الخاصة بـ”الرد الفوري”، وفق تعبير المصادر.
وشددت المصادر على أن “التدخل المصري ساهم في منع التصعيد، خاصة في ظل حالة تأهب من جانب الفصائل عبر تنظيم فعاليات مثل المسيرات الشعبية، وحراك الإرباك الليلي، والمواجهة العسكرية، وكذا في ظل الترقب من جانب “حزب الله” اللبناني لجرّ الجانب الإسرائيلي لمواجهة على أكثر من محور في نفس الوقت”.