ميقاتي يحذر من منزلق كبير بعد عدم تجاوب قرداحي
عربي تريند_ لا تقدم على صعيد معالجة الأزمة الدبلوماسية الناشئة بين لبنان وكل من السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وكشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أنه “كان ناشد وزير الإعلام جورج قرداحي بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر، إلا أن مناشدته لم تترجم واقعيا”. وفي تصريح له من غلاسكو في اسكتلندا حيث يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ، لفت رئيس الحكومة إلى “أننا أمام منزلق كبير وإذا لم نتداركه سنكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا”.
وبعد وصول ميقاتي إلى مقر المؤتمر يرافقه وزير البيئة ناصر ياسين واستقباله من قبل رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومشاركته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سلسلة اجتماعات ولقاءات عربية ودولية، تناولت الوضع في لبنان وسبل دعمه للخروج من الأزمة التي يمر بها. وفي هذا الإطار التقى الرئيس ميقاتي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء أكد أمير قطر أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبا للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية- الخليجية. وقد شكر الرئيس ميقاتي أمير قطر “على موقفه الدائم الداعم للبنان”.
كذلك، اجتمع ميقاتي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في حضور وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وأكد “حرص لبنان على العلاقة الوطيدة مع دول مجلس التعاون الخليجي والعمل على معالجة أي ثغرة تعتريها بروح الأخوة والتعاون”. بدوره أكد رئيس وزراء الكويت “حرص بلاده على لبنان وسعيها المستمر لدعمه في كل المجالات، وفي الوقت ذاته حرصها على وحدة دول مجلس التعاون الخليجي”. وشدد على أن “لبنان قادر بحكمته على معالجة أي مشكلة أو ثغرة وسيجد كل الدعم المطلوب من الكويت وسائر الدول العربية”.
كما عقد ميقاتي اجتماعا برئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم إسبانيا المستمر للبنان عبر المجموعة الأوروبية. وشملت اللقاءات رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا التي أكدت “أن صندوق النقد الدولي عازم على مساعدة لبنان للنهوض من أزمته الحالية”، واعتبرت أن “خطة التعاون التي يجري العمل عليها تشكل فرصة يجب إنجاحها من كل المعنيين لأنها باب الحل الوحيد المتاح”.
وعلى أجندة ميقاتي اجتماع مع كل من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس أرمينيا أرمين سركيسيان ورئيس وزراء إيطاليا ماريو دراغي.
تزامنا، واصل رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالاته لمعالجة تداعيات القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية وعدد من دول الخليج، بسحب سفرائها من لبنان والطلب إلى السفراء اللبنانيين فيها المغادرة، إضافة إلى بعض الإجراءات، وذلك على خلفية الاعتراض على مواقف قرداحي قبل تعيينه وزيرا في الحكومة. وتشاور عون مع ميقاتي في الخطوات الواجب اعتمادها لمعالجة هذه التطورات، واطلع منه على نتائج الاتصالات التي أجراها مع عدد من المسؤولين الدوليين المشاركين في القمة، والتي تناولت الموضوع نفسه. أما وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب فدعا السعودية “إلى الحوار لحل الأزمة الدبلوماسية”.
في غضون ذلك، وجه السفير اللبناني في الكويت هادي هاشم رسالة وجدانية قبل مغادرته الكويت جاء فيها “قبل ساعات قليلة على مغادرتي دولة الكويت الشقيقة، لا بد لي أن أشكر كل من سهل مهمتي وساعدني على تحقيق ما استطعت إنجازه خلال سنة من الزمن، وأنوه بفريق عمل السفارة من دبلوماسيين وإداريين، ومجلس العمل اللبناني في الكويت، ولجنة الصداقة اللبنانية الكويتية، وكل الأصدقاء من كويتيين ولبنانيين. كما أخص بالشكر معالي وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر الصباح، على كل ما قام ويقوم به من أجل لبنان، ونحن نعول عليه وعلى حكمته وبعد نظره ودبلوماسيته لإيجاد المخارج المناسبة لهذه الأزمة العابرة بين لبنان وأخوته في دول الخليج العربي”. وأضاف السفير اللبناني “الكويت ساحرة، تعشق عمق ثقافة أبنائها وسعة معرفتهم، كما تنحني إجلالا لفسحة الحرية والديموقراطية الكبيرة التي أرساها حكم آل صباح لها، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ومن سبقه من أمراء هذه العائلة الكريمة”. وختم: “شكرا كويت العز، وعلى أمل اللقاء القريب”.
من جهتها، غادرت البعثة الدبلوماسية الإماراتية الأراضي اللبنانية مع تصاعد الأزمة اللبنانية الخليجية، ونُقل عن مصدر إماراتي رفيع لـ”صوت بيروت إنترناشونال” أنه “سيتم عرض مقر السفارة الإماراتية في لبنان للبيع”. ورأى أنه “لم يعد هناك أي دبلوماسي أو موظف إماراتي من وزارة الخارجية في لبنان”، لافتا إلى “أن عودتهم مرتبطه بعودة السيادة لهذا البلد”.
وفي المواقف من الأزمة، أكد “لقاء سيدة الجبل” أن “أمام إصرار حزب الله على تصوير الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بأنها “أزمة حرية التعبير” كما أكد النائب حسن فضل الله متناسيا سلسلة الاغتيالات بسبب حرية التعبير وكان آخرها لقمان سليم، فيما هي معركة هوية بين من يتمسك بهوية لبنان واستقلاله وعروبته ومن يُريد للبنان أن يكون ساحة حرب لتحقيق الطموحات الإيرانية، يطالب “لقاء سيدة الجبل” باستقالة الحكومة التي تعطلت أصلاَ بسبب ضغوط حزب الله الذي طالب بوضوح تنحي القاضي بيطار”.
واعتبر “اللقاء” أن “بقاء حكومة الرئيس ميقاتي رُغم خطورة تردي العلاقات اللبنانية- العربية يؤكد أنها حكومة الاحتلال الإيراني في لبنان واستمرارها يزيد الضغوط العربية على لبنان ولا يُنتج حلولا”. ورأى “أن إيران جعلت من لبنان ساحة في مواجهة المصالح العربية، وتعود مسؤولية إصلاح العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي أساسه المملكة العربية السعودية على عاتق اللبنانيين فإما نتصدى لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان، وإما نبقى صندوق بريد إيرانيا على شاطئ البحر الأبيض المتوسط”.