العراق: استنفار أمني تحسباً لتصعيد رافضي نتائج الانتخابات
عربي تريند_ نشر الجيش العراقي في وقت متأخر من ليل السبت – الأحد تعزيزات إضافية في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، لا سيما الجنوبية منها، في مؤشر آخر على تحسب السلطات العراقية من ردود فعل لقوى وأحزاب سياسية وفصائل مسلحة حققت نتائج متدنية في الانتخابات البرلمانية، التي أجريت الأحد الماضي في وقت احتفظ التيار الصدري بالمركز الأول فيها.
ومع إعلان النتائج التي نُشرت على موقع المفوضية المستقلة للانتخابات، شوهدت التعزيزات العسكرية تصل إلى محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد ومناطق حيوية أخرى، والتي تضم المباني الحكومية ومقار البعثات الدبلوماسية. بينما استمر هذا الانتشار حتى صباح اليوم، مخلّفاً اختناقات مرورية كبيرة في مناطق وسط العاصمة.
ولم تحصل القوى الحليفة لإيران على تغيير كبير في عدد المقاعد البرلمانية وفقاً للنتائج النهائية، لا سيما تحالف “الفتح”، الذي ارتفعت مقاعده من 14 إلى 17 مقعداً فقط، ما دفعه لإعلان رفض النتائج. وأكد “الإطار التنسيقي للقوى الشيعية”، الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ويضم كلاً من حزب “الدعوة الإسلامية” و”المجلس الإسلامي الأعلى” ومنظمة “بدر” وحزب “الفضيلة”، وكتل “صادقون”، و”عطاء”، و”سند”، “والنصر”، والحكمة”، عقب اجتماع عقد في منزل رئيس “تيار الحكمة”، عمار الحكيم، أن النتائج ستنعكس سلباً على “المسار الديمقراطي والوفاق المجتمعي”.
البيان المتشدد أثار قلق الحكومة من مواقف مبيتة من قبل تلك الأطراف والتي تمتلك أذرعاً مسلّحة متنفذة، ما دفعها للاستنفار الأمني. ووفقاً لمسؤول أمني رفيع، فإن “الاستنفار تم تشديده في ساعات متأخرة من الليل، وشمل بغداد والمحافظات الجنوبية بحسب التوجيهات العليا التي صدرت إلى القيادات الأمنية”، مبيناً لـ”العربي الجديد” أن “الخطة اقتضت استمرار تشديد الإجراءات الأمنية حتى إشعار آخر، لا سيما في المناطق المهمة، ومنها المنطقة الخضراء، والمناطق التي تشهد نفوذاً للفصائل المسلحة”.
وأكّد المسؤول “وجود توقعات بإقدام تلك القوى على تظاهرات رافضة للنتائج عبر تحشيد أنصارها أو إنهاء الهدنة السابقة بعدم استهداف المصالح الأميركية والأرتال التابعة للتحالف الدولي، للتأثير على الاستقرار الأمني”.
تقارير عربية
“الإطار التنسيقي” يستبق إعلان نتائج الانتخابات العراقية برفضها
شهود عيان في بغداد والمحافظات الجنوبية أكدوا لـ”العربي الجديد” أن “القوات الأمنية تنتشر بكثافة في محيط المنطقة الخضراء، وقد أغلقت عدداً من الشوارع المؤدية إليها، وتمت إقامة حواجز أمنية متنقلة قرب مداخلها، وفي العديد من شوارع العاصمة، تقوم بتفتيش العجلات والمارة”، مبينين أن “الكثير من المدرعات تنتشر في الشوارع، وأن الجنود مدججون بالسلاح المتوسط والخفيف”.
وأكدوا أن “المشهد ذاته موجود في المحافظات الجنوبية، حيث دخلت القوات الأمنية فيها حالة إنذار، وهناك حالة ترقب وقلق بشكل عام”.
من جهته، علّق الباحث في الشأن السياسي العراقي، شاهو القرةداغي، على رفض النتائج من قبل “الإطار التنسيقي”، وقال في تغريدة له إن “موقف الإطار التنسيقي يمثل تهديداً واضحاً للسلم الأهلي، وإمكانية إشعال الحرب والفوضى، في حال لم يتحقق ما تريده هذه الجهات لتعويض خسارتها”.