ارتفاع عدد قتلى اشتباكات بيروت إلى 7 وسط ترقب حذر لما بعد التشييع
عربي تريند_ استفاقت العاصمة اللبنانية بيروت اليوم الجمعة على هدوءٍ يسوده الكثير من الترقّب لما ستحمله الساعات المقبلة من تطوّرات، بعد اشتباكات دامية، ولا سيما أنّ القوى السياسية لم تتفق على “صفقة” لتحديد مصير المحقق العدلي بانفجار المرفأ القاضي طارق البيطار، في وقت يشيّع مناصرو “حزب الله” و”حركة أمل” القتلى، وسط حالة من الاستنفار والتأهب.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في بيانٍ، اليوم الجمعة، عن ارتفاع عدد قتلى اشتباكات بيروت إلى سبعة، بعد وفاة جريحٍ متأثراً بإصاباته البالغة، وهم بغالبيتهم عناصر من “حركة أمل” و”حزب الله” الذين سقطوا، أمس الخميس، في أعنف اشتباكاتٍ تشهدها البلاد منذ سنوات، وذلك خلال تحرك ضد القاضي البيطار تنديداً بقراراته وللمطالبة بإقالته، أمام قصر العدل.
وفي وقتٍ تجرى التحضيرات لتشييع جثامين القتلى، تستمرّ الاتصالات السياسية على أعلى المستويات للوصول إلى تسويةٍ ترضي جميع الأطراف وتهدف إلى تخفيف الاحتقان في الشارع مع ارتفاع حدّة الاتهامات بين “حركة أمل” و”حزب الله” لـ”حزب القوات اللبنانية” (بزعامة سمير جعجع) بأنه يقف وراء كمين محكم نُصب للمحتجين، على يد مجموعات قناصة اعتدت عليهم مباشرة.
وبينما أثار بيان ثانٍ للجيش اللبناني، أمس الخميس، بلبلة في الأوساط واتهامه من قبل مناصري “حزب الله” و”حركة أمل” بتغيير روايته الأولى التي أكدت بشكل غير مباشر تعرض المتظاهرين لكمينٍ، أكدت مصادر في الجيش لـ”العربي الجديد” أنّ “التحقيقات مستمرّة لمعرفة ما حصل الخميس وكيف بدأت الاشتباكات ومن هم القناصون ومطلقو النار، وهناك موقوفون يجرى الاستماع إلى اعترافاتهم وأقوالهم”.
وكان الجيش اللبناني قد قال، في بيان أول له، أمس الخميس، إنه “خلال توجه محتجين الى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة – بدارو، وقد سارع الجيش إلى تطويق المنطقة والانتشار في أحيائها وعلى مداخلها وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم”، ليعود ويقول في بيان ثانٍ له إنه “أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة – بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح”.
والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون، اليوم الجمعة، وزير العدل هنري خوري، الذي وضعه في أجواء التحقيقات الجارية في الأحداث الدامية التي وقعت في بيروت، “وسط تأكيد بضرورة الإسراع في إنجازها لتحديد المسؤوليات”، وفق بيان للرئاسة.
وعلم “العربي الجديد” أنّ اللقاء بين الرئيس عون ووزير العدل تطرّق إلى ملف القاضي البيطار والمخارج القانونية التي يمكن الاستعانة بها لحلّ القضية، خصوصاً بعد أحداث أمس وتمسّك “حزب الله” و”حركة أمل” بموقفهما تعطيل الحكومة، حتى استبدال المحقق العدلي.
وينفذ الجيش اللبناني، منذ صباح اليوم الجمعة، انتشاراً واسعاً في بيروت، وخصوصاً في ما يُعرف بخطِّ تماس منطقة الشياح – عين الرمانة الذي شهد، أمس الخميس، ما وصف بأنه “ميني حرب أهلية”، أعادت إلى اللبنانيين شبح حرب لم يفارقهم يوماً مع كثرة الأحداث الأمنية والمواجهات المتنقلة في لبنان كلّ فترة.
كذلك تفقّد السكان منازلهم ومحالهم التجارية التي تعرضت لأضرار مادية فادحة، لا سيما التي كانت على مقربة من خطوط الاشتباكات وطاولها القنص والقذائف والرصاص الذي لم يفرّق بين الأحياء السكنية والمواطنين داخل منازلهم والمدارس و”الجبهات”.
وأقفلت جميع المحال والمؤسسات العامة والمدارس والمصارف والإدارات اليوم أبوابها، تنفيذاً للمذكرة التي أصدرها رئيس الوزراء نجيب ميقاتي بإعلان الإقفال العام، حداداً على أرواح الذين سقطوا نتيجة الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة – بيروت ومحيطها.