ارتياح إسرائيلي لخطاب بايدن بشأن القضية الفلسطينية
عربي تريند_ أكد تحليل إسرائيلي لخطاب الرئيس الأميركي جو بايدن أمام الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، أنه لم يفاجئ القيادة الإسرائيلية، بل جاء مطابقاً لتفاهمات ورسائل تبادلها الطرفان في الفترة الأخيرة.
وقال يونتان ليس، في تحليل نشره في صحيفة “هآرتس”، اليوم الأربعاء، إن هناك شكا في أن يكون خطاب الرئيس بايدن أمس الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قد فاجأ شخصاً ما في المستوى السياسي في إسرائيل. ففي الموضوعين الرئيسيين، إيران والفلسطينيين، عبّر بايدن علناً عن الرسائل المعروفة جيداً، والتي يتم تناقلها في الغرف المغلقة منذ أشهر، في الحوار بين القدس وواشنطن. وبالنسبة لرئيس الحكومة نفتالي بينت، فإن العناوين المهمة من الخطاب كانت التصريح العلني الواضح لبايدن بأن رؤية حل الدولتين لا يمكن تطبيقها في المرحلة الحالية، وأن هناك حاجة “لطريق طويل” من أجل تحقيقها.
ويشكل هذا الموقف عملياً تبنياً لموقف وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد ووزير الأمن بني غانتس، اللذين صرحا أكثر من مرة، وفي مناسبات مختلفة، بأنه رغم تأييدهما لحل الدولتين إلا أن هذا الحل غير قابل للتطبيق حالياً.
ووفقاً للتحليل في صحيفة “هآرتس”، فإن تصريح بايدن مهم لرئيس الحكومة نفتالي بينت مرتين، فهو يزيد من قدرة حكومته على البقاء، ويخفف من ضغط أحزاب اليسار المشاركة في لحكومة (حزبي العمل وميرتس)، والمجتمع الدولي للدفع بخطوات سياسية جادة مع السلطة الفلسطينية.
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن تصريح بايدن، الذي أكد أيضاً أن “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا جدال فيه، لكن ما زلت أعتقد أن حلّ الدولتين هو أفضل طريق لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية يهودية تعيش في سلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة، وقابلة للحياة”، يعكس عملياً مصلحة ثلاثية لكل من السلطة الفلسطينية، وحكومة نفتالي بينت، والإدارة الأميركية، بأنه لا حاجة للدفع بعملية سياسية حادة في السنوات القريبة، مضيفاً أن مسؤولين رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية توجهوا لإسرائيل والولايات المتحدة للقيام بعدة خطوات اقتصادية بدلاً من عملية سياسية.
وبحسب الكاتب الإسرائيلي، فإن خطاب بايدن في ما يخصّ إيران، لم يفاجئ إسرائيل بأية رسائل جديدة، ويشكل تصريح بايدن عملياً، ولا سيما قوله إن الولايات المتحدة مصمّمة على العودة للاتفاق النووي إذا عادت إيران أيضاً للاتفاق، رميا للكرة باتجاه القيادة الإيرانية الجديدة، لكن في إسرائيل قدروا أمس أيضاً أن الإدارة الأميركية، كما رجال الاستخبارات في إسرائيل، لا يملكون معلومات أكيدة عن نوايا إيران للعودة إلى المفاوضات للتوقيع من جديد على الاتفاق النووي.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى تحذيرات جهات إسرائيلية من عزم إيران على المماطلة في الاتصالات، بما يمكنها من التقدم بشكل موازٍ في برنامجها النووي، وبحسبه فإن مصدراً إسرائيلياً صرح أخيراً بأن من شأن التوقيع من جديد على الاتفاق النووي أن يخدم الجهد الإسرائيلي لتأخير عملية تخصيب اليورانيوم. وبحسب المصدر الإسرائيلي السياسي، فإن “إسرائيل لن تكسر قواعد التعامل” في حال قررت الولايات المتحدة التوقيع على الاتفاق، لكنها، أي إسرائيل، تنشط في مسارات أخرى تضع المصاعب أمام نظام إيران لتسليح يمكنه حمل رؤوس نووية، وبموازاة ذلك إبقاء إيران على مسافة ثابتة من تحولها لدولة على حافة نووية.
في المقابل، قال محرر الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، إن هناك إحباطاً متصاعداً في إسرائيل من الموقف الأميركي، وخصوصاً امتناع الولايات المتحدة عن التلويح بخيار عسكري يهدد إيران.