مقتل جنود أتراك بانفجار شمالي إدلب… ومخاوف من تكرار سيناريو “درعا البلد” في طفس
عربي تريند_ قُتل وأصيب عدد من الجنود الأتراك فجر اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي محافظة إدلب، شمال غربي سورية، فيما قصفت القوات التركية مواقع لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بريف حلب الشمالي.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ”العربي الجديد”، أن جنديَّين تركيَّين على الأقل قُتلا وأصيب 4 آخرون فجر اليوم السبت، جراء انفجار عبوة ناسفة برتل للقوات التركية أثناء مروره على طريق إدلب – باب الهوى بالقرب من بلدة كفريا شمال إدلب. وأوضح أنه تم نقل القتلى والجرحى في عربات إسعاف مصفحة إلى الجانب التركي عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
وكما حدث في مرات سابقة، تبنت العملية مجموعة تطلق على نفسها اسم “سرية أنصار أبي بكر الصديق”. وكانت المجموعة نفسها تبنت في 11 مايو/أيار الماضي عملية استهداف القوات التركية أثناء عبورها على طريق كفرلوسين – باب الهوى بريف إدلب الشمالي بعبوة ناسفة، في حين يعتقد مراقبون أن خلايا أمنية تتبع لقوات النظام السوري والقوات الروسية تقف خلف هذه العمليات بهدف الضغط على تركيا.
وتواصل القوات التركية تسيير جنود مشاة على طريق حلب-اللاذقية، إضافة إلى الطرق الفرعية في محيط النقاط العسكرية، بحثاً عن الألغام التي يحاول زرعها مجهولون لاستهداف الأرتال التركية، حيث تتعرض القوات التركية لهجمات عبر عبوات ناسفة وقذائف “آر بي جي”، من قبل عناصر مجهولة، فيما نشرت القوات التركية كاميرات مراقبة على الطريق الدولي حلب – اللاذقية.
إلى ذلك، قصفت القوات التركية مناطق انتشار قوات “قسد” في تل رفعت ومرعناز بريف حلب الشمالي، حيث تنتشر في تل رفعت قاعدة عسكرية روسية. ومن جهتها، قصفت فصائل المعارضة بالمدفعية مواقع قوات النظام السوري بالقرب من قرية الدار الرويحة في ريف إدلب الجنوبي. وكانت فصائل المعارضة أعلنت إحباط محاولة تسلل لقوات النظام بريف إدلب الجنوبي، في وقت قصفت طائرات حربية روسية محيط بلدة دير دسنبل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
إلى ذلك، يتواصل تطبيق اتفاق درعا البلد بين قوات النظام السوري ووجهاء المنطقة، فيما تتجه الأنظار إلى مدينة طفس بريف درعا الغربي كهدف محتمل لقوات النظام لتكرار سيناريو درعا البلد فيها.
وقد استكملت قوات النظام الانسحاب من محوري غرز ومزارع النخلة شرق وجنوب شرق مدينة درعا، لكنها أبقت على حواجزها العسكرية قرب سد درعا وصوامع الحبوب ومدرسة القنيطرة على أطراف حي طريق السد. كما انسحبت قوات النظام بشكل جزئي من مزارع الشياح جنوب مدينة درعا، وأبقت على بعض النقاط في المحور الجنوبي الغربي للمدينة، وذلك تطبيقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أيام برعاية روسية بشأن درعا البلد.
وكانت قوات النظام فتحت بعض الحواجز العسكرية أمام عودة الأهالي النازحين إلى منازلهم وسمحت للسيارات بالمرور، فيما بدأت الشرطة العسكرية الروسية تسيير دوريات مشتركة مع قوات النظام في أحياء درعا البلد.
وقال المتحدث باسم ما يسمّى “مركز المصالحة الروسي” ألكسندر غوليايف أمس الجمعة، إنه “تم تنظيم دوريات مشتركة تضم عسكريين روساً وعناصر من الجيش السوري ووحدات الدفاع الذاتي المحلية، للحفاظ على الأمن والنظام في المنطقة”، مشيراً إلى “تسوية أوضاع” أكثر من 1600 شخص حتى الآن في درعا البلد، إضافة إلى تسليم حوالي 600 قطعة سلاح ناري صغير، وفق ما نقلت عنه قناة “روسيا اليوم”.
ويقضي الاتفاق بنشر النظام 9 نقاط عسكرية لقوات النظام في درعا البلد ومحيطها، تضم كل نقطة نحو 20 عنصراً، إضافة إلى توسيع تفتيش المنازل لتشمل طريق السد ومخيم درعا.
من جهته، أعلن الهلال الأحمر السوري أنه قام بتوزيع حصص غذائية في درعا البلد أمس الجمعة، وفق وكالة “سانا” الرسمية.
ويبلغ عدد سكان درعا البلد نحو 50 ألف نسمة، وفق قوائم “اللجنة الإغاثية” المشرفة على توزيع المساعدات الإنسانية والخبز.
إلى ذلك، نفى وجهاء في مدينة طفس بريف درعا الغربي، حدوث أي اتفاق بين أبناء المدينة وقوات النظام على إجراء تسوية شبيهة بما حدث في درعا البلد. ونقل “تجمع أحرار حوران” عن عضو اللجنة المركزية الغربية أبو مرشد البردان قوله إنه “لا صحة لما تم تداوله عن أي اجتماعات في مدينة طفس بريف درعا الغربي مع أي جهة كانت”. وأوضح البردان أن “ما حدث بالضبط هو تجمع وجهاء المنطقة الغربية من درعا، من أجل الذهاب إلى بلدة حيط وتقديم العزاء لأحد أعضاء اللجنة بوفاة والدته، برفقة وجهاء من ريف درعا الشرقي”، مؤكداً أن “أي اجتماع سيتم الإعلان عنه بشكل رسمي، لنضع أهلنا بكل جديد”.
وأصدرت اللجنة المركزية مساء أمس الجمعة، بياناً طالبت فيه وسائل الإعلام، بـ”تحري الحقيقة ونشر الخبر الصحيح، لما في هذه الأخبار من زعزعة، وإدخال الخوف في صفوف المدنيين”.
وكانت وسائل إعلامية، بينها “شبكة “درعا 24″، قالت أمس الجمعة، إن اجتماعاً عُقد في مدينة طفس بين العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري في درعا وأعضاء من اللجنة الأمنية التابعة للنظام، مع القيادي السابق في الجيش الحر محمود البردان أبو مرشد وأعضاء من اللجنة المركزية لريف درعا الغربي ووجهاء من المنطقة. وأضافت أن الاجتماع عُقد “بغرض الاتفاق على تثبيت نقاط عسكرية وأمنية جديدة داخل مدينة طفس خلال الأيام القليلة المقبلة، وتسليم عدد مُعيّن من قطع السلاح الخفيف، إضافةً إلى سلاح مضاد عيار 14.5 كان عناصر من الفصائل المحلية الخاضعة للتسوية حصلوا عليه من مواقع عسكرية للجيش خلال الفترة الماضية”.
وذكر مصدر محلي لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام تقوم منذ عدة أيام بالتحشد في محيط طفس، فيما بدأ عدد من المدنيين بالنزوح عن المدينة تحسباً من عمل عسكري للنظام، شبيه بسيناريو درعا البلد.
وتقع طفس في الريف الغربي من درعا، وهي خارجة فعلياً عن سيطرة النظام، وتضم مقاتلين سابقين بالمعارضة رفضوا التسوية الروسية في 2018 وإلى جانبهم عشرات المتخلفين عن الخدمة العسكرية.
إلى ذلك، داهمت قوات النظام أمس الجمعة، عدداً من المنازل في بلدة الحارة شمال غرب درعا، واعتقلت شخصين من أبناء المدينة، فيما شوهد رتل عسكري مؤلف من سيارات دفع رباعي يقدر عددها بـ20 سيارة محملة بعناصر لقوات النظام، إضافة إلى عدد من المصفحات، متوقفاً غرب مدينة نوى على مفرق طريق المسرة، وفق “تجمع أحرار حوران”.
ويأتي ذلك بعد قصف قوات النظام يوم أمس بقذائف المدفعية، بلدة الشبرق بريف درعا الغربي.
من جهة أخرى، أصيب الشاب تركي الشمبور بجروح خطيرة، جراء استهدافه من قبل مجهولين بالرصاص، في مدينة طفس بريف درعا الغربي، وتم نقله إلى “المستشفى الوطني” في مدينة درعا. وذكرت مواقع محلية أن الشمبور عمل سابقاً في فصائل الجيش الحر في المنطقة، قبيل سيطرة النظام على محافظة درعا عام 2018.
تظاهرات في شرق سورية تطالب “قسد” بالإفراج عن المعتقلين
إلى ذلك، شهدت مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في دير الزور شرق سورية تظاهرات، اليوم السبت، تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، فيما تحدث مسؤول في “قسد” عن اعتزام الأخيرة تنظيم مؤتمر للمعارضة السورية.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي لـ”العربي الجديد”، إن العشرات شاركوا في تظاهرة، اليوم السبت، في بلدة أبو حمام الواقعة بمنطقة الشعيطات بريف دير الشرقي، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين في سجون “قسد”. كما طالب المتظاهرون التحالف الدولي بإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين الذين اعتقلتهم “قسد” ومنهم الناشط الإعلامي علي صالح الوكاع المعتقل في سجون “قسد” منذ أشهر. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب “قسد” بالكشف عن مصير الأشخاص المفقودين، في فترة سيطرة تنظيم “داعش” على المنطقة.
وتشهد مناطق سيطرة “قسد” في مناطق شمال وشرق سورية تظاهرات واحتجاجات شعبية بشكل متكرّر ضد سياسة الاعتقالات والتجنيد الاجباري وسوء الأوضاع المعيشية.
في غضون ذلك، داهمت قوات من “قسد”، أمس الجمعة، قرية العكيرشي الخاضعة لسيطرتها في ريف الرقة الشرقي، واعتقلت مجموعة من الأشخاص بتهمة التعامل مع مليشيات موالية للنظام السوري.
في سياق آخر، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنياً قُتل خلال الساعات الفائتة متأثراً بعيارات نارية أطلقها عناصر “قسد” عليه، عند معبر نهري على ضفاف نهر الفرات بريف دير الزور، ضمن المناطق المقابلة لسيطرة النظام والإيرانيين غرب الفرات، وينحدر القتيل من قرية زغير بريف دير الزور الغربي.
من جهة أخرى، قال عضو هيئة الرئاسة المشتركة في “مجلس سورية الديمقراطية”، سيهانوك ديبو، إن “الإدارة الذاتية” في شمال شرق سورية تعتزم عقد “مؤتمر وطني للمعارضة السورية الديمقراطية”. وأضاف ديبو في تصريح لوكالة “هاوار” الكردية أنه “أمامنا تغييرات وطنية سورية، سنتخذ خطوات عملية داخل سورية. في المقام الأول نفكر في عقد مؤتمر للمعارضة الوطنية الديمقراطية السورية، ونريد إنشاء مجموعة حقيقية وليست شكلية”.