النظام السوري يكثّف القصف على درعا البلد لفرض مطالبه
عربي تريند_ يواصل النظام السوري ومليشياته الضغط العسكري على المناطق المحاصرة في درعا البلد والمخيم وطريق السد، عبر تكثيف القصف المدفعي والصاروخي، فيما لا تزال الحافلات في المنطقة بهدف مواصلة عمليات التهجير.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام “كثفت، اعتبارا من منتصف الليل وحتى ساعات الصباح الأولى من اليوم الأحد، قصفها على منطقة درعا البلد، وأطلقت عشرات الصواريخ والقذائف المدفعية، إضافة إلى الرشقات المتوالية بالرشاشات الثقيلة، ما تسبب في إصابة عدد من المدنيين بجروح، وسط تحليق متواصل لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة”.
وذكر “موقع تجمع أحرار حوران” إن الفرقة الرابعة والمليشيات الإيرانية قصفت أحياء درعا المحاصرة بجميع أنواع الأسلحة وبشكل “جنوني”، مشيرا إلى أن القصف بدأ منتصف الليل بعد مغادرة وفد عشائر حوران من الأحياء المحاصرة في مدينة درعا، مضيفاً أنّ أكثر من 65 صاروخ أرض-أرض من طراز فيل وجولان سقط على الأحياء السكنية.
أكثر من 65 صاروخ أرض-أرض من طراز فيل وجولان سقط على الأحياء السكنية
وكان جرى اجتماع أمس بين وجهاء من بلدات محافظة درعا مع ضباط روس ومسؤولين في قوات النظام في حي درعا المحطة، واعتبر محاولة أخيرة لإيجاد حلول أخرى بعيدا عن تهجير سكان حي درعا البلد المحاصر، وهو المطلب الذي تقدم به الأهالي لتهجيرهم بشكل جماعي، إذا أصر النظام على مطالبه بتسليم كامل السلاح، وإقامة 9 نقاط عسكرية في درعا البلد، والقيام بحملات دهم وتفتيش في المنطقة.
وكان وجهاء ريفي درعا الغربي والشرقي طالبوا الوفد الروسي واللجنة الأمنية بمنحهم فرصة لقاء اللجنة المركزية بدرعا البلد، وذلك من أجل إيجاد حل واستبعاد التهجير، حيث أعطت اللجنة الوجهاء مدة ساعتين للقاء “مركزية درعا”، وعند خروجهم من درعا البلد بادرت قوات الفرقة الرابعة والمليشيات الإيرانية إلى إطلاق النار عليهم في منطقة البحار، حيث جرى إنقاذ أعضاء الوفد بصعوبة، في حين بقيت سياراتهم في منتصف الطريق.
من جانبها، نقلت وكالة “نبأ” المحلية عن أحد أعضاء لجنة التفاوض قوله إن الجنرال الروسي ورئيس اللجنة الأمنية اشترطا أمس تهجير أشخاص من درعا، منهم أعضاء في لجنة التفاوض، من بينهم الناطق الرسمي عدنان المسالمة وعبد الناصر المحاميد.
وكانت عشائر درعا وعائلات درعا البلد ناشدوا، أمس السبت، الملك الأردني عبد الله الثاني، التدخل أمام المجتمع الدولي لوقف خيارات الإبادة أو التهجير التي يهدّدهم بها نظام الأسد، أو فتح طريق آمنٍ إلى الأردن.
سبق ذلك إعلان المتحدث الرسمي باسم اللجنة المركزية في درعا البلد، عدنان مسالمة، أن اللجنة اتخذت قرار التهجير بسبب انحسار الخيارات أمامها. وكان النظام أمهل، حتى عصر أمس ثم مدد إلى الساعة 12 ليلاً، رافضي تنفيذ شروطه بالخروج إلى الشمال السوري.
بدورها، ذكرت وكالة “سانا” التابعة للنظام أن “الجهات المختصة في محافظة درعا استكملت التجهيزات لخروج دفعة من الإرهابيين الرافضين والمعطلين لاتفاق التسوية من أحياء درعا البلد باتجاه الشمال السوري”. وأضافت أنه “تم تجهيز عدد من الحافلات الكبيرة وإزالة عدد من السواتر والحواجز الترابية والإسمنتية في منطقة الجمرك القديم لنقل المسلحين”.
وفي الشمال السوري، قتل عدد من عناصر قوات النظام والمليشيات المساندة له على يد فصائل المعارضة، صباح اليوم الأحد، خلال محاولتهم التسلل على أحد محاور القتال في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وذكر الناشط محمد المصطفى لـ”العربي الجديد”، أن مجموعة من قوات النظام حاولت التسلل على محور بلدتي كنصفرة – معرة موخص في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، فتصدت لهم الفصائل العاملة في المنطقة، ما أسفر عن قتل عنصرين وإصابة آخرين لقوات النظام.
وأضاف المصطفى أنه تبع الاشتباك قصف مدفعي لفصائل المعارضة استهدف موقعاً للنظام جنوبي إدلب، ما أسفر عن عنصرين آخرين وإصابة آخرين بجروح.
من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة كنصفرة والقرى المجاورة لها، في محاولة لسحب جثث القتلى والجرحى من مقاتليها الذين سقطوا في المنطقة.
وكانت الطائرات الحربية الروسية شنت غارات جوية مكثفة بصواريخ شديدة الانفجار على قرية كفريدين في ريف إدلب الغربي، من دون وقوع إصابات.
وفي شرق البلاد، تعرّض موقع يتبع لمليشيا “لواء القدس” المدعومة من روسيا لهجوم شنه مجهولون يُعتقد أنهم تابعون لتنظيم “داعش”. وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية أن مليشيا “لواء القدس” كانت قد جمعت قواتها، فجر أمس، في منطقة الفكة بالقرب من جبال البشري في بادية دير الزور، للبدء بحملة تمشيط ضد عناصر التنظيم، إلا أن الأخير استهدف تجمعهم بقذائف الهاون وقذائف صاروخية، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى في صفوفهم. كما قُتل الملازم في قوات النظام وائل عبد الرزاق سعيد، جراء هجوم مسلح استهدف حاجزاً للمليشيات في بادية أثريا غرب الرقة.