العرب تريند

الاحتلال يحول القدس إلى ثكنة عسكرية في الجمعة السابقة لرمضان

عربي تريند_ بدت مدينة القدس المحتلة، اليوم الجمعة، ثكنة عسكرية ضخمة، بعدما شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتباراً من الليلة الماضية، في نشر آلاف الجنود من مختلف وحدات الجيش والشرطة وحرس الحدود في المدينة، وفق جملة من التدابير خلال شهر رمضان لمواجهة أي تصعيد محتمل.

وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت، وفق ما نشره الإعلام الإسرائيلي، عن جملة من الإجراءات المشددة، من بينها تكثيف الحضور الشرطي وتقييد الدخول إلى المسجد الأقصى، بحيث يتم إخضاع من هم أقل من 60 عاماً للفحص والتدقيق، والسماح فقط لمن هم فوق الستين عاماً بالوصول إلى الأقصى عبر حواجز ستقيمها قوات الاحتلال على بوابات البلدة القديمة من القدس.

بن غفير يقتحم الأقصى بعد موافقة قائد شرطة الاحتلال

وأعلن بن غفير، خلال جولته الاستفزازية في باحات الأقصى، أنه جاء ليرد على قرار الاحتلال بتقليص اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، متحدياً حركة “حماس” التي كانت توعّدته في حال القيام باقتحام الأقصى.أخبار

وظهر بن غفير في مقطع فيديو من داخل الأقصى وهو يقول: “خلال الليلة الماضية، الناطق باسم (حماس) وأفراد (حماس) هددوني وقالوا إني مستهدف، أقول للناطق باسم (حماس) أنا أعرض عليك أن تغلق فمك”.

وكانت قوات الاحتلال استبقت السماح لبن غفير باقتحام الأقصى بحملة من الإبعادات والاعتقالات الإدارية التي طاولت عدداً من النشطاء المقدسيين، ثم شددت من إجراءاتها في القدس بدءاً من الليلة الماضية.

الاحتلال يعترض حافلات متوجهة إلى الأقصى ويمنع العشرات من الوصول إلى القدس

وهذه الإجراءات في القدس بدت واضحة اليوم الجمعة، حينما اعترضت شرطة الاحتلال الليلة الماضية وفجر اليوم الجمعة عشرات الحافلات القادمة من الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، ومنعت العديد منها من الوصول إلى القدس.

دعوات للرباط وتكثيف الحضور في الأقصى لصدّ الاقتحامات

ووسط هذه الإجراءات الإسرائيلية التي تزامنت مع تكثيف في اقتحامات المستوطنين، برزت دعوات مقدسية للتأكيد على ضرورة الرباط في المسجد الأقصى.

ودعا رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ”العربي الجديد”، الأمّتين العربية والإسلامية إلى تحمّل مسؤولياتهما، وناشد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، ومن القدس، الوجود والرباط في الأقصى لحمايته من تغوّل المستوطنين.

واتهم صبري الاحتلال بتعمد التصعيد واستفزاز المصلين في المسجد الأقصى، محملاً إياه المسؤولية عن النتائج المترتبة على السماح لعضو الكنيست بن غفير باقتحام الأقصى.أخبار

ووصف حاتم عبد القادر؛ القيادي في “حركة فتح”، ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية، في حديث لـ”العربي الجديد”، اقتحام بن غفير المسجد الأقصى أمس الخميس بأنه “استفزازي وخطير جداً قبيل شهر رمضان”، فيما أشار إلى أن الاقتحام يعد “بمثابة مؤشر تصعيد من جانب حكومة الاحتلال، وتجاهلها لجميع الجهود الإقليمية وخاصة الأردنية للتهدئة”.

وقال عبد القادر: “إن ما جرى سوف تتحمل حكومة الاحتلال مسؤولية تداعياته المتوقعة خلال شهر رمضان، والذي من المنتظر أن تشهد خلاله مدينة القدس هبة جديدة ضد استفزازات الاحتلال”.

ستسيّر شرطة الاحتلال دوريات راجلة مشتركة لـ”حرس الحدود” والجنود النظاميين في الأحياء اليهودية الواقعة في الشطر الغربي لمدينة القدس والمحتل عام 1948، إلى جانب تكثيف الحضور الشرطي والعسكري في الشطر الشرقي المحتلّ عام 1967.

الاحتلال ينشر أكثر من ألف عنصر في محيط الأقصى وداخل أزقة القدس

ونشر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ألف عنصر من جنوده النظاميين وعناصر حرس الحدود في داخل مدينة القدس ومحيط البلدة القديمة والأزقة والطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى، في عملية أطلق عليها اسم “كاسر الأمواج”، بحسب ما أفادت به مواقع إسرائيلية مختلفة.

وبحسب ما أورد موقع “يديعوت أحرونوت”، فإن شرطة الاحتلال ستسيّر دوريات راجلة مشتركة لـ”حرس الحدود” والجنود النظاميين في الأحياء اليهودية الواقعة في الشطر الغربي لمدينة القدس والمحتل عام 1948، إلى جانب تكثيف الحضور الشرطي والعسكري في الشطر الشرقي المحتل عام 1967، تطبيقاً للإجراءات التي أعلنت عنها المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية على أثر العمليات الأخيرة، ولا سيما عملية بني براك.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت قد قال إن عملية بني براك تمثل بداية “موجة إرهاب”، فيما ترى جهات أمنية أن مواجهة التوتر الأمني وحالة انفجار الأوضاع، سواء كان ذلك محصوراً في الضفة الغربية المحتلة أو على الحدود مع قطاع غزة، أم في القدس المحتلة نفسها، قد تطول لشهر، وربما أكثر من ذلك، تبعاً لما قد يحدث في المسجد الأقصى.

ومع إبراز الإعلام الإسرائيلي بشكل مكثف حالة التأهب القصوى لأعلى درجة في صفوف الشرطة، وتخصيص 281 مليون شيقل للشرطة، وإبراز دمج قوات نظامية في دوريات راجلة داخل القدس، وتحويل 12 كتيبة عسكرية للضفة الغربية، واثنتين للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة، يبدو الاحتلال معنياً بإبراز استعداداته لسيناريوهات كان هو من روّج لها منذ أشهر بشأن احتمالية اندلاع مواجهات في الضفة الغربية والقدس.

وجاءت تحذيرات الاحتلال من اندلاع مواجهة في سياق تحقيق ردع في الجانب الفلسطيني، وتوفير غطاء من أجل شرعنة خطوات وجرائم قد يرتكبها الاحتلال تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب”، أو الدفاع عن “حرية العبادة”، وهو المصطلح الذي استخدمه ثلاثة وزراء من حكومة الاحتلال، بدءاً بوزير الخارجية يئير لبيد مروراً بوزير الأمن الداخلي عومر بارليف، وانتهاء بوزير الأمن بني غانتس.

وكان غانتس قد التقى العاهل الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الثلاثاء الماضي، فيما سبقه بنحو أسبوعين وزير الأمن الداخلي عومر بارليف إلى لقاء الملك، إذ جاءت زيارتاهما في سياق تبريرهما الاقتحامات الاستيطانية اليهودية للمسجد الأقصى.

ومع أن العاهل الأردني كان قد طلب من وزير الخارجية الإسرائيلية يئير لبيد، بحسب ما كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، قبل أسبوعين، وقف الاقتحامات اليهودية الدينية للأقصى، وخفض عدد اليهود الذين يمكن لهم دخول المسجد ساحات المسجد الأقصى وفق الشروط التي كان معمولاً بها سابقاً المعروفة بـ”الوضع القائم”، إلا أن هذا الطلب لم يلق إلى الآن أي تجاوب إسرائيلي؛ بل على العكس من ذلك، سمحت الشرطة الإسرائيلية أمس الخميس لعضو الكنيست المتطرف أيتمار بن غفير باقتحام باحات الأقصى.

وأشارت صحيفتا “يديعوت أحرونوت” و”معاريف” إلى أن الجيش والمنظومة الأمنية العسكرية للاحتلال بكل أذرعها انتقلت من سياسة دفاعية إلى هجومية؛ عبر تكثيف الحضور العسكري في الضفة الغربية وحملات المداهمة والاعتقالات وتصعيد الضغط على الفصائل الفلسطينية ميدانياً، خصوصاً شمالي الضفة الغربية.

ويأتي هذا التحول العسكري مكملاً للضغوط الدبلوماسية والتهديدات المباشرة للسلطة الفلسطينية تحت مسمى العمل “على تخفيف حدة التوتر في الضفة الغربية وفي القدس المحتلة”، والتي تجلت في المحادثات الإسرائيلية الأردنية عبر الوزراء الثلاثة.

وبموازاة هذه الضغوط الكبيرة، هناك ضغوط على حركة “حماس” في قطاع غزة للمحافظة على حالة التهدئة، وهي ضغوط مارستها الحكومة المصرية تحت مسمى “نقل رسائل إسرائيلية لقيادة (حماس)”، بينها التهديد باستهداف إسرائيل قيادات سياسية في الحركة، وهو ما كانت قد أشارت إليه الصحف الإسرائيلية خلال تغطيتها ما عرف بـ”قمة النقب” التي شارك فيها وزراء خارجية مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والبحرين، إلى جانب كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى