سورية: هدوء نسبي في درعا البلد والنظام يصعّد في إدلب
عربي تريند_ هاجم مسلحون مجهولون، ليل أمس الأحد، حاجزاً لقوات النظام السوري في ريف درعا جنوبيّ البلاد، تزامناً مع استمرار الهدوء النسبي في منطقة درعا البلد، بينما جددت قوات النظام قصفها إدلب، شمال غربيّ البلاد.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام جدّدت اليوم قصفها مناطق في محيط بلدة مساكن جلين بريف درعا الغربي، وطاول القصف منطقة تل السمن ومزارع الطيرة شمال مدينة طفس، ما أوقع أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وذكر الناشط نفسه أنّ مجهولين هاجموا قوات النظام المتمركزة على حاجز المخابرات الجوية في أطراف بلدة المسيفرة شرق درعا، فيما لم يتبين سقوط خسائر بشرية من النظام. كما أشار إلى أنّ حالة الهدوء استمرت في منطقة درعا البلد المحاصرة من قوات النظام بمدينة درعا.
وكانت قوات النظام قد عززت مواقعها، أمس، في مناطق على طريق عمّان – دمشق وبالقرب من بلدتي صيدا وأم المياذن شرق درعا، وطريق معبر نصيب جابر الحدودي مع الأردن.
وبدأ النظام السوري قبل 61 يوماً حصاراً لمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، على خلفية رفض المعارضة فيها الرضوخ لمطالب النظام، التي تهدف إلى بسط سيطرته بشكل كامل على المنطقة وتهجير سكانها.
في الأثناء، أفاد الناشط مصطفى المحمد، في حديث لـ”العربي الجديد”، بأن قوات النظام السوري تقصف بلدة بينين ومحيطها، تزامناً مع قصف من الطيران الحربي الروسي على أطراف بلدتي البارة وكنصفرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وتحدث الناشط عن مقتل مدني خلال الساعات الماضية في أثناء عمله بقطاف التين، إثر انفجار لغم أو مقذوف غير منفجر من مخلفات الحرب في بلدة البارة جنوب إدلب. وتشهد المنطقة منذ أسابيع تصعيداً مستمراً من قوات النظام السوري والطيران الروسي، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سبّب ذلك مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
واليوم الاثنين، أصيب سبعة مدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة إعزاز الخاضعة للمعارضة في ريف حلب شمالي سورية.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إن سيارة شحن مفخخة بعبوة ناسفة انفجرت في مدخل كراج الشحن غرب مدينة أعزاز، بالقرب من ساحة الحبوب، ما أدى إلى إصابة سبعة مدنيين بجروح متفاوتة.
وذكرت المصادر أن فرق الشرطة طوقت المكان، فيما سارع الدفاع المدني السوري إلى إطفاء حرائق نشبت جراء الانفجار، وجرى نقل المصابين إلى المستشفى ولم يتبين وجود حالات حرجة بينهم.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن عنصرين من قوات النظام السوري قتلا جراء انفجار لغم بسيارتهما العسكرية أثناء تنقلهما ضمن دورية للنظام بالقرب من طريق دمشق في منطقة الشولا بريف دير الزور الجنوبي.
وذكرت المصادر أن المنطقة تشهد هجمات بشكل متكرر من خلايا “داعش” على قوات النظام وتسببت بخسائر بشرية.
وكان النظام السوري قد شن عدة حملات تمشيط في المنطقة، من بينها عمليات تمشيط بهدف إزالة الألغام من مخلفات التنظيم إلا أن تلك العمليات لم توقف هجمات التنظيم على دوريات النظام ومواقعه.
من جانب آخر، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن قوى الأمن والشرطة التابعة للمعارضة السورية أحبطت محاولة تهريب كمية من المخدرات قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري في ريف حلب.
وقالت المصادر إنّ “الجيش الوطني” بالتعاون مع الشرطة ضبط 140 ألف حبة كبتاغون، كانت قادمة من مناطق النظام السوري إلى ريف حلب الشمالي.
وأشارت إلى أنّ الكمية ضُبطَت قبل دخولها مدينة عفرين، وكانت محشوة داخل حبات الزيتون ومخبّأة في صناديق معدنية.
وبحسب المصادر، فإن هذه ليست المرة الأولى، وخلال الشهر الحالي، ضُبطَت كمية في أثناء محاولة تهريبها من مناطق سيطرة النظام إلى مناطق سيطرة المعارضة، وكان الجيش الوطني والشرطة وقوى الأمن قد شنت سابقاً عدة حملات أمنية ضد مروجي المخدرات، وألقت القبض على عدد منهم، وأحالتهم على القضاء.
وتعاني المنطقة، إضافة إلى الجوار السوري، من المخدرات المنتجة في مناطق سيطرة النظام السوري، حيث ضُبطَت مئات الشحنات على الحدود السورية الأردنية، وضُبط أيضاً العديد من البواخر من قبل سلطات دول عربية وأجنبية كانت محمّلة بأطنان من المخدرات، وكان مصدرها مناطق سيطرة النظام السوري.
جدد الجيش التركي قصفه على مواقع لمليشيات “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” في قرية الجات، في شمال ناحية منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، كما طاول القصف نقاطاً لـ”قسد” في المحاور المقابلة لقرى توخار صغير وقراطة.
إلى ذلك، جُرح 14 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون، الليلة الماضية، جراء اشتباكات عنيفة وقعت بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة في مدينة رأس العين بريف الحسكة، شمال شرقيّ سورية، ولم تتوقف الاشتباكات إلا بعد تهديد من الجيش التركي بالتدخل بقوة السلاح.
وفيما تحدثت الأنباء عن أنّ الاشتباكات جرت بين فصائل من “الجيش الوطني السوري”، قالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إن الاشتباكات كانت بين “الشرطة العسكرية” و”الشرطة المدنية” التابعة للجيش الوطني، وأدت إلى إصابة 14 شخصاً، بينهم 5 على الأقل مدنيون.
وقالت المصادر إنّ الشرطة العسكرية كانت مدعومة أيضاً بفصيل “فرقة الحمزة”، ووقعت الاشتباكات في عدة مناطق من المدينة، من بينها منطقة المستشفى الوطني ومنطقة مركز الشرطة المدنية أيضاً. وأضافت المصادر أنّ الجرحى بينهم سبعة نقلوا إلى الأراضي التركية.
وبحسب المصادر، فإنّ الاشتباك كان سببه قدوم دورية من الشرطة العسكرية إلى المستشفى الوطني بهدف اعتقال عنصر من الشرطة المدنية كان يتلقى العلاج في المستشفى، وجرى اشتباك امتد إلى مناطق أخرى.
وقالت المصادر إنّ العملية حصلت بعد اعتقال الشرطة العسكرية أربعة من عناصر الشرطة المدنية والاعتداء عليهم بالضرب والشتم، على خلفية اتهامهم بارتكاب انتهاكات بحق السكان في رأس العين.
وذكرت المصادر أنّ الاشتباكات كانت عنيفة واستُخدمَت فيها أسلحة متوسطة وقنابل، ولم تتوقف إلا بعد إرسال تهديدات مباشرة من قيادة الجيش التركي للفصائل.
وأحدثت الاشتباكات حالة من الذعر والهلع بين سكان المدينة، وهي ليست الأولى من نوعها في المدينة الخاضعة لنفوذ الجيش التركي.
وقالت مصادر أمنية من المدينة لـ”العربي الجديد”، فضلت عدم كشف اسمها، إنّ هناك من يحاول زعزعة الاستقرار والأمن في المدينة بشكل متكرر، وهذا يعطي نموذجاً مستمراً لعدم قدرة المعارضة في الضبط والإدارة وخاصة لدى المجموعات التي تمتلك السلاح.
وأشارت المصادر إلى أنّ أغلب المشاكل التي تتطور إلى اشتباكات مسلحة تأتي على خلفيات مناطقية أو عائلية أو عشائرية.
وبحسب المصادر، لم تنجح جميع المحاولات حتى اليوم في توحيد الفصائل، رغم إنشاء مؤسسات مثل الشرطة وقوى الأمن التي من شأنها ضبط الأمن، بينما الذي يحصل هو أنّ هذه الشرطة والقوى هي التي تُخلّ بالأمن نتيجة انتشار السلاح بشكل غير منضبط، وعدم وجود سلطة موحدة تتبع لها كل الأطراف.
ووفق المصادر، يقتصر الوجود التركي في المدينة على تقديم الخدمات الصحية والطبية وغيرها من الخدمات، والوجود العسكري مقتصر على رصد خطوط التماس مع مليشيات “قسد”، بينما تتحمل فصائل المعارضة مسؤولية الأمن الداخلي للمدينة، وحتى اليوم، لم تتمكن هذه الفصائل من تأمين المدينة من الداخل