تفاؤل إسرائيلي باعتماد بايدن استراتيجية جديدة إزاء إيران
عربي تريند_ترى أوساط رسمية في تل أبيب أن التطورات المتلاحقة في أفغانستان بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم، تحسّن من فرص إسرائيل للتأثير على موقف الولايات المتحدة من إيران.
في السياق، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً، عن مسؤولين في تل أبيب وواشنطن قولهم إن أحداث أفغانستان والتقديرات السائدة بأن إيران في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي لن توقع على اتفاق نووي تعزز من إمكانية اقتناع الإدارة الأميركية باعتماد خطة بديلة في التعاطي مع طهران غير التوصل لمثل هذا الاتفاق.
وأشار المسؤولون إلى أن اللقاء الذي سيجمع كلاً من الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، في البيت الأبيض الخميس المقبل، يمثل فرصة لزيادة تأثير تل أبيب على سياسات واشنطن إزاء طهران. وأضافوا أن لقاء بايدن وبينت قد يفضي إلى البدء في بلورة استراتيجية جديدة وبديلة إزاء إيران، لا سيما بعدما تبيّن لإدارة بايدن أن تقديرها السابق بأن طهران معنية بالتوقيع على اتفاق مع القوى العظمى بشأن برنامجها النووي، غير واقعي.
ونقلت الصحيفة عن المبعوث الأميركي لإيران، روبرت مالي، والذي كان من أكثر المتحمسين للعودة إلى الاتفاق النووي قوله الأسبوع الماضي، إن إدارة بايدن تعكف على إعداد خطة بديلة في حال لم يتسن التوقيع على الاتفاق.
وحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثت إليهم الصحيفة، فإن إدراك كبار المسؤولين في واشنطن لطابع التوجهات الإيرانية يساعد على تبني أميركا استراتيجية تجاه إيران تتفق مع تصور إسرائيل.
ووفق تقديرات المسؤولين في تل أبيب، فإن هناك حاجة إلى بلوة تصوّر جديد حول مستقبل المنطقة ووضع آليات للتصدي لـ”الإسلام المتطرف”، لا سيما في أعقاب التحولات الأخيرة التي أوجدت واقعاً جيوسياسياً جديداً يعكسه تواصل جغرافي تحكمه “القوى المتطرفة والمعادية”؛ بدءاً من أفغانستان ومروراً بإيران، والعراق، وسورية وانتهاءً بلبنان، وفي ظلّ حرص الصين على تعزيز علاقاتها بطهران، فضلاً عن طابع العلاقة التي تربط إيران بحركة طالبان.
ولفت المسؤولون إلى أن حقيقة أن إسرائيل تعدّ “حليفاً مستقراً” للولايات المتحدة، في ظل التحولات المتلاحقة التي تشهدها المنطقة، يمنحها الأدوات للتأثير بشكل جذري على سياسات إدارة بايدن.
العلاقة بين إسرائيل والدول الخليجية تعدّ أحد الاعتبارات التي قد تؤثر على المعادلة الجديدة
ورأت “يسرائيل هيوم” أن العلاقة بين إسرائيل والدول الخليجية تعدّ أحد الاعتبارات التي قد تؤثر على المعادلة الجديدة، على اعتبار أن فرص التوصّل إلى مزيد من اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وهذه الدول تتوقف على الموقف الأميركي من إيران. وأشارت إلى أنه على الرغم من دعم إدارة بايدن لمسار التطبيع، إلا أن الدول الخليجية لن تسارع إلى التوصل لاتفاقات جديدة في هذا الشأن، في حال لم تغيّر الإدارة الأميركية سياساتها تجاه طهران.
من ناحيته، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، يعكوف عامي درور، إن الانسحاب من أفغانستان سيحسّن من مكانة إسرائيل لدى الولايات المتحدة. وفي مقال نشره موقع قناة “12”، لفت درور، الذي عمل أيضاً قائداً للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية، إلى أن الانسحاب الأميركي من المنطقة سيجعل الولايات المتحدة تعتمد على إسرائيل أكثر في الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية. وأشار إلى أن زيادة ارتباط مصالح الولايات المتحدة في المنطقة بتل أبيب سيجعل إسرائيل مركباً من مركبات الأمن القومي الأميركي.