لوموند: القلق من تدفق اللاجئين الأفغان يخيّم على شرق تركيا
عربي تريند_ تحت عنوان: “شرق تركيا.. خطر اللاجئين الأفغان“؛ تحدثت صحيفة لوموند في روبورتاج عن مجموعة من الشباب الأفغان وصلوا إلى مدينة “فان” الكبيرة شرقي تركيا بشكل غير قانوني من إيران المجاورة قبل أيام قليلة، وهم يلعنون المهربين الذين تخلوا عنهم بعد أن وعدوهم بنقلهم إلى أنقرة أو إسطنبول.
“إنهم يعاملوننا مثل الماشية ويسرقون أموالنا”، كما يقول حسين (21 عاما) أذكى أفراد المجموعة، والذي وصل تركيا قبل أيام قليلة من مزار الشريف مع أخته وصهره وأطفالهما الأربعة، وفق “لوموند”.
فهذا الشاب العشريني لا يرى أي مستقبل في أفغانستان: “لا يوجد عمل والوباء لم يساعد، وأتت عودة طالبان كرصاصة الرحمة”.
وتقول الأسرة إنها دفعت للمهربين “حزمة”، بما في ذلك العبور غير القانوني للحدود الإيرانية التركية، بالإضافة إلى رحلة بالحافلة الصغيرة إلى “قونية” جنوبي أنقرة. ولكن بمجرد اتخاذ الخطوة الأولى، قام المهربون بإيوائهم في منزل مهجور وسط الحقول ولم يعودوا.
أما محمد، البالغ من العمر 26 عاما، فيخشى أن تعيده السلطات التركية إلى الحدود الإيرانية، وهو ما لا يريده بأي ثمن. كان يخطط للذهاب ليس إلى أوروبا، ولكن إلى مدينة “قونية” التركية في وسط جنوب الأناضول، حيث من المؤكد أنه سيجد عملاً. وهو ينظر إلى تركيا على أنها أرض الوفرة.
يقول محمد إنع باع منزله في أفغانستان مقابل 4 آلاف دولار، وقد استغرقت رحلته شهرا قبل الوصول إلى الأراضي التركية.
وعلى عكس اللاجئين السوريين الذين يتمتعون بالحماية في تركيا، لا يحق للأفغان الحصول على أي شيء: “نحن كائنات بلا مصير”، تقول زليحة، ممثلة الأقلية الشيعية “الهزارة”، موضحة أنها بعد أن عاشت في مدينة “فان” لمدة ست سنوات، حصلت على تصريح إقامة، وهي الآن تشعر بالأمان إلى حد ما.
ففي كل عام، يعبر عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان الحدود بين إيران وتركيا بشكل غير قانوني بحثاً عن وظائف وحياة أكثر استقراراً.
ومنذ هجوم طالبان الأخير على عواصم المقاطعات، ازداد هذا التدفق. ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، مع انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وبدء هجوم طالبان، يفرّ حوالي 30 ألف شخص من أفغانستان كل أسبوع إلى إيران ثم إلى تركيا. وتعد مقاطعة “فان” البوابة. وبتوجيه من المهربين، يعبر الأفغان وكذلك الباكستانيون والإيرانيون الحدود سيرا على الأقدام ليلا عبر الممرات الجبلية.
تتحول الرحلة أحيانا إلى كابوس، حيث يروي البعض أنهم تعرضوا للضرب والسرقة في الطريق من قبل قطاع الطرق. في الشتاء، يموت العديد منهم جراء البرد أو تلتهمهم الذئاب. في كل مرة يذوب فيها الثلج، يتم العثور على جثث.
في منتصف شهر يوليو/ تموز، تم نشر ثلاثة آلاف من القوات الخاصة والشرطة والجيش في تركيا، ومعهم الكثير من المعدات لمكافحة المعابر غير القانونية بشكل أفضل. وعلى الطرق، تم تعزيز نقاط التفتيش، ويتم فحص المركبات عن كثب.
وفي مواجهة تدفقات الهجرة الجديدة الوشيكة، أقامت أنقرة مؤخرا جدرانا خرسانية عالية على طول حدودها الشرقية مع إيران، بعد أن فعلت الشيء نفسه في الجنوب على طول جزء من حدودها مع سوريا.
عند اكتماله، سيمتد الجدار لمسافة 295 كيلومترا، ويحده خنادق واسعة وسيضم حوالي 100 برج مراقبة. لكن في الوقت الحالي، لم يكتمل الحاجز الخرساني بعد، ومن خلاله يقول حسين ورفاقه إنهم شقوا طريقهم إلى الأراضي التركية.