مؤتمر جوار العراق سيعقد أواخر الشهر الحالي
عربي تريند_
أكدت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، اليوم الخميس، احتضان العاصمة بغداد مؤتمراً لدول جوار العراق في نهاية الشهر الحالي، وذلك تأكيداً لتقرير سابق لـ”العربي الجديد”، نقلت فيه عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية العراقية تشكيل لجنة حكومية برئاسة الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية نزار الخير الله للتحضير لمؤتمر لدول جوار العراق بمشاركة السعودية وإيران وتركيا.
وأكدت الوكالة، الخميس، توجه وزير التخطيط العراقي خالد البتال إلى الكويت، أول من أمس الثلاثاء، حاملاً رسالة خطية من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، تتضمن دعوته لحضور مؤتمر دول الجوار العراقي الذي سيعقد في بغداد قبل نهاية شهر أغسطس/آب الحالي، بمشاركة أوروبية عالية المستوى.
وذكرت الوكالة نقلاً عن مسؤولين وسياسيين عراقيين أنّ المؤتمر “يمثل بداية لحلحلة المشاكل، وخطوة مهمة لدعم مكانة العراق إقليمياً”.
وتفيد المعلومات التي حصل عليها “العربي الجديد”، مطلع الشهر الحالي، بأنّ الكاظمي أمر بتشكيل لجنة من مجلس الوزراء، تضم موظفين ومستشارين ومسؤولين بوزارة الخارجية، على رأسهم وكيل الوزارة الأقدم نزار الخير الله، لغرض التحضير لعقد مؤتمر لدول جوار العراق، وهي إيران وتركيا والسعودية والكويت والأردن، بالإضافة إلى ممثلين عن نظام بشار الأسد في سورية، وبمشاركة دول أخرى عربية مؤثرة، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن عضو تحالف “النصر”، البرلماني أحمد الوند، قوله إنّ “وجود الفرقاء الإقليميين في بغداد من أجل الوصول إلى اتفاق مشترك، يصبّ في مصلحة العراق، ويصب في تقوية السيادة العراقية، لأنّ العراق اليوم يلعب دور المفاوض ودور الوسيط، وهذا بالتأكيد شيء مفرح بالنسبة للدولة العراقية”، مرحّباً “بجميع الإجراءات التي تصبّ في مصلحة الدولة وفي تعزيز دور العراق الإقليمي والدولي في المنطقة”.
وبيّن الوند أنّ “وجود اجتماع يدعو إليه العراق وتلتزم به الأطراف المعنية يصب في مصلحة البلد وستكون له انعكاسات إيجابية لأن العراق يحاول استرداد مكانته ليس فقط على المستوى الإقليمي بل حتى على المستوى الدولي، وهذا سينعكس انعكاساً مباشراً على دور العراق الريادي على المجتمع الدولي”.
بدوره، قال رئيس “مركز التفكير السياسي للدراسات” إحسان الشمري، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إنّ “الدعوة لعقد مؤتمر دول الجوار العراقي جاءت تعزيزاً لمكانة العراق على مستوى المنطقة وأيضاً استعادة دوره الريادي وكونه فاعلاً لتثبيت استقرار المنطقة وتثبيت مستوى التوازن في ما يرتبط بسياسة العراق الخارجية”.
وأشار إلى أنّ “طبيعة الحراك العراقي على مستوى القمة الثلاثية وعلاقاته الإيجابية مع المملكة العربية السعودية ومع دول الخليج والولايات المتحدة الأميركية، ستعزز الثقة بالعراق وبدعوات كهذه”.
ويشير الشمري إلى أنّ “الاجتماع بحد ذاته خطوة متقدمة لتطويق الخلافات ما بين الدول وما بين العمل على المساحة المشتركة في ما بينها”، مضيفاً: “لا أعتقد أنّ هذا الاجتماع سينهي كل الخلافات خصوصاً أن الملفات متداخلة بشكل كامل، لكنه سيعمل على تقريب وجهات النظر، وهذا ما يعمل العراق عليه، وقد يتطور دوره إذا لعب كوسيط من خلال هذا المؤتمر الذي قد يساهم في حلحلة هذه الملفات، لكن الطيّ والغلق الكامل لهذه الملفات يحتاج إلى مزيد من الوقت والاجتماعات”، مبيّناً أنّ “هذا المؤتمر يمثل خطوة أولى نحو ذلك الموضوع”.
في المقابل، أكدت مصادر سياسية عراقية في بغداد تلقي العراق ردوداً إيجابية بشأن المشاركة في المؤتمر من قبل عدة دول، إضافة إلى مشاركة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً للمصادر ذاتها التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإنّ هناك توجهاً لتوسيع المشاركين في المؤتمر ليشمل دولاً خليجية أخرى غير مجاورة للعراق جغرافياً، إضافة إلى مصر. وأضافت المصادر أنّ التمثيل المتوقع سيكون على مستوى وزراء خارجية ورؤساء حكومات للدول المشاركة.