المغرب العربي

وزير الخارجية الفرنسي يصل الجزائر لمناقشة الأزمة بين البلدين

عربي تريند_ قال تلفزيون “النهار” الجزائري اليوم الأربعاء، إن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وصل الجزائر في أول زيارة رسمية بعدما استدعت الجزائر مبعوثها لباريس في أكتوبر/ تشرين الأول.

كما أنها الزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي منذ تفجر الخلاف بين البلدين على خلفية تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التي طعن فيها بتاريخ الجزائر.

ومن المنتظر أن يناقش رئيس الدبلوماسية الفرنسية الأزمة القائمة بين البلدين وسبل حلحلتها في ظل تمسك الجزائر بخطوات فرنسية جادة من أجل تجاوز الوضع الحالي الذي تسببت فيه تصريحات ماكرون وقضية التأشيرات.

وكانت تقارير فرنسية قد أكدت رفض الرئيس الجزائري الرد على مكالمات نظيره الفرنسي مؤخرا، كما رفض تلبية دعوة المشاركة في مؤتمر باريس حول ليبيا، وشاركت الجزائر بوزير خارجيتها رمطان لعمامرة.

وقال الرئيس تبون في آخر مقابلة إعلامية مع وسائل إعلام محلية، بأن العلاقات يجب تعود إلى حالتها الطبيعية لكن بشرط وحيد هي أن تكون العلاقات ندية حيث صرح قائلا “يجب أن تعود العلاقات لوضعها الطبيعي، بشرط أنّ الآخر (فرنسا) يفهم أنّ الندّ للندّ ليس استفزازا له. هي صيانة سيادة وطن استشهد من أجله مثلما سبق أن قلت خمسة ملايين و630 ألف شهيد من 1830 إلى 1962”.

وكان ماكرون قد أثار غضب الجزائر بعد تصريحات نقلتها صحيفة لوموند في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، متهما النظام “السياسي-العسكري” الجزائري بتكريس “ريع للذاكرة” من خلال تقديمه لشعبه “تاريخا رسميا لا يستند إلى حقائق”. وبحسب الصحيفة قال أيضا إن “بناء الجزائر كأمة ظاهرة تستحق المشاهدة. هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟ هذا هو السؤال”.

تصريحات ماكرون دفعت الجزائر لاستدعاء سفيرها لدى باريس في 3 أكتوبر/ تشرين الثاني، وغلق مجالها الجوي في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية، وبعد التصعيد الجزائري نقلت الرئاسة الفرنسية عن ماكرون أسفه “للخلافات وسوء الفهم” مع الجزائر، مؤكدا أنه يكنّ “أكبر قدر من الاحترام للأمة الجزائرية” و”تاريخها”. لكن خطاب التهدئة لم يجد له صدى بالجزائر.

وأعقبت تصريحات ماكرون تصريحات أخرى لجان إيف لودريان احترام بلاده للسيادة الجزائرية. وقال لودريان في كلمة أمام البرلمان الفرنسي في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: “للجزائريين وحدهم تقرير مصيرهم وتحديد اختياراتهم في النقاش السياسي”، وأضاف الوزير الفرنسي: “نحترم بشكل أساسي السيادة الجزائرية”.

وصرح لودريان، في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية قائلا: “لدينا روابط راسخة في التاريخ، نتمنى أن تكون الشراكة الفرنسية- الجزائرية طموحة” وأوضح قائلا “من المنطقي أن تعود جروح الذاكرة للظهور لكن ينبغي تجاوز ذلك لاستعادة علاقة الثقة”. وقال لودريان “قد يحصل سوء فهم من وقت لآخر لكن ذلك لا يقلل من الأهمية التي نوليها للعلاقات بين بلدينا” وأضاف “يجب المحافظة على هذا الرابط القائم على احترام السيادة والإرادة المشتركة على تجاوز الخلافات للعودة إلى علاقة هادئة”.

وكان لودريان قد التقى بوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة في 26 أكتوبر/ تشرين الثاني، على هامش قمة كيغالي برواندا، بمناسبة قمة “إفريقيا-أوروبا”، ووصف لودريان في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، اللقاء بأنه “حديث مجاملة”، غير أن لعمامرة تجاهل اللقاء ولم ينشره ضمن سلسلة تغريداته خلال اجتماعاته مع نظرائه الأوروبيين والأفارقة على هامش المؤتمر.

وتشهد العلاقات بين الجزائر وباريس أزمة غير مسبوقة، فجرتها إجراءات تخفيض التأشيرات الممنوحة إلى الجزائريين إلى النصف، وكذالك تصريحات ماكرون المسيئة لتاريخ الجزائر، إلى جانب الخلافات القائمة حول تسوية ملف الذاكرة، بالإضافة إلى ملفات أخرى خلافية ذات طابع إقليمي على غرار قضية الصحراء الغربية والوضع في الساحل خاصة في مالي.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى