الخبز اليابس طعام المحاصرين في درعا البلد
عربي تريند_
مع الحصار المستمر الذي تفرضه قوات النظام السوري على درعا البلد، وشح مصادر الطعام، لجأ السكان المحاصرون إلى أكل الخبز اليابس لمواجهة الجوع، مع محاولات لكسر الطوق من قبل شبّان في باقي الأحياء، لإدخال ما قلّ من الغذاء بعيدا عن أعين قناصة النظام.
وقالت أم محمد المسالمة، التي تمكن “العربي الجديد” من التواصل معها في حي درعا البلد، إن المحاصرين محرومون من الطعام ومياه الشرب، مضيفة أن “أحد الشبان تمكن من الوصول إلينا أمس الأحد، بعد النجاة من رصاص قناصة الفرقة الرابعة، حاملا القليل من الطحين والطعام. ليس لدينا خبز طازج، ولا نستطيع الحصول عليه، ونأكل الخبز اليابس المتعفن. وضعنا مأساوي، وإذا اشتد الحصار لأيام إضافية فلا نعرف كيف سنتصرف”.
ومن المشاكل التي يواجهها المحاصرون انقطاع الأدوية، كما أكدت المسالمة، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، لافتة إلى أن سيدة تدعى أم حسام أجرت عملية جراحية في القلب لا تملك الأدوية، “وفي حال استمر الحصار قد تفارق الحياة”.
ومع دخول الحصار المشدد يومه الخامس على الأحياء في درعا، تتواصل مناشدات الأهالي لفتح ممر إنساني لتزويد المحاصرين بالطعام والشراب والأدوية، وتجنيبهم القصف.
وأكد الناشط أبو البراء الحوراني لـ”العربي الجديد”، أن “وضع المحاصرين سيئ للغاية، وهناك مخاوف من وفيات بسبب نقص الأغذية والأدوية، حتى السيارات التي تحاول إيصال المياه يتم استهدافها من قبل قوات النظام”.
بدوره، أكد أحد المحاصرين لـ”العربي الجديد”، أنه “خلال الأيام الخمسة الماضية حصل المحاصرون على المياه مرة واحدة، وبعدها انقطعت بشكل كامل، وأمس كانت هناك محاولة لإدخال سيارة مياه، وتجنبا لاستهدافها من قبل القناصين تمت تغطيتها بالطين، إلا أنها تعرضت لإطلاق نار بعد كشفها، كما لا يتوفر حليب للأطفال، أو خضروات، أو أي مواد غذائية أساسية”.
وأوضح عضو تجمع “أحرار حوران” عاصم الزعبي، لـ”العربي الجديد”، أن “الأمم المتحدة لم تضطلع بأيّ دور منذ بداية الحصار على درعا البلد، ولم تقم بأيّ خطوات لحماية المدنيين عدا إصدارها بياناً، يوم الجمعة الماضي، لم يتضمّن إلا إعراباً عن القلق”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ نحو 50 ألف سوري يعيشون في الأحياء المحاصرة بمدينة درعا، ولا توجد نقطة طبية، ولا مركز صحي فيها حالياً، وكانت محافظة درعا قد خضعت لاتفاق تسوية في عام 2018، هُجّر على أثره جزء من السكان إلى الشمال السوري، فيما رفضت الغالبية العظمى من الأهالي المغادرة.