بعد نفي “منسوب” للمشيشي عن تعرضه لـ”الضرب بآثار في الوجه”.. لماذا لم يظهر؟
عربي تريند_ أثار ما نقلته صحيفة تونسية عن نفي رئيس الحكومة التونسي السابق، هشام المشيشي، تعرضه للضرب في القصر الرئاسي لإجباره على الاستقالة، كما كشف الموقع البريطاني “ميدل إيست آي”، مزيدا من الأسئلة أكثر مما قدم إجابات. حيث لم يبدد هذا الكلام المنسوب للمشيشي، ما ذكره الموقع البريطاني، ما دام لم يظهر هذا الأخير ليؤكده صوتا وصورة، ويقطع بذلك الشك باليقين. ولم يظهر المشيشي منذ إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد إقالته قبل أيام.
وبحسب “ميدل إيست آي” تعرض المشيشي لاعتداء جسدي في القصر الرئاسي قبل موافقته على الاستقالة من منصبه.
ولم يتسن التحقق من طبيعة الإصابات لأن المشيشي نفسه لم يظهر في العلن.
وأفاد التقرير أن الإصابات التي تعرض لها المشيشي، الذي يبلغ من العمر 47 عاماً، كانت “كبيرة”، وقال أحد المصادر إن الرجل أُصيب في وجهه، ولذلك لم يظهر في العلن.
وقد تم استدعاء المشيشي إلى القصر الرئاسي يوم الأحد الماضي، حيث أقاله الرئيس قيس سعيّد من منصبه، وأعلن تعليق عمل البرلمان وتوليه السلطة التنفيذية بعد يوم من الاحتجاجات المتوترة المناهضة للحكومة.
وبحسب ما ورد، لم يكن لرؤساء الأمن، الذين رافقوه إلى القصر علاقة بالخطة، ولكن الجيش كان يعلم بذلك.
وقد رفض المشيشي مراراً مطالبات من القصر الرئاسي بالاستقالة بعد خلافات حول تعيين أربعة من الوزراء.
وتجنب راشد الغنوشي، رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة، سيناريو الاستدعاء لأنه خرج للتو من المستشفى، حيث كان يعالج من مرض كوفيد- 19.
وكشف موقع “ميدل إيست آي” أن مجموعة من الضباط المصريين كانوا في القصر لحظة الاعتداء على المشيشي.
وكشف شهود عيان أن المشيشي رفع يديه بعد الضرب، ووافق على الاستقالة، وعاد لاحقاً إلى منزله، ونفى في وقت لاحق أنه تحت الإقامة الجبرية.
ووفقاً للتقرير، فقد عرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كل الدعم الذي يحتاجه الرئيس التونسي سعيد للقيام بعملية “الانقلاب”.
وأضاف المصدر أنه تم إرسال العديد من المسؤولين العسكريين والأمنيين المصريين إلى تونس بدعم كامل من محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي).
وأشار مراقبون إلى تحرك أطراف سياسية إعلامية مقربة من قيس سعيد، وأخرى خارجية داعمة لما قام به بحسابات مرتبطة أساسا بتصفية حسابات مع حركة النهضة والإسلام السياسي، إلى محاولة الترويج لنفي ما تعرض له المشيشي، كما نقل الموقع البريطاني.
ونقلت صحيفة “الشارع المغاربي” التونسية عن المشيشي قوله إن ما ذكره الموقع حول تعرضه للضرب “مجرد إشاعات لا أساس لها”.
بحسب الصحيفة قال المشيشي: “أنفي نفيا قاطعا تعرضي للعنف… وكتبت بيان الاستقالة وأنا مرتاح البال وكنت وقتها في منزلي، وكتبته عن قناعة تامة. للأسف لا حدود للإشاعات ويبدو أنها لن تتوقف”.
كما نقلت عنه نفي منعه من التصريحات الإعلامية، حيث قال: “لست ممنوعا من أي شيء. أنا اليوم مواطن لا يهتم سوى بأمر عائلته ولن أقبل أن أكون عنصر تعطيل أو عنصر توتر في المسار الذي اختاره التونسيون وخاصة لن أكون أداة لمن لم يفهم الدرس”.
وأكد معلقون أن هذا الكلام المنسوب للمشيشي يطرح تساؤلات، خاصة حول آخر جملة “لن أكون أداة لمن لم يفهم الدرس”، التي تحمل ما تحمل من تأويل. وما دام لم يظهر المشيشي صوتا وصورة منذ أيام، فإن أي كلام منسوب له لا يقطع الشك باليقين.