صحة وجمال

بعد وفاة “سلطان”.. “صحة الطائف” تكشف النتائج الأولية لـ”تحقيقات قضية التوأم”

كشفت الشؤون الصحية بمحافظة الطائف عن ملابسات قضية التوأم ولتي كانت قد نشرتها “سبق” تحت عنوان: “الذيابي”: أطباء بالطائف يعالجون ابني السليم ويتركون السقيم.. والنتيجة وفاته”.

وأوضحت الشؤون الصحية أنها تتقدم بخالص العزاء لوالد وأسرة التوأم، وتقف إلى جانبهم في اكتمال تحقيق مفصل يمنح للأسره حق الاستئناف لدى الجهات المختصة من خارج صحة الطائف.

وأشارت إلى أنها تؤكد أنه بناءً على شكوى والد التوأم فقد شكلت لجنة تحقيق لا زالت تقوم بأعمالها ووفق النتائج الأولية المغايرة لما تم تداوله إعلاميًّا، فقد ثبت للجان التحقيق أن الطفلين وُلدا بعمر 35 أسبوعًا -خدج- ويعانيان من عيوب خلقية تتمثل في انقلاب أحشاء الكبد والقلب والأمعاء والمعدة، وهذا عيب خلقي مصنف عالميًّا، ويشكل حالة صحية خطيرة تؤدي للوفاة؛ نظرًا لعدم كفاءة هذه الأعضاء، إضافة إلى عيوب خلقية داخل القلب تتمحور في ثقوب متعددة تمنع دخول وخروج الدم للقلب بشكل صحيح إلى جانب تدنٍّ في الوزن (1،8 كم)، وجميع هذه العوامل الصحية لكلا الطفلين تصنف بالخطرة على حياتهما.

وأكملت: “أجريت عملية لاستئصال جزء تالف من الأمعاء لكلا الطفلين، فيما بذل الأطباء جهودًا مضنية في المحافظة على حياة الطفلين معاً رغم المشاكل الصحية الخطيرة المتعددة، ولا زال أحدهما على قيد الحياة ولله الحمد، وقد تم منذ الولادة التواصل مع مراكز متخصصة لإجراء عمليات تصحيح ومعالجة لقلبي الطفلين، غير أن كافة المحاولات رُفضت بسبب تدني الوزن الذي لا يصل إلى الحد الأدنى لإجراء مثل هذه العمليات وهو “3 كم” بحد أدنى، ولا زالت الجهود مستمرة لإنقاذ حياة الطفل المتبقي باعتباره واجبًا إنسانيًّا ومهنيًّا”.

وكان قد وجّه مُدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف صالح بن سعد المونس، بتعليق سفر الأطباء المشرفين على حالة التوأمين “سلطان، وماهر؛ بعد أن تسبب خطأ طبي اتَّهمَ فيه والدهما مستشفى النساء والولادة بالمحافظة، في إجراء عملية جراحية لأحد التوأمين بالخطأ، في حين كان يحتاجها التوأم الأول؛ ما تسبب في وفاة من كان يحتاج الجراحة بعد أن ظل يُعاني لأكثر من عشرة أيام منذُ ولادته، بينما ظل التوأم الثاني الذي أُجريت له العملية بالخطأ على قيد الحياة ولكن بظروفٍ صحية صعبة تجري متابعتها حاليًا، وسط صعوبة لعملية نقله لمُستشفى آخر، في حين تقدم والد التوأم بشكواه عاجلًا على مُدير الشؤون الصحية بمحافظة الطائف، رافضًا استلام جثة طفله المتوفى.

المواطن “نايف بن زيد الذيابي العتيبي” روى لـ”سبق”، في حينه، تفاصيل المُعاناة التي عاشها بعد أن رزقه الله سبحانه وتعالى بتوأمين؛ قائلاً: “رزقني الله سبحانه وتعالى توأمين ذكرين بعد 35 أسبوعاً من الحمل، واعتُبرا خديجين؛ كونهما ولدا قبل إكمالهما تسعة أشهر، وظلا في الحضانة بقسم الولادة الذي كان مُلحقًا بمستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف؛ حيث كانت ولادتهما عند الساعة السادسة صباحًا في يوم نقل المُستشفى كاملًا لمبناه الجديد بالمجمع الطبي”.

وأوضح أنه “بعد ثلاث ساعات تقريبًا تم نقلهما بالحضانات للمبنى الجديد، بعد أن كشف الأطباء لنا أنهما يُعانيان من مشاكل في الأمعاء، وأحدهما لديه مُشكلة في القلب، إلا أن أحدهما يعتبر سليمًا سوى مشكلة بسيطة جدًّا في الأمعاء، أكدوا أنه بالإمكان مُتابعتها وتداركها طبيًّا”، مشيرًا إلى أنه كان قد أطلق عليهما اسمَي “سلطان وماهر”.

وأضاف “الذيابي”: “بعد أربعة أيام من تاريخ الولادة اتصل بي الأطباء وطلبوا مني الحضور فورًا للمُستشفى، حينها أبلغوني وهم أطباء “القلب والجراحة والتخدير والأطفال”، بأن أحد التوأمين، ويقصدون “سلطان”، وضعه الصحي غير جيد ولا بد من التدخل الجراحي، مؤكدين لي أن العملية خطرة، ووافقتُ على إجرائها”.

وأردف: “بعد أن أُجريت وأبلغوني بنجاحها وأن الطفل على قيد الحياة، ومرور حوالي عشرة أيام، كُشف أن العملية كانت قد أجريت بالخطأ، فبدلًا من أن تُجرى العملية للمحتاج لها “سلطان” أُجريت للطفل السليم “ماهر”؛ ما دفعهم لتدارك الوضع وذلك الخطأ، حيث سارعوا لإجراء عملية للمحتاج “سلطان” بعد نُسيانه، والذي ظل يُعاني طوال عشرة أيام وتعرض الأمعاء لديه للتلف، وبعد العملية توفي”.

وأشار المواطن “الذيابي” إلى أن شكواه التي تقدم بها أمضت 13 يومًا دون أي تحرك، على حد قوله، وأنه أثناء مُراجعته للشؤون الصحية يُفيدونه بأنهم ينتظرون الملف الطبي، مؤكدًا أنه رفض استلام جثة طفله المتوفى حتى انتهاء القضية.

وقال مُعلقًا على القضية، في حينه، المتحدث الرسمي لصحة الطائف “عبدالهادي الربيعي”: “الشاكي لديه توأمان خديجان ولدا معًا في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي، ونقلا في الحضانات إلى المستشفى الجديد، يعانيان من عيوب قلبية خلقية معقدة، وانقلاب في جميع أحشاء البطن كالكبد والطحال والأمعاء، وأصيبا معًا بالتهاب الأمعاء والكولون التنخري، وأجريت لهما عملية جراحية لاستئصال الجزء المتنخر والإنذار المرضي للحالة جدًّا سيئ عالميًّا، حسب المراجع الطبية الحديثة”.

وبين أن التوأم الأول بقي في الحضانة حوالي 10 أيام بعد الولادة وتوفي، وما زال التوأم الثاني يرقد في الحضانة بعد إجراء العمل الجراحي، وتمت مخاطبة عدة مستشفيات متخصصة لإحالة التوأم لإجراء عملية على القلب، ولكن كان الرد باستحالة ذلك قبل وزن 3 كغ على الأقل، علمًا أنهما ولدا بوزن 1.8 كغ.

وأكد “الربيعي” أنه نظرًا لشكوى والدهما، وجه مدير صحة الطائف “صالح بن سعد المونس”، بتعليق سفر الأطباء المشرفين على حالة التوأم ومراجعة الملف الطبي للتأكد من سلامة الإجراء، علمًا أن المراجعة الأولية تثبت وجود تاريخ مرضي مشابه للعائلة، وسبق أن فقدت طفلًا في نفس الوضع الطبي، وهو عائد لتاريخ وراثي معروف عالميًّا يتسبب في عيوب خلقية عند الإنجاب وصعوبة حالة المولودين؛ نظرًا للمشاكل الصحية والعيوب الخلقية للأحشاء منذ الولادة.

سبق

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى