الغارديان: قرار تخفيض الدعم الخارجي عار على بريطانيا وخيانة للناخبين وسيموت الفقراء بسببه
عربي تريند_ وصفت صحيفة “الغارديان” في افتتاحيتها قرار حكومة بوريس جونسون قطع الدعم الأجنبي بأنه تخل عن المحتاجين، مضيفة أن بريطانيا ستندم على قرار خفض الدعم الخارجي “الأحمق والحقير لأن الكثيرين سيموتون بسببه”.
وقالت “يوم الثلاثاء كان يوم العار لبريطانيا، فقد أخبر بوريس جونسون مجلس العموم أن العالم يعاني من كارثة تحدث مرة في كل قرن. وكان هذا هو مبرره لقطع الدعم الذي ينقذ الأرواح، قائلا وبطريقة غير عادية إن بريطانيا لم تعد قادرة على تحمل هذا. وفازت الحكومة حيث دافعت عن قرارها ضد 35 صوتا فقط”.
ولكن الكارثة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء هي بالضبط السبب الذي دعا عددا من النواب في حزبه التصويت ضد التراجع عن الالتزام وإنفاق نسبة 0.7% من إجمالي الدخل العام على المساعدات. ومع أن فيروس كورونا فرض الكثير من الضغوط المالية على بريطانيا إلا أنه كان مدمرا في أماكن أخرى. وحذرت الأمم المتحدة في تقرير من أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في العالم يعانون من الفقر.
وفي هذا الوقت الذي يحتاج فيه للمساعدة العاجلة يتم أخذه وحرمان من يحتاجون إليه. ولأن الوباء أحدث دمارا على الاقتصاد فمن المتوقع أن تخفض بريطانيا النفقات ولكن أن تخفض النفقات على الدعم بنسبة أكبر، أي 0.5% هو عمل قبيح لأن الدول الأخرى تزيد الدعم وإن بمستويات منخفضة. وما تم توفيره في العام الماضي وهو 4 مليارات دولار هي نسبة 1% من الاقتراض الحكومي، لكن آثار حرمان المحتاجين منه ستكون كبيرة.
وبدونه كما قالت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء السابقة “فلن يذهب إلى المدارس سوى عدد قليل من البنات وسيصبح عدد كبير منهن مستعبدات ويجوع الكثير من الأطفال وسيموت الفقراء حول العالم”.
وسيؤدي خفض النفقات إلى 100.000 حالة وفاة يمكن تجنبها بالإضافة لملايين الناس الذين سيعانون من سوء التغذية. وخسر اليمن الذي يعاني ما وصفته الأمم المتحدة أكبر كارثة إنسانية في العالم نسبة 60% من الدعم. وترى الصحيفة أن حديث الحكومة عن التزامات لدعم الفقراء ما هو إلا غطاء لتغييرات دائمة وليست مؤقتة. فالظروف التي وضعتها الحكومة للعودة إلى نسبة 0.7% من النفقات الحكومية على الدعم لن تتحقق. ولم يحدث هذا سوى مرة واحدة في العشرين عاما الماضية. ولن تتحقق في السنوات الخمس المقبلة وهو ما منح حكومة المحافظين غطاء لإخفاء خجلها للتخلي عن برنامجها الانتخابي الذي انتخبت بناء عليه قبل عام ونصف. كما أنه لا يعالج الضرر الأخلاقي الذي تسبب به القرار على المصالح القومية. ولا يمكن تصديق أن الحكومة قررت قطع الدعم عن البحث في مجال كوفيد والنظافة الأساسية في وقت أثبت فيه فيروس كورونا أن مصير وسلامة البريطانيين مترابطة مع سلامة العالم. كما أن المساعدات تعزز الاستقرار والأمن والقوة الناعمة، وسيلاحظ الأصدقاء والأعداء قطع الدعم البريطاني.
وفي عام أعلنت فيه الحكومة عن قيادة للعالم فقد كشف القطع عن بخل وضيق أفق. وسيؤثر هذا على قدرة بريطانيا في حشد الدعم العالمي لمكافحة التغيرات المناخية التي ستناقش في مؤتمر المناخ بتشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فهي ستطالب الآخرين بالالتزام في وقت تتخلى فيه عن واجباتها الإنسانية.
وتوصلت الحكومة إلى أن التعهد بتخصيص نسبة 0.7% من الميزانية للدعم الخارجي والذي أعاد تحسين صورة “الحزب السيئ” لم يعد مفيدا انتخابيا. ويريد جونسون من البريطانيين الاعتقاد أن الخيار هو بين دعم المستشفيات والقطاع الصحي البريطاني أو مساعدة الغرباء في الخارج. ومع ذلك فهناك دعم داخل حزبه، في جناحه اليميني واليساري لزيادة الدعم. واعتبر الحزب قطع الدعم الخارجي سببا في خسارته أمام الحزب الليبرالي الديمقراطي في انتخابات تششام وأمريشام التكميلية. وربما نجت الحكومة من خيانتها في مجلس العموم ولكنها ستدفع الثمن في الداخل والخارج.