بلومبيرغ نيوز: على الحكومة الإسرائيلية الجديدة عدم التخلي عن السلام.. وعلى العرب مكافأتها بالتطبيع
عربي تريند_ نشر موقع “بلومبيرغ نيوز” افتتاحية دعا فيها الحكومة الإسرائيلية الجديدة إلى عدم التخلي عن السلام، مشيرة إلى أن حل الدولتين قد يكون صعبا لكنه الحل الوحيد الذي سينجح. وقالت: “بات لإسرائيل حكومة جديدة، لكن الفرق الذي ستتركه على منظور السلام مشكوك فيه”.
ففي غزة خرجت حركة حماس من مواجهتها مع إسرائيل التي استمرت 11 يوما راغبة بالمواجهة وأطلقت بشكل متكرر البالونات الحارقة وردت إسرائيل بغارات جوية. وقام الرئيس محمود عباس الذي انتخب لأربع سنوات ولكنه لا يزال في منصبه منذ 17 عاما بإلغاء الانتخابات البرلمانية، مرة أخرى. ويعاني القادة الفلسطينيون من خلافات وفساد ولم يقدموا أي إشارة عن قدرتهم للالتزام بصفقة لو تم التوصل إليها.
وتبدو الحكومة الإسرائيلية الجديدة راغبة بتقوية علاقاتها مع القلة من شركائها العرب. واتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت مع نظيره المصري حول إعادة إعمار غزة. وافتتح وزير الخارجية يائير لابيد أول سفارة إسرائيلية في أبو ظبي. ويرى الموقع أن هذا التواصل جيد ويجب أن تقابله دول أخرى في المنطقة بالمثل. لكن على الحكومة الإسرائيلية معرفة أن السلام مع جيرانها ليس بديلا عن السلام مع الفلسطينيين.
ورغم أن متابعة حل الدولتين يبدو ساذجا، فالائتلاف الجديد هش ولديه صوت واحد للحفاظ على الغالبية في البرلمان. وهو مكون من 8 أحزاب تمثل اليمين المتطرف واليسار وأحزاب الوسط وحزب عربي وحيد هو القائمة العربية الموحدة أو راعم. وسيسلم بينيت السلطة ليائير بعد عامين، وسيحاول الائتلاف تجنب القضايا المثيرة للخلاف. وهذا التقييم القاتم يواجه بحقيقة أن الوضع الراهن لا يمكن الحفاظ عليه واستمراره. فالمواجهات بين إسرائيل وحماس لم تكشف عن الحنق والغضب بين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية فقط ولكن بين المواطنين العرب في داخل إسرائيل أيضا.
تعرف الحكومة الجديدة أن الرأي العام الأمريكي يتغير وبخاصة بين الفرع التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي كان ناقدا بشدة لإسرائيل خلال الهجمات الأخيرة
وعدم عمل شيء هي صيغة للنزاع، فالحسابات التي أدت إلى اتفاقيات أوسلو قبل 30 عاما لا تزال صحيحة. ولم يقدم أحد حل دولة واحدة مقبولا يمكن من خلاله أن تكون إسرائيل دولة ديمقراطية ويهودية. وحتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم الخاصة فمن الصعب عدم تخيل تحول إسرائيل إلى دولة غير ليبرالية. وتعرف الحكومة الجديدة أن الرأي العام الأمريكي يتغير وبخاصة بين الفرع التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي كان ناقدا بشدة لإسرائيل خلال الهجمات الأخيرة. وحتى تكسب مرة ثانية دعم الحزبين وتقويه فستكون الحكومة الإسرائيلية حكيمة لو عملت مع إدارة بايدن على تحسين حياة الفلسطينيين وأبقت على باب السلام مفتوحا.
وللوصول إلى هذا فعلى إسرائيل تجنب تقويض المفاوضات المستقبلية، من خلال طرد الفلسطينيين من مناطق مهمة للدولة الفلسطينية وتوسيع المستوطنات في تلك المناطق أو ضم مناطق بشكل كامل. ويجب على الحكومة الإسرائيلية التعاون مع الولايات المتحدة ومصر والدول الأخرى في عملية إعادة إعمار غزة بدون تقوية حماس وتوسيع الفرص للفلسطينيين في الضفة الغربية، وعليها العمل من أجل تخفيف الإهانات اليومية التي تغذي الغضب الفلسطيني- وقف هدم البيوت والسماح ببناء بيوت وتخفيف القيود على التجارة وتلك التي تقيد الحركة.
ويجب على الولايات المتحدة التعاون مع حلفائها العرب من أجل تقوية هذه الجهود. وعلى الإدارة تشجيع الدول العربية مثل السعودية على مكافأة إسرائيل والتحرك نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وربما ضغطت على مصر وقطر لاستخدام نفوذهما على حماس والحد من نشاطها وكذا إجبار الفلسطينيين على عقد انتخابات جديدة وتوحيد القيادة بمرشحين نبذوا العنف ضد إسرائيل. وإذا أراد الفلسطينيون من الحكومة الجديدة العمل من أجل السلام فيجب عليهم مساعدتها.