” تحايل رخيص”.. فلسطينيون يرفضون اتفاق إخلاء بؤرة “أفيتار” بالضفة
عربي تريند_ أثار اتفاق الحكومة الإسرائيلية مع المستوطنين إخلاء النقطة الاستيطانية العشوائية “أفيتار” في جبل “صبيح” شمالي الضفة الغربية، وعدم هدم منازلهم وإعادة الأراضي المقامة عليها لأصحابها حفيظة الفلسطينيين، معتبرين أنه بمثابة “تحايل رخيص”.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الخميس الماضي، أنه بموجب الاتفاق “سيغادر السكان (المستوطنون) المكان حتى عصر الجمعة، فيما ستظل منازلهم قائمة وخالية ومقفلة، مع حضور ثابت للجيش الإسرائيلي في المكان”.
والجمعة ذكرت قناة (12) العبرية الخاصة، أن آخر المركبات غادرت بؤرة “أفيتار” بحلول الساعة الرابعة مساء بتوقيت القدس (13.00 ت.غ).
ونقلت هيئة البث عن المستوطنين قولهم، إنهم اتفقوا مع الحكومة الإسرائيلية على “إقامة نقطة عسكرية للحفاظ على المباني التي سيتم إخلاؤها بموجب الاتفاق، وحتى اتخاذ القرار النهائي بشأنها”.
الجيش الإسرائيلي قرر مطلع يونيو/حزيران الماضي هدم البؤرة الاستيطانية التي أقيمت مطلع مايو/أيار 2021 جنوب نابلس، لأنها أقيمت على أرض فلسطينية خاصة، ودون موافقته.
ومنذ إقامة البؤرة ينظم أصحاب الأراضي المقامة عليها في بلدة “بيتا” احتجاجات للمطالبة بإخلاء المستوطنين أسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي وإصابة المئات.
مواصلة المقاومة
يقول فلسطينيون في بلدة “بيتا”، إنهم يحشدون الهمة لمواصلة المقاومة الشعبية رفضا لإقامة بؤرة استيطانية على قمة جبل “صَبيح”.
ويوضح مقاومون ومسؤولون فلسطينيون، أن ذلك يأتي رفضا لبقاء البؤرة الإسرائيلية، ولاتفاق الحكومة الإسرائيلية مع المستوطنين.
ووصف هؤلاء الاتفاق بأنه “تحايل”، ومحاولة لـ “شرعنة البؤرة الاستيطانية”.
وعلى مدار الأسابيع الماضية استحدث أهالي “بيتا” عددا من الوحدات المقاومة للاستيطان منها “الإرباك الليلي”، و “وحدة الإطارات”، و “وحدة الرصد”.
وأدخل المقاومون وحدة جديدة ضمن الفعاليات المتواصلة تدعى “وحدة الخوازيق”، ومهمتها نصب خوازيق (قطع معدنية مدببة) لإعاقة الآليات العسكرية من دخول البلدة وملاحقة المقاومين.
رفض أي وجود استيطاني أو عسكري
وتعليقا على الاتفاق بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين قال موسى حمايل نائب رئيس بلدية “بيتا”، إن “جبل صَبيح (حيث تقام البؤرة) ملك فلسطيني خالص لا حق للاحتلال فيه، ونرفض وجود أي شكل استيطاني أو عسكري عليه”.
وأضاف ، أن الاتفاق إسرائيلي “داخلي لم يتم أي تواصل مع أصحاب الأرض ولا حق للحكومة الإسرائيلية بفرض واقع جديد على الجبل”.
وأردف حمايل: “سنمضي قدما في مقاومة الاستيطان الإسرائيلي وبإذن الله سنواصل المقاومة وسنعمل على تصعيدها في الأيام القادمة”.
وقال: “الأمر الوحيد المقبول لنا هو رحيل الاحتلال عن الجبل”.
لن ننزل عن الجبل
في “بيتا” يقول مقاومون ، إنهم يحشدون لتفعيل وزيادة وتيرة الفعاليات المنددة بالاستيطان، عبر المسيرات شبه اليومية، والإرباك الليلي المتواصل.
وقال مقاوم ملثم (يخفي وجه) : “الاتفاق الإسرائيلي مرفوض (..) يبدو أنهم لم يفهموا ماذا نريد وما هي عزيمتنا؟”.
وأضاف: ” لن ننزل عن الجبل، مستمرون ونعمل على التصدي للاحتلال بكل السبل”.
وتابع المقاوم: “لدينا مطلب وحيد تحرير الجبل”.
وقال مقاوم آخر للأناضول بينما كان يحمل إطارا مطاطيا بهدف إشعاله خلال الاحتجاجات: “يتفقون ويقررون ما يريدون، القرار النهائي يخرج من هنا (بيتا)، عليهم الرحيل وإزالة كل شيء، لن نقبل بمدرسة دينية أو نقطة عسكرية أو أي شكل أخر”.
وأضاف: “المقاومة مستمرة ولن تتوقف حتى إزالة أي وجود عسكري على الجبل”.
تشريع لسرقة الأرض
بدوره اعتبر وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (تابعة لمنظمة التحرير)، أن الاتفاق “محاولة التفاف إسرائيلية وتشريع للبؤرة وسرقة الأرض”.
وقال عساف : “فعليا لم يتم إزالة البؤرة الاستيطانية، ستبقى المنازل وتخلى من ساكنيها، الأمر يعني أن السيطرة الإسرائيلية على الأرض لم تنته”.
وأضاف: “إسرائيل تسعى لخداع المجتمع الدولي، وتمرير مخططها الاستيطاني”.
وأشار عساف، إلى “وجود رفض شعبي ورسمي فلسطيني للقرار”.
وأكد على ” المضي قدما في المقاومة الشعبية وبالجهد القانوني لإزالة البؤرة وتحرير الأرض من قبضة الاحتلال ومستوطنيه”.
تحايل رخيص
بدوره وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف الاتفاق الإسرائيلي بـ ” بالتحايل الرخيص”.
وقال أبو يوسف : “المطلوب اليوم جهد جماعي أولا على المستوى الشعبي باستمرار الفعاليات الشعبية المقاومة للاحتلال”.
وأضاف: ” ثانيا مطلوب جهد دولي عبر رفض الاستيطان والضغط على إسرائيل لإخلاء وإزالة البؤرة الاستيطانية”.
(الأناضول)