المغرب العربي

ماذا سيجني المغرب من إطلاق قطار فائق السرعة؟

“البراق”، قطار فائق السرعة يعد الأول من نوعه أفريقيا وعربيا، وتصل سرعته إلى 375 كيلومترا في الساعة، وهو ثمرة اتفاق بين المغرب وفرنسا عام 2007، قدمت فيه شركة “ألستوم” الفرنسية 12 قطارا متطورا للمغرب، ورُكبت قطعها في ورشة أنشئت بطنجة كمشروع جانبي متخصص بإصلاح القطارات الفائقة السرعة.

مضت ثماني سنوات على تأهيل بنية القطار التحتية وإضافة خط سككي جديد بطول 200 كلم، وكان يُفترض افتتاحه عام 2015 لكن الخلافات على نزع ملكية الأراضي الخاصة والعامة التي يمرّ منها القطار أخرت إطلاقه بين قطبيّ الاقتصاد المغربي، طنجة والدار البيضاء.
أسعار متفاوتة
ينطلق القطار من محطات جديدة خضعت للإصلاح في كل من طنجة والقنيطرة والرباط والدار البيضاء، فتحوّلت لمراكز ذات خدمات أشمل، مثل المقاهي وأماكن التسوق وقاعات مزودة بالإنترنت.

أسعار تذاكره متفاوتة، وقد كشف عنها المكتب المغربي للسكك الحديدية أمس السبت خلال ندوة صحفية بطنجة، إذ تبدأ من خمسة دولارات ولا تتجاوز أربعين دولارا في الدرجتين الأولى والثانية، بحسب نظام التعرفة أو أوقات الذروة والفئات العمرية المستفيدة.

وسيتاح القطار لخدمة المسافرين قبل نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وفق تصريحات المدير العام للمكتب السككي المغربي ربيع الخليع.

وسيمكن القطار من اختصار الوقت إلى ساعتين عوضا عن أربع ساعات و45 دقيقة كان يقطعها الراكب من طنجة إلى الدار البيضاء، وساعة وعشرين دقيقة بين طنجة والرباط عوضا عن ثلاث ساعات و45 دقيقة.

ويتولى قمرة قيادة “البراق” 42 سائق قطار مغربيا، خضعوا للتدريب في المعهد السككي المغربي الذي تأسس عام 2015.

ومن شأن قطار “البراق” الذي افتتحه ملك المغرب محمد السادس رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أن يقلص الزمن والمسافة بين المدن المنتجة لثلثي الدخل الخام المغربي.

وقد أتيح للصحفيين القيام بجولة على متن القطار من الدار البيضاء إلى طنجة، أعقبتها ندوة صحفية لمكتب السكك المغربي، تم التأكيد خلالها على أنه يتوقع خلال السنوات الثلاث الأولى من انطلاق “البراق” ارتفاع عدد المسافرين بين المدن التي يصلها إلى ستة ملايين مسافر.

وقد شكلت الجدوى الاقتصادية للقطار الفائق السرعة موضع جدال، خاصة في وقت تشهد فيه مناطق شمال المغرب زخما في هجرة الشباب غير النظامية نحو أوروبا.

آثار اقتصادية
ويشيد أستاذ الاقتصاد عمر التيجاني بالآثار الاقتصادية الإيجابية القريبة المدى للمشروع، قائلا إنه “رغم اللغط حول جدواه، لكن من وجهة ميكرواقتصادية لا توجد وسيلة أفضل تسرع الدينامية بين محوري الاقتصاد المغربي المنتجين لأكثر من ثلثي الدخل الخام”.

ويتوقع أن يوفر “البراق” حوالي ثلاثة آلاف فرصة عمل لكوادر بشرية، تلقى بعضها تدريبات خاصة في تقنيات السرعة الفائقة خارج المغرب أو في معهد التكوين السككي المغربي.

ويطمح المغرب من مشروعه النوعي إلى أن يلعب دور الوسيط الاقتصادي بين القارة السمراء وأوروبا، وقد أهله موقعه الإستراتيجي لجذب مشاريع استثمارية ضخمة، كان آخرها مشروع لتوليد الطاقة الشمسية في طنجة. كما يخطط لنقل تجربته في مضمار السكك الحديدية إقليميا بعد تطوير منظومة صناعية سككية خاصة به.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى