هنية يشرع بجولة عربية ويبحث في المغرب آخر التطورات ويتبعها بموريتانيا واستبعاد زيارة الإمارات
عربي تريند- في إطار العمل على فتح علاقات أوسع، والحصول على دعم عربي، يواصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على رأس وفد قيادي رفيع من الحركة جولة عربية، كانت محطتها الثالثة المغرب، الدولة العربية التي كانت ضمن الدول الأربع التي وقّعت اتفاق تطبيع علاقات مع إسرائيل، فيما يستبعد أن يكون على جدول وفد حماس، زيارة الإمارات راعية تلك الاتفاقيات، بسبب الخلافات الكبيرة بين الحركة وأبو ظبي.
ولأول مرة منذ توليه منصبه كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، يزور هنية المغرب، على رأس وفد قيادي رفيع، يشارك فيه أعضاء المكتب السياسي خليل الحية وموسى أبو مرزوق، وآخرون.
وقد وصل هنية الرباط مساء الأربعاء. وتقول حركة حماس إن زيارته تهدف إلى “تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات الصهيونية المتواصلة، وفي ظل ثبات وصمود الشعب الفلسطيني، وانتصار مقاومته الباسلة في معركة سيف القدس”.
الزيارة التي حظي خلالها هنية باستقبال رسمي في المطار، من خلال وزارة الخارجية، وصحبه فيها الحرس الملكي، سيتخللها سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين كبار وبرلمانيين وقادة أحزاب، بعد أن استهلها بعقد لقاء مع رئيس الوزراء المغربي وزعيم حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني وعدد من قادة الحزب الذي وافق سابقا على اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
وحسب بيان لحركة حماس، بحث الجانبان العديد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية ونتائج الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، وسبل دعم القضية والشعب الفلسطيني، ونقل عن العثماني القول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع هنية: “هذه الدعوة في سياق الموقف المغربي ملكًا وحكومةً وشعبًا في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله حتى ينال حقوقه ويبني دولته المستقلة وعاصمتها القدس”، وأكد أن الشعب المغربي يعتبر القضية الفلسطينية قضيته، لافتا إلى المسيرات المليونية خلال عقد من الزمن تضامنا مع الشعب الفلسطيني في مناسبات متعددة، مشيرا إلى العمل المتواصل لمؤسسة بيت مال القدس التي يرأسها الملك المغربي لدعم المقدسيين والحفاظ على هوية القدس.
وتخلل اللقاء استعراض العثماني مواقف الملك محمد السادس الرافضة لـ”صفقة القرن وتهويد القدس”، مشيرا إلى أن آخر هذه المواقف بتوجيه الدعم لغزة والضفة إبان الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة.
وقد أشار العثماني إلى أهمية وحدة الصف الفلسطيني لتقوية القضية الفلسطينية والوقوف في وجه مخططات الاحتلال، وأكد دعم حزب العدالة والتنمية للشعب الفلسطيني ومقاومته ونصرتها، معتبرًا تقوية العلاقة مع كل الفئات الفلسطينية علاقة صداقة وتعاون.
أما هنية فقد أشاد بالمغرب ملكًا وحكومةً وبرلمانًا وشعبًا، وقال :”إذا كان المغرب بعيداً جغرافياً لكنه في قلب الوطن العربي والإسلامي وعلى تماس بالقدس والأقصى في الماضي والحاضر والمستقبل”، مشيرا إلى باب المغاربة وحي المغاربة في القدس، مستعرضا التطورات الأخيرة في فلسطين قبل وبعد الحرب الأخيرة، المتمثلة في محاولات تهجير أهالي القدس، ومحاولات السيطرة على باب العامود واقتحام المسجد الأقصى المبارك، لافتا إلى أنه سيبحث خلال الزيارة العديد من الملفات ذات الاهتمام المشترك والمرتبطة بتطورات الوضع على الساحة الفلسطينية والمنطقة”.
وتأتي هذه الزيارة لوفد حركة حماس إلى هذا البلد العربي، والذي سبق وأن وجهت انتقادات لسياساته بعد توقيع اتفاق تطبيع علاقات جديد مع إسرائيل في العاشر من ديسمبر من العام الماضي، حين لحق بركب كل من الإمارات والبحرين والسودان.
ورغم توقيع ذلك الاتفاق، إلا أن تقارير عبرية ذكرت أن المغرب أبلغ حكومة تل أبيب، أنه لا يرى بالتفاهمات التي توصل إليها مع إسرائيل أنها جزء من “اتفاقيات أبراهام”، التي قادتها الإمارات.
ووقتها قال الدكتور موسى أبو مرزوق: “نرفض وبشدة توقيع الاتفاق الثلاثي بين المغرب وأمريكا والكيان الصهيوني”، وتابع: “أصابنا خذلان كبير بتوقيع (رئيس الحكومة المغربية وزعيم حزب العدالة والتنمية) سعد الدين العثماني للاتفاق، والذي كنا نأمل منه اتخاذ موقف تاريخي مشرف”.
وتعتبر حركة حماس حزب العدالة والتنمية، مقربا منها، كونه من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية، وهو ما شكّل صدمة للحركة حين وقّع ووافق على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، لكن بدا واضحا أن الحركة تعمل من خلال زيارتها الحالية للمغرب، إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع هذا الحزب.
وبالعودة إلى جولة هنية، قالت حماس إنه وصل المغرب بعد أن قام بلقاء أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ثم التقى وزير المخابرات المصري في القاهرة، وسوف يزور موريتانيا مطلع الأسبوع المقبل.
لكن من المستبعد أن يكون ضمن جولة هنية الحالية، زيارة إلى دولة الإمارات التي رعت العام الماضي اتفاقيات التطبيع العربية، وكانت إحدى الدول التي وافقت على “صفقة القرن” الأمريكية، التي تنتقص من الحقوق الفلسطينية، والتي انتهت بانتهاء حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.
يشار إلى أن دولة الإمارات لا تزال تحرض على حركة حماس، وقبل أيام كشف النقاب عن طلب وزير خارجية أبو ظبي عبد الله بن زايد، من الدول الغربية، تصنيف حركة حماس كـ”حركة إرهابية”، وعبّر عن أمله بأن يساعد اتفاق التطبيع الموقّع بين بلاده وإسرائيل في “إلهام دول أخرى بالمنطقة لإعادة تصوّر المستقبل”.
وقد لاقت تصريحات ابن زايد تنديدا كبيرا من الحركة، التي وصفتها بـ”التحريضية”، وقالت إنها تتنافى مع قيم العروبة، وتتناقض مع كل المفاهيم القومية، وقالت إن تصريح ابن زايد “يتساوق مع الدعاية الصهيونية الفاشلة، ويصطدم مع توجهات الجمهور العربي الداعم للمقاومة في فلسطين”.
وتتفاخر دولة الاحتلال بذلك التطبيع وما تلته من اتفاقيات أخرى وقعت مع الإمارات اشتملت على فتح خط طيران مباشر، والتوقيع على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، التي اشتملت على استيراد الإمارات منتجات المستوطنات الإسرائيلية، في مخالفة للموقف الدولي والفلسطيني، كون هذه المستوطنات تؤثر على الاقتصاد الفلسطيني بشكل خطير، ومقامة خلافا للقانون الدولي.
إسرائيل تدرج الإمارات ضمن “الدول الخطرة” مع اتساع الخلافات حول بنود التطبيع
غير أن جملة قرارات اتخذتها إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية، من شأنها أن تؤثر على هذه العلاقة، كونها تؤثر على العلاقات الاقتصادية، التي تدعي الإمارات استفادتها منها، بداية تلك القرارات كانت مطالبة وزيرة البيئة الإسرائيلية الجديدة تمار زندبرغ، من حزب “ميريتس” اليساري بإلغاء اتفاقية تسمح للإمارات بنقل النفط عبر خط أنابيب إلى ميناء إيلات ومنه إلى العالم.
وتلا ذلك أن حذرت وزارة الصحة الإسرائيليين من السفر إلى الإمارات بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد فيها، وقالت إنه تم إدراج الإمارات إلى “قائمة الدول الخطرة التي تحمل تحذير السفر”.