السعوديةفنون

ممثل سعودي بعد فوزه بجائزة دولية يعترف: أنا لست ممثلاً

لم يتوقع #الممثل_السعودي_الشاب_خالد يسلم، أن إصرار زملائه عليه للمشاركة في أحد الأعمال السينمائية عام 2016 سيفتح له أبواب النجومية بحصد جوائز دولية، خالد رغم الأضواء والعروض التي انهالت عليه للمشاركة في عدد من الأفلام إلا أنه يشعر بأنه ليس ممثلاً وهنا المفارقة الغريبة، يقول الشاب خالد يسلم لـ”العربية.نت”: “ظهرت لأول مرة أمام الكاميرا كـ “مودل” إعلانات عام 2006، وكانت مجرد تجربة أحببت أن أخوضها ليس إلا، وكنت أيامها طالباً في كلية إدارة الأعمال”.

وأضاف: “اللي حصل أن المخرج محمود صباغ أحد أصدقائي المقربين شاف لي صورة العام الماضي في “إنستغرام”، ووقتها كنا كلنا ندرس في نيويورك، وقال لي خالد أبغاك تمثل مشهد بنفس الصورة هذي وبنفس الـ”ستايل”، فكذا كانت أول تجربة لي في التمثيل، كانت عبارة عن سطرين، وقال لي انت ارتجل بقية المشهد في بداية 2016 في فيلم “بركة يقابل بركة” بطولة فاطمة بنوي وهشام فقيه”.

مداين.. ورطة مشاعر

وأوضح يسلم أنه بعد هذا الفيلم جاءه عرض للمشاركة في فيلم “مداين” من بطولة عبدالحكيم جمعة وعبدالله القرشي، وقال: “الشباب كلموني قبل التصوير بكم يوم وكانوا 3 أبطال، ولظروف معينة إحدى الشخصيات لم تستطع التواجد، وقالوا لي تعال إنت تمثل معنا، وهم من عشاق صناعة الأفلام، فقلت لهم ما أعرف أمثل، فردوا علي أنه نريدك بطبيعتك بشخصيتك زي ما إنت لا تمثل”، مضيفاً: “رحت عملت فيلم “مداين” وبعد التصوير قالوا لي الشباب يا خالد إنت فاجأتنا طلعت مرة كويس، وأنا بيني وبينك اعتبرتها مجاملة أصدقاء ونوع من “التسليك” والمجاملة، لأن عندي مشكلة إلى هذه اللحظة لم أتجاوزها وهي عدم اقتناعي داخلياً بأنني ممثل”.

واستطرد الممثل الشاب خالد يسلم راوياً تفاصيل رحلته: “بعد ما صورت فيلم “مداين” صورت فيلم مع مخرج سعودي اسمه عبدالإله القرشي كان يعمل الفيلم كمشروع تخرج خاص به في أميركا اسم الفيلم “بعد منتصف الليل”، هذا الفيلم القصير أعتبره التجربة الحقيقية لي كتمثيل”، وتابع: “الذي اختلف في هذا الفيلم عن الفيلمين السابقين أن المخرج دربني لمدة 3 أسابيع على الشخصية قبل التصوير، ونتيجة لذلك تقمصت شخصية الرجل الموجود بالقصة، وتأثرت به وصارت لدي عواطف مثله، حتى صرت أسأل لماذا تنتابني هذه الأحاسيس؟ فأبلغوني بأن ما أمر به يسمى “method acting” وهذا يعني أن الشخص يتقمص الشخصية ويشعر بنفس المشاعر، فكانت تجربة غريبة ومثيرة بالنسبة لي، وكنت أرجع البيت وأنا منهك عاطفياً، ولا أستطيع أن أفصل لدرجة أن زوجتي عاشت في معاناة، وكانت تقول لي أنت عيشتني 3 أسابيع من الجحيم “يضحك”، وحينها خسرت 5 كيلو أيام التدريب، وكانت عبارة عن شخصية مستهتر وفج وجريء وله عواطف شديدة “.

ولفت خالد يسلم إلى أنه بعد الانتهاء من الفيلم بأسبوع بدأت الشخصية المسيطرة عليه تتلاشى، وصار يسخر منها، على حد وصفه.

سعدية وسلطان

وأوضح أن مساعدة مخرج الفيلم كانت لديها زميلات يدرسن في جامعة “عفّت” بحدة، وهذه الجامعة خرّجت العام الحالي أول دفعة من الطالبات درسن السينما وكن يبحثن عن شخص يمثل في فيلم طويل، فعملوا له اختبار، وبعد شهر اتصلوا به وطلبوا منه الانضمام إلى طاقم العمل.

يقول خالد: “ذهبت إلى هناك وكان اسم الفيلم “سعدية سابت سلطان”، الفيلم هذا كان تحدياً كبيراً بالنسبة لي، كون الشخصية مركبة ومعقدة لإنسان يعاني من اكتئاب شديد ومشاكل عائلية، وهو دارس طب وما يقدر يشتغل، وفيها دمية وكانت شيئا غريبا بالنسبة لي، وفي أول يوم تصوير طلبوا مني أرقص مع دمية”، مضيفاً: “في تلك الفترة كنت أصور حملة اسمها “لا تمدها” ضد العنف على الأطفال، وبعد المشاركة أخذني مدير التصوير على جنب وقال يا خالد احنا عندنا فيلم روائي طويل وأبغاك تشارك معنا”.

مشدداً على أن هذه العروض التي تنهال عليه بين فترة وأخرى أوصلته إلى قناعة أنه قد يكون ممثلا جيدا، لكن دون أن يشعر بنفسه بحسب ما ذهب إليه، وأفضل وضع يستطيع به وصف نفسه ما قاله “أنا لا أعتبر نفسي ممثلا، ولكن استطعت أن أمثل على المخرجين أنني أعرف أمثل”.

الكتابة والتمثيل

وحول الفرق بين تجربة التدوينات والكتابة السابقة التي عاشها وبين التمثيل، ذكر يسلم أن الكتابة تسبب نوعا من التصادم لكن الفيلم يروى بقصة دون أن تقول أنا مع أو ضد، والعواطف هي اللي تحدد اتجاهك كمشاهد، موضحاً أن تجربته في العمل بـ 6 أفلام هي: “بركة يقابل بركة”، “ممسوس”، “مداين”، “بعد منتصف الليل”، “سعدية سابت سلطان”، وفيلم آخر تحت المونتاج أعطته نوعاً من التحدي وزادت من ثقته بنفسه رغم أنها لاتزال مهزوزة إلى هذه اللحظة.

وبين خالد يسلم أنه متفائل مع رؤية 2030 بمستقبل الأفلام وصناعة السينما في السعودية، متمنياً أن ينال الفن معاهد وأكاديميات، وأن يكون له نصيبه من الاهتمام.

وعن الجوائز التي نالها قال: “في فيلم “مداين” تفاجأت بأني فزت بجائزة أفضل ممثل في مهرجان الأفلام المرعبة بلوس أنجلوس، وفاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم روائي كذلك، ونفس الفيلم فاز بجائزة أفضل “بوستر” في مهرجان برشلونة واسمي في برشلونة مرشح ضمن أفضل 3 ممثلين، وبعد الجائزة اتصل بي صاحبي وقال لا عد أسمعك تقول ما تعرف تمثل، وكان وقع الخبر علي ممتازا، رغم أنه أسهل علي لو كان شخصا ثانيا من طاقم العمل نالها”.

واتعبر أن الفوز بهذه الجوائز شيء جميل للسينما السعودية كون هذه الأفلام عملت باجتهادات فردية وبميزانيات محدودة ولو وجدت الدعم ستصل السينما المحلية إلى المستوى العالمي.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى