لوفيغارو: الأسد متأكد من إعادة انتخابه بعد اقتراع لا قيمة له
عربي تريند_ الأسد متأكد من إعادة انتخابه بعد اقتراع لا قيمة له بالنسبة للغرب.. هذا عنونت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية في تقرير لعددها الصادر هذا الخميس، قائلة إن بشار الأسد، البالغ من العمر 55 عامًا، يبدأ ولاية رابعة كرئيس لبلد شوهته الحرب والدّمار.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أن سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة فقط- حوالي ثلثي البلاد- صوتوا. أما بالنسبة لملايين السوريين الذين نزحوا من بلادهم منذ عام 2011 وبدء الحرب التي أودت بحياة 380 ألف شخص، فلم يتمكنوا من التصويت باستثناء أولئك الذين كانت لديهم أوراق رسمية – وليس المعارضين.
ويرى المحلل فابريس بالانش من جامعة ليون 2 أن “السوريين صوتوا لمبايعة بشار الأسد والنظام.. ويظهر الأسد أن المؤسسات تعمل من خلال إجراء انتخابات منتظمة”. فعلى ملصقاته الانتخابية، قدم المرشح الأسد، الذي لم ينظم أي تجمع انتخابي لكنه أعلن عفواً عن آلاف السجناء، نفسه على أنه رجل إعادة الإعمار. مع من؟ بأي نقود؟ وكيف تقدم خصومك المتبقين؟ هذه كلها أسئلة لم يجيب عليها الأسد بعد، تقول “لوفيغارو”.
وفي شمال شرق سوريا، تجاهلت منطقة الحكم الذاتي الكردية الاقتراع. وكذلك الحال بالنسبة لسكان محافظة إدلب الواقعة في شمال غرب البلاد والتي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، آخر معقل رئيسي للمعارضة التي يسيطر عليها الجهاديون.
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2014، حصل الأسد على 88% من الأصوات وشارك 73% من السوريين، تشير الصحيفة الفرنسية. فكم ستكون النسبة هذه المرة، تتساءل “لوفيغارو”؟ مشيرة إلى أن العديد من السوريين ما يزالون يفضلون التصويت تفاديا لتورطهم في مشاكل مع أجهزة الاستخبارت “المرعبة”.
العديد من السوريين ما يزالون يفضلون التصويت تفاديا لتورطهم في مشاكل مع أجهزة الاستخبارت “المرعبة”
لكن مخاوفهم موجودة في مكان آخر. فقد خرجوا منهكين من عشر سنوات من الحرب. ويتم الاقتراع في وسط ركود اقتصادي، في ظل انخفاض الجنيه إلى مستويات قياسية، والتفشي الكبير للتضخم.
ومضت لوفيغارو إلى القول إن سوريا تخضع لعقوبات دولية لا هوادة فيها، وبشار الأسد نفسه منبوذ دوليا. في ظل هذه الظروف، فإن العديد من السوريين أكثر من متشككين بشأن مستقبل بلدهم المحكوم عليه بالبقاء تحت الجرس، على غرار عراق صدام حسين، بعد الحظر الذي فرضه المجتمع الدولي عليه منذ عام 1990 وغزوه للكويت. لكن بالنسبة للأسد، كانت الأولوية هي أولاً البقاء على قيد الحياة في تحالف الأعداء المدعوم من العديد من الدول الغربية والعربية. غير أنه منذ بعض الوقت، انقلب المد قليلاً على الجانب العربي على أي حال. بعد الإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والأردن، تفكر حتى المملكة العربية السعودية، الممول الرئيسي للمتمردين لفترة طويلة، في إعادة الاتصال بدمشق.
فالمعسكر العربي يشعر بالقلق من قبضة الفاعلين غير العرب: إيرانيون وأتراك أيضًا على سوريا. فتحت طهران للتو قنصلية في حلب، المدينة الكبيرة في شمال البلاد. أما تركيا فهي تشارك في إدارة منطقة إدلب عن بعد، حيث يتمركز 13 ألفًا من قواتها.
لكن بين داعميه الروس والإيرانيين، يحتاج الأسد أيضًا إلى أموال من الخليج، حيث أن تكلفة الحرب هائلة: 1 تريليون يورو، وفقًا لمنظمة وورلد فيجن غير الحكومية. ثمن باهظ لانتصار بشار الأسد باهظ الثمن.