مصادر في المقاومة الفلسطينية تكشف تفاصيل مقترح إسرائيلي “مرفوض” لوقف إطلاق النار
عربي تريند_
كشفت مصادر قيادية في “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس) عن رفض الحركة القبول بضغوط وصفتها بـ”الدولية” للموافقة على “اتفاق إذعان” لوقف إطلاق النار.
وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر هويتها، لـ”العربي الجديد”، إن قيادة “حماس” تلقت مقترحات من أطراف دولية، بعضها عربي، للقبول بوقف إطلاق النار، تقترح عدم تعقيب المقاومة على موجة قصف إسرائيلي للقطاع بالرد بإطلاق الصواريخ على البلدات المحتلة، وهو الشرط الذي حدده الاحتلال الإسرائيلي للوسطاء”.
وأوضحت المصادر أن “حماس” أبلغت الوسطاء أنها على استعداد للتجاوب مع جهود الوساطة، شريطة التوصل إلى “اتفاق يراعي الواقع الحاصل”، مشددة على أن النتائج التي تحققت خلال العملية العسكرية تكشف نجاحا كبيرا للمقاومة، مؤكدة أن “الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة ستعلن فور توقف العملية عن كافة التفاصيل المملوكة لديها”.
قيادة “حماس” تلقت مقترحات من أطراف دولية بعضها عربي للقبول بوقف إطلاق النار
وأشارت المصادر إلى أن دخول المساعدات البترولية للقطاع جاءت لمنع توقف محطة الكهرباء في القطاع، ومن ثم التسبب بكارثة لن تستطيع الأطراف الدولية الكبرى تحملها، كما كانت “ستزيد المأزق الإسرائيلي”، كاشفة أن دخول تلك المساعدات جاء بتنسيق مصري مع الجانب الإسرائيلي، الذي ما زال رافضا لكافة المقترحات المقدمة لوقف إطلاق النار، ومتمسكا بتصوره فقط، نظرًا للأزمة الداخلية التي يعانيها نتيجة الرد غير المتوقع من المقاومة، وهو ما دعاه لتوجيه ضربات عشوائية للأحياء السكنية.
وقالت المصادر إن الأيام الماضية شهدت تقديم أطراف خليجية، لم تسمها، تصورا مبنيا على حزمة مالية واقتصادية لقطاع غزة لـ”القبول بالتصور الإسرائيلي لوقف إطلاق النار”، والذي وصل إلى “حماس” عبر أطراف فلسطينية وسيطة.
وبحسب المصادر، “ربما كان السبب وراء التدخل الخليجي لإنهاء الأزمة الحالية تدخلاً لصالح الاحتلال أكثر منه لحقن دماء الفلسطينيين”، مشددة في الوقت ذاته على أنه: “من مصلحة الفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وما سيحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني لاحقًا، هو خروج الاحتلال بهزيمته في هذه الجولة، نظرًا لما سيتبع ذلك من أزمة سياسية داخل إسرائيل”.
من جهة ثانية، تحدثت المصادر نفسها عن احتمال تنفيذ مجموعات النخبة في “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، عمليات “قتال بري” داخل الأراضي المحتلة المتاخمة لقطاع غزة، وكذلك بحر القطاع.
وشددت المصادر على أنه “ما زال لدى (كتائب القسام) أسلحة نوعية جديدة لم يتم استخدامها بعد”، متابعة أنه “خلال الأيام المقبلة، إذا تواصل القتال فربما يكون هناك تطوير للعمليات العسكرية لنرى مبادرة بقتال بري عبر مجموعات النخبة في “القسام” داخل الأراضي المحتلة المتاخمة لقطاع غزة. كذلك بحر غزة ربما يشهد خلال الأيام المقبلة عمليات قتالية عبر مقاتلي الوحدة البحرية الخاصة”.
“حماس” رفضت اقتراح وقف إطلاق النار لأنه يشترط عدم تعقيب المقاومة على موجة قصف إسرائيلي على غزّة
ويأتي هذا في وقت أكد موسى أبو مرزوق، نائب رئيس حركة “حماس” في إقليم الخارج، أن “الوساطات في مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة لم تنجح حتى الآن”. وأضاف أبو مرزوق، في تصريحات إعلامية، أن “وقف إطلاق النار سيتم بناء على شروط المقاومة الفلسطينية، وليس وفقاً لشروط الاحتلال الإسرائيلي”.
وحول الموقف الأميركي، قال القيادي في “حماس” إن “الولايات المتحدة هي المسؤول الأول، بعد إسرائيل، عن دماء الفلسطينيين”.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين ومسؤول الدائرة السياسية محمد الهندي أن “الشعب الفلسطيني أعاد الصراع إلى مربعه الأول، ومستعد للتضحية وماضٍ في مواجهة العدو الإسرائيلي”. وشدد في تصريحات إعلامية على أن “إسرائيل تفشل على المستوى الاستخباري، وكذلك على المستوى العسكري بغزة، وهي تقصف المنازل على رؤوس الأطفال والنساء”.
أطراف خليجية قدّمت تصورًا مبنيًا على حزمة مالية واقتصادية إلى غزّة للقبول بالتصوّر الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
وبين الهندي أن “المقاومة بدأت هذه المواجهة باستهداف جيب عسكري إسرائيلي بصاروخ “كورنيت”، واستهداف مطارات الاحتلال، وخطوط الوقود، والمواقع والتجمعات العسكرية على حدود غزة، والمنشآت الاستراتيجية”. وأضاف القيادي في “الجهاد”: “المقاومة تُحدد الوقت قبل قيامها بإطلاق صواريخها، وهي فعلت “توقيت البهاء” بهذه المواجهة في تمام الساعة التاسعة مساء”. وتابع: “نحن اليوم نخط مساراً جديداً، وإسرائيل لا تستطيع أن تردع طفلاً في غزة، أو الثوار في الضفة، وفي الداخل المحتل عام 1948. اليوم هناك 6 ملايين إسرائيلي مردوعون”.