ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 109 بينهم 28 طفلا.. وجيش الاحتلال يشن غارات عنيفة
عربي تريند_ أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 109 شهداء بينهم 28 طفلا و15 امرأة، و580 إصابة، في وقت يحشد جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات على طول الحدود مع القطاع مهددا بتنفيذ عملية برية.
وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منتصف ليل الخميس ـ الجمعة، سلسلة غارات عنيفة وغير مسبوقة ضد أهداف في مناطق شمال قطاع غزة.
وأفاد مراسل الأناضول، أن المدفعية والطيران والقطع البحرية الإسرائيلية تقصف حاليا بشكل متزامن وغير مسبوق أهدافا غير معلومة، في المناطق الشرقية والغربية لمحافظة شمالي قطاع غزة.
وانقطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة شمالي القطاع جراء القصف الإسرائيلي الكثيف، كما تصاعدت ألسنة اللهب من المواقع المستهدفة، فيما لم يتسن على الفور معرفة معلومات أخرى عن آثار تلك الغارات.
وأطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وابلا من الصواريخ على مدن في إسرائيل، ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب خلال الليل وترددت أصوات اعتراض نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الأرجاء مما دفع آلاف الإسرائيليين للمخابئ.
ومنذ فجر اليوم الخميس، استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة ودمرت مباني مدنية على رؤوس ساكنيها.
وقالت السلطات الإسرائيلية إن سبعة قتلوا في إسرائيل بينهم جندي يقوم بدورية على حدود غزة وخمسة مدنيين إسرائيليين، بينهم طفلان، وعامل هندي.
ووسط مخاوف من خروج العنف عن السيطرة، تعتزم واشنطن إرسال مبعوثها هادي عمرو للمنطقة لإجراء محادثات مع إسرائيل والفلسطينيين. ولم تسفر جهود الوساطة من مصر وقطر والأمم المتحدة حتى الآن عن تحقيق أي تقدم.
ودعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الخميس، إلى وقف تصعيد العنف، قائلا إنه يريد أن يرى انخفاضا كبيرا في الهجمات الصاروخية.
“عرقلة” حماس
قال البريغادير جنرال هيداي زيلبرمان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الهجمات على مواقع إنتاج الصواريخ وإطلاقها “تعرقل أنشطة حماس” لكنها لم تصل إلى درجة وقف القصف.
وقال لقناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي “الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهم، لكن علينا أن نقول بإنصاف أن حماس جماعة منظمة، لديها القدرة على الاستمرار في إطلاق النار لعدة أيام أخرى على الأماكن التي تستهدفها في إسرائيل”.
وأضاف أن ما بين 80 و90 مسلحا قتلوا في هجمات إسرائيلية.
وقال زيلبرمان إن إسرائيل “تحشد قواتها على حدود غزة”، وهو انتشار أثار تكهنات بشأن غزو بري محتمل في خطوة تعيد للأذهان توغلات مماثلة خلال حربين دارتا في 2014 و2009.
لكن مراسلي الشؤون العسكرية الإسرائيليين، الذين يتلقون إفادات منتظمة من القوات المسلحة، قالوا إن من غير المرجح القيام بعملية برية كبيرة، وأشاروا إلى مخاطر من بينها وقوع خسائر بشرية كبيرة.
ورد أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس على الحشد العسكري بالتحدي داعيا الفلسطينيين إلى الانتفاض.
وقال “اجلبوا بخيلكم ورجلكم… برا وبحرا وجوا فقد أعددنا لكم أصنافا من الموت ستجعلكم تلعنون أنفسكم”.
مناشدات دولية
قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 1750 صاروخا أطلقت على إسرائيل حتى الآن منها 300 سقطت في قطاع غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن مدرستين من مدارسها تعرضتا للقصف يومي الثلاثاء والأربعاء “في سياق الضربات الجوية الإسرائيلية” وإن أضرارا لحقت بما لا يقل عن 29 فصلا دراسيا.
والمدارس في عطلة في غزة كما تم تعليق الدراسة في أجزاء كثيرة من إسرائيل بما في ذلك في بلدة حيث أصيبت مدرسة فارغة بصاروخ يوم الثلاثاء.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى خفض تصعيد العنف على وجه السرعة كما حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “إعادة إطلاق” المفاوضات من أجل السلام بين الجانبين.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في اتصال عبر الفيديو إلى وقف القتال.
وفتحت أعمال العنف جبهة جديدة بتأجيج التوتر بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية التي تشكل 21 في المئة من السكان وتعيش جنبا إلى جنب معهم في بعض الأحياء.
وهاجمت مجموعات يهودية وعربية الناس وألحقت أضرارا بمتاجر وفنادق وسيارات الليلة الماضية. وفي بات يام، جنوبي تل أبيب، اعتدى عشرات اليهود بالضرب والركل على رجل يُعتقد أنه عربي بينما كان ملقى على الأرض.
وقالت الشرطة إن شخصا في حالة حرجة بعد أن أطلق عليه عرب النار في بلدة اللد التي فرضت فيها السلطات حظر تجول، وإنه تم اعتقال أكثر من 150 خلال الليل في اللد وبلدات عربية في شمال إسرائيل.
ودفع ذلك رئيس إسرائيل ريئوفين ريفلين إلى التحذير من نشوب حرب أهلية بين العرب واليهود.
وقال ريفلين، ومنصبه شرفي إلى حد بعيد، “رجاء أوقفوا هذا الجنون… نتعرض لخطر الصواريخ التي تُطلق على مواطنينا وشوارعنا، ونشغل أنفسنا بحرب أهلية لا معنى لها فيما بيننا”.
وعلى الرغم من أن الأحداث الأخيرة في القدس هي التي أشعلت فتيل التصعيد فإن الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب انتكاسات مُنيت بها آمالهم في إقامة دولة مستقلة خلال السنوات القليلة الماضية. ومن بين هذه الانتكاسات اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وأدى العنف إلى تجميد محادثات خصوم نتنياهو لتشكيل حكومة ائتلافية للإطاحة به من منصبه بعد انتخابات غير حاسمة في 23 مارس/ آذار.