مصر

هكذا رد الأزهر والإفتاء على مسابقة الكاريكاتير حول النبي

عقب إعلان البرلماني الهولندي المتطرف «خيرت فيلدرز»، المعروف بمواقفه المناهضة للإسلام والمسلمين، عن اعتزامه عقد مسابقة دولية لرسومات كاريكاتورية حول النبي محمد «صلى الله عليه وسلم»، شن أزهريون ومؤسسات دينية عدة، هجومًا حادًا عليه، داعين إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات والقرارات ضده؛ حتى لا يتجرأ أحد فيما بعد على تكرار نفس فعله.

وقال «فيلدرز»، مؤخرًا، إن مقر البرلمان الهولندي سوف يستضيف مسابقة دولية لرسومات كاريكاتورية حول الرسول محمد «صلى الله عليه وسلم».

وأوضح زعيم حزب الحرية الهولندي في تغريدة له على «تويتر»، أن المعرض سيقام نهاية العام الجاري، مضيفًا أنه «تلقى بالفعل أكثر من 100 من الرسوم الكاريكاتورية، وأن الباب ما زال مفتوحًا لتلقي المزيد من الرسومات من مختلف أنحاء العالم».

الدكتور محمد عبد العاطي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية، جامعة الأزهر، قال إن النبي هو خير خلق الله قاطبة، إضافة إلى أنه لا يُدانيه أحد في خلقه أو خُلقه، وبناءً عليه فإن أي دعوة من هذا القبيل، تُعد انتقاصًا من قدره ومكانته وجلاله، ومرفوضة شكلًا ومضمونًا، ولا يجب السكوت عليها إطلاقًا.

وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «عبد العاطي»، أنه يجب على جميع المسلمين عدم التعاطي أبدًا مع تلك الدعوات بأي شكل من الأشكال، متابعًا: «وكما قال القائل في حق الرسول، خُلقت مبرئًا من كـل عيب، كأنك قد خلقت كما تشاء، فأجمل منك لم ترَ قط عيني، وأفضل منك لم تلد النساء».

رئيس قسم الدراسات الإسلامية، طالب أولي الأمر أن يتخذوا خطوات عاجلة ضد تلك الدعوات المسيئة، وعدم التهاون معها؛ حتى لا يُقدم أحد على القيام بمثل تلك الأفعال مرة أخرى.

أما، الداعية الأزهري، محمود عبد الخالق، رأى أن تلك الدعوة دليل على الحقد الدفين الذي يُكنه ذلك البرلماني للإسلام والمسلمين، وللنبي على الأخص، الذي علم العالم كله، وذلك بشهادة الغالبية العظمى من العلماء الغربيين في محافلهم العلمية.

وأضاف «عبد الخالق»، لـ«المصريون»، أن ذلك يدل على أن هؤلاء فئة متشددة وإرهابية، ولا يصلح أن يطلق عليهم غير تلك المصطلحات، منوهًا بأن ذلك البرلماني يسعى إلى إيقاظ الفتن، ويحاول أن يُثيرها من جديد.

وتابع: «لو البرلمان الهولندي تجاوب مع دعوته واستجاب له فيجب على المؤسسات المعنية اتخاذ إجراءات ضده»، مستطردًا: «علماء الأمة هم الآخرون عليهم دور، يجب عليهم توضيح الإسلام الوسطي ومعناه وإظهار حقيقته».

بينما، استنكر مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء، تلك الخطوة، معتبرًا إياها تُمثل استفزازًا كبيرًا لمشاعر المسلمين في هولندا وخارجها، وتشعل فتيل الاضطرابات والصدامات، وتغذي مشاعر الكراهية والتمييز، وفي الأخير تصب في صالح الجماعات المتطرفة والتيارات الإرهابية.

وقال المرصد، في بيان له: «إن احترام المقدسات الدينية بشكل عام لا يمثل انتهاكًا لحرية الرأي والتعبير، بل إن احترام تلك المقدسات والرموز الدينية أحد أهم حقوق الأمم والشعوب، ومن واجب الحكومات والنظم في مختلف بقاع العالم الحرص على أن تظل تلك المقدسات بعيدة عن الانتهاكات أو التشويه المتعمد».

ولفت إلى أن «فيلدرز»، يتغذى على نمو مشاعر الكراهية والتمييز والاضطهاد، ويعمد جاهدًا كلما هدأت الأمور إلى إثارتها لجني الثمار وحصد المقاعد في البرلمان، حيث دأب على تحميل الإسلام والمسلمين كافة المشكلات والمعوقات – الاجتماعية والسياسية والاقتصادية – التي تواجه المجتمع الهولندي، ويسعى دائمًا لطرح برنامجه القائم على التمييز العنصري ضد المسلمين بشكل عام باعتباره حلًّا لكافة المشكلات والأزمات في هولندا.

ودعا المرصد البرلمانَ الهولنديَّ إلى رفض إقامة مثل تلك المسابقات المسيئة لمقدسات الإسلام والمسلمين، والوقوف ضد التيارات اليمينية المتطرفة التي تغذي بدعايتها السوداء تيارات العنف والتطرف على الجانب الآخر.

المصدر
المصريون
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى