إفريقيا أمام كوفيد: الاتحاد الإفريقي يتخوف من تعرض القارة للسيناريو الهندي
عربي تريند_ دق الاتحاد الإفريقي الأحد ناقوس الخطر بسبب توقعات باحتمال تعرض بلدان القارة الإفريقية لسيناريو مماثل لانتشار تشكلات الكوفيد-19 سريعة الفتك المشتعلة حاليا في الهند.
ودعا الاتحاد لاجتماع طارئ لوزراء الصحة الأفارقة يوم السبت المقبل من أجل البدء في تنسيق تعبئة شاملة تضع القارة في مأمن من السيناريو الهندي.
وأكد الدكتور جون انكزكازونغ مدير المركز الإفريقي للوقاية من الأوبئة ومراقبتها “أن الاتحاد الإفريقي يتابع برعب كبير ما يحدث في الهند، وهو أمر قد يتكرر في أي مكان آخر، ويجب علينا أخذ العدة وألا نفك أحزمة الاحتراز من الفيروس”.
وقال “السرعة التي فقدت الحكومة الهندية بسببها خلال أسابيع السيطرة على الوضع الصحي، تفرض علينا مضاعفة الإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات الكبرى بما فيها التجمعات الدينية”، مضيفا “إننا نعاني على مستوى القارة من نقص حاد في عمال الصحة كما أنه لا يتوفر لدينا ضروراتنا من الأوكسجين، ويجب أن نستمر في الوقاية وبخاصة أن الكثيرين تخلوا عن التباعد وعن ارتداء الكمامات”.
دعا للتعبئة ولعدم فك الأحزمة حتى تتضح تطورات الفيروس المتشكل
وقد انعكست الحالة الصحية في الهند بصورة شديدة السلبية، على حملات التطعيم بلقاح أسترازنيكا على مستوى إفريقيا، بعد أن أوقف معهد سيروم الهندي الذي يتولى صناعة اللقاح، منذ أسابيع، عمليات تصديره لصالح مبادرة التضامن الدولي “كوفاكس”.
وتعول غالبية بلدان القارة الإفريقية تقريبا على مبادرة “كوفاكس” في تحصين وتلقيح سكانها بلقاح أسترازينيكا؛ أما لقاحات سينوفرام واسبوتنيك، وجونسون آند جونسون، فلم يستعمل منها في عموم القارة سوى 17 مليون حقنة (بينها 8,9 مليون حقنة في المغرب)؛ فقد اضطرت جمهورية الكونغو الديموقراطية لتسليم هذه الكمية لمبادرة كوفاكس التضامنية حتى لا تفقدها.
وتمثل هذه الكمية 75% من الحقن التي استلمتها مبادرة كوفاكس يوم الثالث مارس/ آذار الماضي والمخصصة لتأمين تلقيح 20% من سكان 92 دولة إفريقية هشة المداخيل أو متوسطتها، خلال 2021.
ومما يزيد الوضع خطورة أن حملات التلقيح التي كان من المفترض إطلاقها منتصف شهر مارس الماضي في إفريقيا، لم تبدأ إلا قبل أسبوع.
فقد فضلت بلدان القارة الإفريقية انتظار نتائج الدراسات التي تعدها الوكالات الصحية الغربية، حول تأثيرات لقاح أسترازينيكا، بعد أن أوقفت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية استخدام هذا اللقاح لتسببه في الجلطات الدموية.
وسيعاد توزيع الكميات التي تم الحصول عليها، من هذا اللقاح إذا ثبتت سلامة استعماله، على دول التوغو وغانا ووسط إفريقيا والسنغال.
وأعلن الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون عن منح 105000 حقنة من لقاح أسترازينيكا لمبادرة كوفاكس، واعدا بزيادة هذه المنحة إلى 500 ألف حقنة من هنا إلى نهاية العام.
وكانت موريتانيا في مقدمة الدول المستفيدة من المنحة الفرنسية حيث استلمت 31200 حقنة من لقاح أسترازينيكا.
ودعت فرنسا في مارس الماضي دول مجموعة السبع إلى زيادة دعمها لمجهود التطعيم الإفريقي بتقاسم وارداتها من التلقيحات مع بلدان القارة الإفريقية بما يحقق هدف إرسال 13 مليون لقاح إلى إفريقيا خلال العام الجاري لتحصين عمال الصحة.
وبدأت موريتانيا في مارس الماضي حملتها التلقيحية ضد كورونا بتطعيم عمال الصحة اعتمادا على 50000 حقنة من لقاح سينوفرام مهداة من الصين.
يذكر أن حجم تضرر القارة الإفريقية من وباء كورونا ما زال مجهولا على وجه الدقة، فبعد عام من الإعلان عن أول حالة إصابة بالوباء، تؤكد الإحصاءات أن حصيلة الوفيات في عموم إفريقيا بلغت 100 ألف وفاة فقط وهو ما يمثل نسبة 3.7 مليون من الأشخاص المصابين.
فغياب عمليات فحص موسعة تشكك في هذه الأرقام، وتؤكد أنها تقديرات منخفضة جدا لعدد الوفيات الحقيقي.
وبالنظر إلى أن الحكومات الإفريقية لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لفحص سكانها فإن الدراسات الوبائية تواجه عرقلة كبيرة في تصور واقتراح خطة تلقيحية مدققة؛ فبينما تؤكد الدراسات أن المسنين هم ضحايا الكوفيد، نجد أن نسبة المسنين المتضررين من الوباء في إفريقيا نسبة قليلة (3% ممن هم فوق 65 سنة في إفريقيا مقابل 15% ممن هم في نفس السن بأمريكا الشمالية).
ولعدم توفر دقيق لهذه المعطيات، فإن دول إفريقيا مضطرة لمواصلة السير في وضع غامض، إلى أن تتمكن من تلقيح 60% من السكان عساها بذلك أن تحقق حصانة جماعية.
وتسعى مباردة كوفاكس لتأمين ما يلزم لتلقيح 20% من سكان إفريقيا مع نهاية العام الجاري.
ويسعى الاتحاد الإفريقي لتأمين تموينات منظمة لصالح بلدانه الأعضاء الخمسة والخمسين.
ورغم هذه الجهود كلها، فإن انقطاع التموين باللقاحات على مستوى السوق الدولية، يجعل حظوظ إفريقيا في كسب سريع لهذا السباق حظوظا ضعيفة للغاية.