رياضيون يدفعون ثمن تقاعس منتخباتهم وأنديتهم في أرشفة سيرتهم المرضية
عربي تريند_ كشف مختصون ومسؤولون في الجوانب الطبية في المنتخبات الوطنية والاتحادات الرياضية والأندية، عن غياب نسبي للاهتمام اللازم بالتاريخ المرضي للاعبين المشاركين في البطولات المحلية والخارجية، سواء مع انديتهم أو المنتخبات الوطنية، إلى جانب تغييب الفحوصات الدورية للاعبين.
ولفت متحدثون إلى أن البعض يعتبر تتبع التاريخ المرضي للاعبين، واجراء الفحوصات الطبية الدورية أمر كمالي، فيما ذهب البعض الآخر للتأكيد على أهميته وضرورة مثل هذه الاجراءات على أرض الواقع، لتجنب ما لا يحمد عقباه.
وفتحت وفاة لاعب منتخب الملاكمة راشد صويصات، خلال مشاركته في بطولة العالم التي اقيمت في بولندا أخيرا، ملف الاصابات ومدى اهتمام الجهات المعنية بالتاريخ المرضي للمشاركين في البطولات، والفحوصات الدورية التي يفترض أن تكون حاضرة في جميع المناسبات.
وكشف مختصون أن رياضيين يدفعون ثمن تقاعس انديتهم ومنتخباتهم في تتبع سيرتهم المرضية واصاباتهم السابقة، داعين إلى ايلاء هذا الجانب اهتماما أكبر، مؤكدين ضرورة فرض رقابة صارمة على الفرق لإجبارها على خطوات عملية تتمثل في فحوصات دورية للاعبين، والاحتفاظ بسجل دائم لكل لاعب يتناول سيرته المرضية.
وتباينت اراء المختصين والعاملين في مجال الطب الرياضي وإدارات الاتحادات، حول مدى الالتزام بتطبيق هذه التعليمات، إذ أكد مختصون التزام الجهات بالفحوصات والسجل الطبي للاعبين، خاصة خلال المشاركات الخارجية، فيما اعترف مختصون آخرون وممارسون بتغييب هذه العملية في الكثير من الاتحادات والأندية، على اعتبار أنها أمور ثانوية.
وكشف المعالج محمد المومني صاحب الـ26 عاما من الخبرة في هذا المجال، والذي عمل معالجا لعدة أندية بكرة القدم، وكان ضمن اللجان الطبية في البطولات الدولية لمختلف الالعاب التي كانت تقام في عمان، عن غياب مؤسف للاهتمام بالجوانب الطبية للاعبين.
وقال المومني: “أغلب المنتخبات والأندية تذهب للمشاركة في البطولات دون تشييك على السيرة الذاتية للاعبين، كما أن العديد من المنتخبات لا تملك ارشيفا يوضح اصابات اللاعبين أو المشاكل الطبية التي يعانون منها”.
وأضاف: “من المؤسف أن منتخبات وأندية تذهب للمشاركات في بعض الاحيان بدون طبيب مختص أو حتى بدون معالج، وهذا أمر خطير يعرض حياة اللاعبين للخطر”.
وكشف المومني عن خلل يتمثل في تعيين بعض الأندية لمعالجين بدون شهادات طبية، ويعتمدون فقط على الخبرة، وهذا يلحق الضرر باللاعبين والمنظومة الرياضية بأكملها.
ولف المومني إلى نقطة مهمة وخطيرة، تتمثل في لجوء عدد من المنتخبات والأندية، إلى فحوصات طبية شكلية فقط، لإتمام المعاملات وليس حرصا على سلامة اللاعبين والمشاركين، وهذا ناتج عن عدم متابعة الجهات المسؤولة.
مدير اتحاد الطب الرياضي الدكتور نايف سعادة، أكد أن الأصل في المنتخبات والأندية، أن تجري فحوصات طبية قبل بداية الموسم الرياضي، للاطمئنان على اللاعبين، وهو أمر معمول به في الاردن، ولكن للأسف تطبيقه يأتي بشكل نسبي، في ظل عدم الالتزام البعض.
واعتبر سعادة أن لاعبي الألعاب القتالية هم الأكثر حاجة لفحوصات دورية، ومتابعة لسيرتهم المرضية، وهو أمر مهم، لافتا إلى ضرورة امتلاك كل اتحاد رياضي لأرشيف يتضمن السيرة المرضية للاعبين.
المسؤول الطبي لمنتخبات العاب القوى بشير النسور والذي عمل لسنوات طويلة مع المنتخب الوطني لكرة القدم، ومع الاتحاد الرياضي العسكري، اعتبر أنه من الضروري امتلاك كل فريق أو اتحاد، سجلا للسيرة المرضية للاعبين، لكي يسهل من التعامل مع اي اصابة للاعبين في المستقبل.
وأضاف: “هناك منتخبات تحرص على تخصيص سجل طبي لكل لاعب، كما تحرص على اجراء فحوصات دورية للاعبين، وهو أمر مهم، ولكن بنفس الوقت هناك جهات لا لتلزم بالفحوصات الدورية أو السجل الطبي للاعبين، وتعتبره امر ثانوي ما يهدد حياة ومستقبل العديد من اللاعبين”.
بدوره، أكد أمين سر اتحاد التايكواندو فيصل العبداللات، أن لاعبي منتخبات التايكواندو يحظون باهتمام طبي كبير، ايمانا من الاتحاد بأهمية هذا الجانب، للحفاظ على حياة ومستقبل نجوم اللعبة.
واضاف: نحرص على اجراء فحوصات دورية للاعبي المنتخبات كما يحرص طبيب مختص ومعالج على مرافقة اللاعبين في التدريبات والمباريات المحلية والخارجية، متمنيا السلامة للجميع.
الدكتور ايمن ابو دلو الذي يعمل حاليا مع الفرق الرياضية في النادي العربي، اعترف بالكوارث التي تحصل في الرياضة الأردنية، بسبب اهمال الجوانب الطبية، وعدم اجراء فحوصات دورية، أو الاهتمام بالسيرة المرضية للاعبين.
واضاف: اللاعب يعاني كثيرا لإقناع ناديه بإرساله إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية، خوفا من التكلفة المادية، وهو أمر مؤسف الحق الضرر بالكثير من الرياضيين الذين انهوا مسيرتهم الرياضية في الملاعب بسبب تجاهل مثل هذه الاجراءات الضرورية، مؤكدا الحاجة لحملة توعية للأندية والمنتخبات بأهمية الفحوصات الطبية الدورية للرياضيين، والاهتمام بالسيرة المرضية لجميع اللاعبين، للتمكن من التعامل مع أي طارئ مستقبلا.