العراق: تظاهرات جديدة ضد تردي الأوضاع الخدمية والاقتصادية
–
لليوم الثاني على التوالي، تتّجدد الاحتجاجات الليلية في محافظة واسط، جنوبي العراق، وبلدات أخرى مجاورة، لمطالبة حكومة مصطفى الكاظمي بتوفير الخدمات وفرص العمل، وإصلاح أوضاع الحكومات المحلية في محافظتهم، والتي يتهمها المتظاهرون بالفساد والفشل في توفير الخدمات وإدارة المشاريع الخدمية.
وفجر اليوم الاثنين، أغلق المحتجون مبنى محافظة واسط مستخدمين مكائن لحام الحديد وكتل أسمنتية، مطالبين بإقالة الحكومة المحلية.
وبدأت الاحتجاجات في الساحة الرئيسة لمدينة الكوت، مركز محافظة واسط، قبل أن تتوجه نحو مبنى المحافظة للتأكيد على المطلب السابق للتظاهرات، المتمثل بإقالة المحافظ محمد جميل المياحي ونائبيه، للتسبب في تراجع الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية في المحافظة، وكذلك محاسبة قتلة المتظاهرين، ووقف ملاحقة الناشطين، وإعادة سعر صرف الدينار إلى ما كان عليه سابقاً.
وألقى المتظاهرون من أمام مبنى المحافظة بياناً، قالوا فيه إن “الطبقة السياسية بكل أحزابها المتلونة، وحكوماتها المتخاذلة، تمارس أبشع الجرائم بحق العراقيين”، مشيرين إلى أن “الجريمة المروعة التي حدثت في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، مساء السبت، ما هي إلا استهانة واضحة بأرواح العراقيين، ودليل على أن هذه الطبقة غير صالحة لحكم العراق”.
ولفتوا إلى أن الطبقة السياسية متهمة بقتل العراقيين لعدم إثباتها عكس ذلك”، منتقدين قيام الحكومة برفع سعر صرف الدولار المتعمد لتجويع الشعب.
وأشاروا إلى أن الطبقة الحاكمة هي المتسببة بالتهم الكيدية ضد المتظاهرين لكسر إرادتهم وقتل الروح الوطنية بداخلهم، والقتل المتعمد للشباب، والتلاعب بأوراق التحقيق وتغيير الشهود لتبرئة القاتلين.
وأضاف متظاهرو واسط في بيانهم “من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه إزاحة هذه الطبقة الفاسدة، ندعو جميع أبناء الشعب العراقي للتهيؤ إلى تظاهرة مركزية كبرى ضد مركز القرار في بغداد الشهر المقبل”.
كما شهدت محافظات كربلاء وميسان والديوانية والمثنى، جنوبي البلاد، تظاهرات ليلية تضامنت مع ضحايا حريق مستشفى ابن الخطيب ببغداد، الذي ذهب ضحيته 82 قتيلاً وعشرات الجرحى، وطالبت بمحاسبة المقصرين، وبتوفير الخدمات وخصوصا التيار الكهربائي.
وقتل متظاهر عراقي الأول من أمس السبت، وأصيب 11 آخرون، في مواجهات مع قوات الأمن في حي الوحدة جنوب شرقي بغداد، خلال تظاهرة على خلفية انقطاع التيار الكهربائي المستمر وشحة المياه الواصلة إلى المنازل.
ووعد رئيس الوزراء بفتح تحقيق حول مقتل المتظاهر، الذي أظهرت لقطات التقطها ناشطون دهسه من قبل عربة عسكرية بعد إصابته بالرصاص.
ونظم سكان محافظة البصرة، أمس الأحد، وقفة احتجاجية للتضامن مع ضحايا حريق المستشفى في بغداد، ودعوا خلال الوقفة أيضاً الحكومة لتخفيض سعر صرف الدولار، مطالبين بإقالة من تسبب في ذلك، وهما وزير المالية علي عبد الأمير علاوي ومحافظ البنك المركزي العراقي مصطفى غالب.
وأشاروا إلى أن هذا القرار تسبب بتجويع الشعب العراقي، موضحين أن هذه الوقفة ستتحول إلى تظاهرات عارمة إذا لم تتم إعادة سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه سابقاً.
وقوبل قرار الحكومة، نهاية الشهر الماضي، رفع سعر صرف الدولار من نحو 1200 دينار إلى 1450 وتثبيت ذلك في موازنة 2021، بموجة استياء شعبي واسعة، لتسبب ذلك بارتفاع الأسعار.
وأكد عضو البرلمان العراقي كاطع الركابي أن وزارة المالية في واد والشعب في واد آخر، موضحاً في تصريح صحافي أن الوزارة هي أساس المشاكل.
وشهد عدد من المحافظات العراقية، خلال الأيام الماضية، تظاهرات نتيجة لتردي الأوضاع الخدمية والاقتصادية في البلاد، وقتل ليل الجمعة – السبت متظاهر وأصيب آخرون على يد القوات الأمنية خلال احتجاجات شهدتها منطقة الوحدة جنوبي بغداد.