قطر

أمير قطر في حوار شامل مع مجلة فرنسية: الرهان على التعليم سر التقدم و”الإسلام دين سلام”

عربي تريند_ تصدرت صورة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني غلاف مجلة “لوبوان” الفرنسية ذائعة الصيت هذا الأسبوع، والتي خّصها الأمير بمقابلة مطولة وصفتها المجلة بـ“المقابلة الكبرى”، تطرق فيها إلى عدة مواضيع، بما في ذلك الصراعات الإقليمية والطاقة والإسلام والمرأة ومونديال قطر ونادي باريس سان جيرمان، إضافة للملف الفلسطيني الذي كان حاضراً في المقابلة.

وقدم الأمير لمحاوريه الفرنسيين، الذين تحدث معهم أحياناً بلغة فرنسية، تحليلا لعدة قضايا جوهرية ومتنوعة، من حقوق المرأة وحرية التعبير، مرورا بالشؤون الدولية ومن ضمنها العلاقات الخليجية، والإيرانية، والحصار الذي فرض على بلاده، وصولا إلى الحروب والأزمات الدولية.

واستغرق الحديث عن الإسلام، وتنامي مشاعر العداء له تحديداً في فرنسا، حيزاً هاماً من حديث الأمير.

وأشار الشيخ تميم إلى أن الإسلام هو دين السلام، وأن المسلمين يتقبلون الاختلاف مع الآخر ويتعايشون معه، كما أعرب عن رفضه للتمييز ضد أية أقلية سواء أكانت تدين بالإسلام أم لا.

وحينما سألت لوبوان أمير قطر عن رأيه إن كانت تتم معاملة الأقليات المسلمة في الدول الغربية بشكل لائق، سواء في فرنسا أو أي دولة أخرى، كان رده “موقفنا واضح، فنحن نرفض التمييز ضد أية أقلية، سواء أكانت مسلمة أم لم تكن، وفي أي بلد كان”. وأوضح قائلاً: “نشكل مجتمعين عالماً واحداً، ولا يجب أن يشكل هذا الأمر مشكلة، لكن بعض السياسيين والإعلاميين يحاولون تشويه الموضوع، لهذا السبب، أقول دائماً إن علينا أن نستمع إلى الأشخاص العاديين.

رهان التعليم

توقف الفرنسيون مطولاً أمام حديث أمير قطر حول جهود بلاده في مجال إحداث نهضة علمية، وتربوية، والتركيز على قطاع التعليم والرهان عليه.

وأكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في المقابلة على أهمية التعليم كركيزة وحل أساسي لبناء المجتمعات والاستثمار في رأس المال البشري، من خلال تطوير المدارس والجامعات، رافداً للتنمية والتنويع الاقتصادي. وأعرب عن الثقة الكبيرة في اقتصاد قطر القوي، واستعدادها لجميع السيناريوهات في المستقبل. وتحدث كيف أن قطر كانت تفتقر لبنية تحتية واستثمارات في المجال، قبل أن تتوجه لاحقاً نحو استحداث نهضة حقيقية.

وقال: “التعليم هو الحل، أغنياء كنا أم فقراء، فنحن نقوم بتطوير مدارسنا وجامعاتنا، كما قمنا بدعوة الجامعات والكليات الأمريكية والأوروبية لفتح فروع لها هنا، وبدأنا بتنويع اقتصادنا من خلال التركيز على تسع ركائز أساسية بما فيها التكنولوجيا، والصحة، والعلوم، والسياحة، وغيرها”. واستطرد قائلا: “ثقتنا كبيرة في اقتصادنا القوي، ونأمل أن نكون مستعدين لجميع السيناريوهات في المستقبل”.

دور حيوي للدبلوماسية القطرية

وكانت المقابلة فرصة لأمير قطر ليبرز الدور الهام الذي تلعبه بلاده في إحداث تقارب بين الجميع من دون إقصاء. وأكد على الدور المحوري للسياسة الخارجية القطرية، وسعيها الحثيث إلى تقريب وجهات النظر المتباينة، ولعب دور الوساطة البناءة التي تساعد جميع الأطراف في الحوار والتوصل إلى حلول سلمية للخلافات.

كما تطرق إلى دور قطر في تقريب وجهات النظر بين الدول الغربية وخصومها، على غرار حركة طالبان مع الولايات المتحدة، وإيران مع الدول الغربية.

وقال: “الجمع بين الأطراف من أصحاب الآراء المتباينة هو جزء من سياستنا، وفيما يتعلق بطالبان، فقد اضطلعنا بدور الوسيط، تجاوباً لطلب أصدقائنا الأمريكيين، واستمرت المفاوضات لسنوات، وشهدت تقلبات عديدة، ولا شك بأن ما حصل العام الماضي لم يكن متوقعاً. وأكد أنه: “بشكل عام، تعاونا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية بما فيها فرنسا. وفيما يخص الشأن الإيراني، لم نتلق طلباً بشكل رسمي، لكننا على تواصل مستمر مع حلفائنا الأمريكيين ومع الإيرانيين على حد سواء، لأن إيران دولة مجاورة”.

وشدد الشيخ تميم أنه “من واجبنا ومصلحتنا أن نقوم بكل ما في وسعنا لجمع الأطراف معاً وتشجيعها على التوصل إلى تسوية سلمية، نحن لا نضع حدوداً أمام أنفسنا عند اختيار أطراف الحوار، شريطة إيمان هذه الأطراف بالتعايش السلمي، لكننا لسنا مستعدين للتحاور مع من يعارض ذلك”. ومقابل دور قطر في جميع الدول المتنافرة أو المتصارعة، أكد أميرها أن الدوحة ليست مستعدة بطبيعة الحال للتحاور مع “الإرهابيين” و”الجماعات العنيفة”.

التطبيع مع إسرائيل

وحينما سئل أمير قطر عن رأيه بقيام دول كالمغرب، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة بإقامة علاقات مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية. أجاب مباشرة أنه يحق لكل دولة أن تقيم علاقات مع أية دولة أخرى. ثم استطرد: “لكن ما هو التطبيع مع إسرائيل؟ أتكلم بكل جدية، هل الأوضاع طبيعية في إسرائيل؟ كلا، فما زالت هناك أراض عربية محتلة ولاجئون لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم منذ أكثر من 70 عاماً، مسلمون ومسيحيون يعيشون تحت الحصار في قطاع غزة”.

وأضاف حول القضية الفلسطينية: “حين تم توقيع اتفاقية أوسلو، اعتقدنا جميعاً أن السلام سيتحقق، وأقمنا علاقات رسمية مع إسرائيل، كما قمنا بافتتاح مكتب تجاري إسرائيلي هنا في الدوحة، لكن الحروب لم تتوقف في قطاع غزة”. واستطرد قائلاً: “يتعين علينا أن نتوصل إلى تسوية سلمية من أجل الشعب الفلسطيني، وأن نمنحه الأمل ونعيد له أرضه. نحن نتحدث مع الإسرائيليين، ونقدم المساعدات لسكان غزة والضفة الغربية أيضاً. أنا أؤمن بحل الدولتين، إذ يجب أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب، لكننا بعيدون عنه للأسف.

أما عن إعادة قنوات التواصل مع سوريا، فيؤكد: “سبق وقلت إنه يحق لكل دولة أن تقيم علاقات مع أية دولة تختارها. لكن جامعة الدول العربية قررت استبعاد سوريا لسبب وجيه، وهذا السبب ما زال موجوداً ولم يتغير. أنا مستعد للمشاركة في أي محادثات في حال كان لدينا عملية سلام حول مستقبل سوريا ومطالب شعبها، لكن هذا ليس هو الحال في هذه اللحظة. وشدد: “استقبلت دول أوروبية اللاجئين بسخاء، وأتفهم أن ذلك تسبب بالمشاكل. لكن لماذا نقبل بأن يقوم قائد بارتكاب المجازر ضد شعبه وطرد ملايين اللاجئين من بلاده؟ هل هذا مقبول بالنسبة لنا كبشر؟ وماذا لو كنا نعرف أن هؤلاء اللاجئين سيأتون إلينا، ما سيتسبب بالمشاكل؟ فبدلاً من انتظار النيران لتصل إلى منازلنا، يتعين علينا أن نتصرف بجدية ونضع حداً للمشكلة من أساسها في سوريا، وينطبق الأمر ذاته على ليبيا. إذا لم نكن حذرين، سنواجه عواقب وخيمة”.

لا علاقة لقطر بالإخوان المسلمين

ولما حاول الصحافيون الفرنسيون جر أمير قطر للحديث عن موضوع جماعة “الإخوان”، انطلاقاً من الأحاديث المثارة حول الموضوع، أجاب الشيخ تميم بكل وضوح وشفافية عن علاقة قطر بالإخوان المسلمين.

وشدد بشكل صريح أن “هذه العلاقة غير موجودة، وليس هناك أي أعضاء نشطاء من جماعة الإخوان المسلمين أو أي جماعات متصلة بها على الأراضي القطرية”. وأضاف حول هذا الموضوع أن قطر دولة منفتحة، ويمر عليها عدد كبير من الأشخاص من أصحاب الآراء والأفكار المختلفة. وشدد أن بلاده دولة وليست حزباً، وتتعامل مع الدول وحكوماتها الشرعية، وليس مع المنظمات السياسية.

حرب باردة بين أمريكا والصين

شكلت التطورات الدولية الراهنة، والصراعات الدائرة في عدد من المناطق، وبين أقطاب مختلفين، حيزاً من مقابلة أمير قطر، تحديداً بين واشنطن وبكين.

وأشار الأمير إلى أن الدوحة لا تريد أن ترى العالم منقسماً بين قوتين عظميين لأن ذلك سيشكل خطرا كبيراً. وأضاف: “لكنني لا أعتقد أن ذلك يحصل في الوقت الحالي، وآمل ألا يحصل أبداً. فدولة قطر حليف مهم للولايات المتحدة والدول الغربية بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الأول للغاز الطبيعي المسال القطري”.

وتابع “لا يمكن أن نتجاهل التباينات الكبيرة بين الدولتين، لكننا نأمل أن يتم حل التوترات بالطرق الدبلوماسية والسلمية. فعالمنا يشهد اليوم انقسامات كثيرة، وآخر ما نريده هو رؤية انقسامات جديدة”.

وقال إن الاتحاد الأوروبي بالغ الأهمية، وإن بلاده تربطها علاقات ممتازة مع معظم الدول الأوروبية، “فهم حلفاؤنا، ويشمل التعاون بيننا مجال التجارة، والثقافة، والتعاون العسكري”. وأشار إلى أن قطر تعتبر الاتحاد الأوروبي والدول المنضوية تحت لوائه عاملاً أساسياً للحفاظ على الأمن العالمي.

الغاز القطري

وانتقل الحديث مباشرة إلى ملف الطاقة، الذي يعد الهاجس الأول حالياً لدول الاتحاد الأوروبي، على ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وتحدث الأمير عن جهود قطر لتطوير قطاع الطاقة وإلى أي حد يمكن لدولة قطر أن تعوض إمدادات الغاز الروسية لأوروبا.

وأجاب حول الموضوع أن قطر جازفت واستثمرت في قطاع الغاز منذ ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأدركت أنه مصدر للطاقة سيكتسب أهمية كبيرة في المستقبل. وقبل سنوات قامت بزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال، رغم أن التوجه العالمي آنذاك كان يميل نحو التخلص من هذه المصادر والتركيز على مصادر الطاقة التي تعتبر “نظيفة”، مثل الطاقة الشمسية والهوائية.

وأكد الشيخ تميم أن الغاز هو أيضا من مصادر الطاقة النظيفة، وهو مهم جدا للفترة الانتقالية المقبلة. وقال: “بالنسبة لدولة قطر، فنحن نصدر الطاقة للدول الآسيوية بشكل أساسي وللدول الأوروبية أيضاً بناء على اتفاقيات طويلة الأمد بالإضافة إلى الاتفاقيات الفورية. ونريد أن نساعد الدول الأوروبية وسنزودهم بالغاز في السنوات المقبلة، لكن مخطئ من يعتقد أن بإمكاننا تعويض الغاز الروسي، وذلك لأنه مصدر هام للسوق العالمي”.

العقوبات الغربية على روسيا

وسألت لوبوان أمير قطر عن رأيه فيما إذا كان الأوروبيون محقين في فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي. فكان رده: “يتعين علينا أن نتعامل بحذر مع العقوبات التي تعقد الأمور للعالم أجمع. في هذه الحالة بالتحديد، لا يسعني أن أقيم صوابية القرار الأوروبي من عدمها”. وشدد قائلاً: “نرى جميعاً المشاكل التي تسبب بها نقص إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية اليوم. الأمر الأهم هو أننا جميعاً نعاني من الوضع الراهن، سواء على مستوى الطاقة أو على المستوى الغذائي، ولهذا السبب، فلا بد من إنهاء الحرب في أوكرانيا، ولا بد لنا من التوصل إلى حل.

الحصار الرباعي على قطر

رد أمير قطر بكل صراحة على سؤال عن الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر بين عامي 2017 و2021. وسبقتها محاولتا انقلاب منذ العام 1995، الأولى ضد والده الشيخ خليفة بن حمد، والثانية ضده شخصياً وكيف خرجت بلاده من هاتين الأزمتين.

وقال الشيخ تميم “لا أود الحديث عن الماضي، بل نريد أن نتطلع إلى المستقبل. فنحن نمر بمرحلة جديدة تسير فيها الأمور نحو الاتجاه الصحيح. ندرك أن وجهات النظر قد تتباين أحياناً، ونستعد للمستقبل مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أمر أساسي لإطلاق إمكانات الشباب في المنطقة. وحدتنا وتعاوننا أمران مهمان للعالم أجمع، ويمر مجلس التعاون الخليجي بمرحلة تعاف بعد صدمة كبيرة واضطرابات، لكننا اليوم نسير في المسار الصحيح”. وأضاف أن التباينات موجودة لدى الجميع، ومع إيران “لكن يتوجب علينا الجلوس معاً”.

مقابلة بعد 5 سنوات

وكانت لوبوان أشارت في مستهل المقابلة أنها انتظرت اللقاء منذ 5 سنوات، حتى جاءت الموافقة مؤخراً، وقبيل أسابيع من إطلاق صافرة مونديال قطر 2022 الذي تستعد له قطر، وينظم لأول مرة في المنطقة العربية وشمال أفريقيا.

وعلقت المجلة في ثنايا المقابلة والتمهيد لها بأن الشيخ تميم بن حمد كان ذكياً في إجاباته.

كما أضافت أنه بعد يومين من الاجتماعات مع الوزراء والمسؤولين في قطر، أتت اللحظة لرؤية الأمير نفسه، في البداية “خارج” (المقابلة الفعلية ستجرى في مكتبه في اليوم التالي). وكان اللقاء في مقهى صغير عصري إلى حد ما في الدوحة، وارتشاف مشروب عضوي مستورد من رواندا. وتعلق أن الأمير (42 عاما) وصل مبتسماً، ورحب بمحاوريه، وتحدث الفرنسية قليلاً، وهو إرث لبضعة فصول صيفية قضاها في مالميدي، في بلجيكا، عندما كان طفلاً. وبعد مغادرة المقهى، جاب أمير قطر بصحافيي المجلة شوارع الدوحة، ومناطقها، وكان يقود السيارة، معرفاً بأبرز معالم قطر.

ويتحدث الصحافيون الفرنسيون أنهم فوجئوا لما اكتشفوا أن الشيخ تميم على المقود، وكان هو السائق/ هو … الأمير نفسه. وخلال الرحلة يعلق على الهندسة المعمارية للمدينة. ويشير، على يمين الطريق، إلى موقع نادي الدوحة وملاعب التنس.. “هذا هو المكان الذي قابلت فيه ناصر الخليفي رئيس فريق نادي باريس سان جيرمان، يكشف الشيخ تميم بن حمد لضيوفه. يتحدث عن الاستثمار، والجغرافيا السياسية، ولكن أيضا عن نفسه، والرياضة – فهو يلعب البادل كل يوم.

واستوقف مشهد أمير قطر يتجاذب أطراف الحديث مع المارة ويصافحهم بسهولة، أنظار الصحافيين الفرنسيين.

فيما يلي نص الحوار مترجم إلى العربية

– لوبوان: قطر دولة صغيرة في قلب العديد من القضايا الكبرى، الطاقة، الدبلوماسية، الاستثمار، كرة القدم.. كيف تقيمون قوتها ودورها في العالم؟

الشيخ تميم: نحن بلد صغير جغرافيا، لكن لكل دولة، كبيرة كانت أم صغيرة، دور تلعبه في المساهمة في ما يحدث في العالم. تهدف سياستنا الخارجية في قطر إلى الجمع بين وجهات النظر المختلفة، وتقديم المساعدة لجميع الأطراف المحتاجة، ولعب دور التسهيل، في المنطقة وغيرها.

العالم بحاجة الى الحوار لحل مشاكله. وأفضل مثال حديث هو ما قمنا به في أفغانستان، عندما طلب منا أصدقاؤنا الأمريكيون مساعدتهم على إقامة اتصالات مع الأفغان من أجل إيجاد حل سلمي للحرب. وقد فعلنا ذلك.

تلعب بلادنا أيضا دورا مهما في مجال الطاقة، لأننا دولة ذات مصداقية في هذا المجال. نفخر بأننا احترمنا دائما الاتفاقيات المبرمة، بما في ذلك في مجال الغاز، خلال العقود الماضية. نشحن غازنا إلى العديد من الزبائن حول العالم، من الأرجنتين إلى اليابان.

– لوبوان: قطر الآن مزدهرة ولكنها مرت في صعود وهبوط في تاريخها.. ما الدروس التي تستخلصها من هذا؟

الشيخ تميم: أن التعليم ضروري، خاصة في بلد يتمتع بالموارد الطبيعية. لقد تعلمنا من تاريخنا. فحتى الثلاثينيات من القرن الماضي، كانت قطر مركزا لصيد اللؤلؤ ومركزا للتجارة، ثم طورت اليابان ثقافة اللؤلؤ، وأفقرت بلادنا، مما دفع العديد من القطريين للذهاب للعمل في البلدان المجاورة، وعانى العديد من الذين بقوا من الجوع.

في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي، اكتشفنا النفط، والذي بدأ استغلاله وتصديره بعد الحرب العالمية الثانية. هنا أيضا، لم يكن المورد غير محدود. عندما اكتشفنا الغاز في السبعينيات، كانت قيمته السوقية منخفضة لأن الجميع كان يبحث عن النفط. كان علينا أن نتحمل المخاطر، وأن نستثمر بكثافة في مرافق التسييل، وأن نقع في الديون.

الدرس المستفاد من كل هذا هو أن الموارد ليست أبدية. يمكن للاستثمار أن يساعد، لا سيما عبر صندوقنا السيادي، لكنه ليس كافياً. قبل كل شيء، يجب أن نستثمر في أنفسنا، في رأس المال البشري. سواء كنت غنيا أو فقيرا، فإن التعليم هو المفتاح.

نحن نعمل على تطوير مدارسنا وجامعاتنا، وقد دعونا الجامعات والكليات الأمريكية والأوروبية للاستقرار هنا. لقد شرعنا في تنويع اقتصادنا من خلال تحديد تسعة ركائز تشمل التكنولوجيا والصحة والعلوم والسياحة.. إلخ. نحن واثقون من اقتصادنا القوي، ونأمل أن نكون مستعدين لجميع السيناريوهات في المستقبل.

– لوبوان: بما أننا نتحدث عن تقلبات التاريخ.. شهدت قطر في تاريخها صعود وسقوط العديد من الإمبراطوريات، الرومانية والساسانية والأموية والعباسية والعثمانية والبرتغالية والبريطانية.. أي إمبراطوريات من موقعك ترى اليوم تنهض أم تسقط؟

الشيخ تميم: يتحدث الجميع عن أمريكا والصين، لكنني لا أعتقد أن حالتهما يمكن مقارنتها بإمبراطوريات الماضي. عصرنا مختلف، أصبحت القوة الآن أكثر تقديرا من حيث التعليم والاقتصاد ولكن أيضا الثقافة. إن أمريكا قوة عظمى ليس فقط من الناحية العسكرية، ولكن أيضا في الاقتصاد والابتكار والعلوم… والصين، باقتصادها القوي وعدد سكانها الكبير، هي قوة صاعدة في المستقبل.

– لوبوان: هل تخشى حربا باردة بين أمريكا والصين؟

الشيخ تميم: لا نرغب في رؤية العالم مستقطباً بين قوتين عظميين. سيكون خطيرا جدا. لكن، بصراحة، لا أعتقد أن هذا هو الحال الآن، وآمل ألا يحدث ذلك. بلدنا حليف رئيسي لأمريكا والغرب بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الرئيسي لغازنا الطبيعي.. نلاحظ أن هناك اختلافات كبيرة بينهما، لكننا نأمل في أن يتم تخفيف التوترات من خلال الوسائل الدبلوماسية والسلمية. يتميز عالمنا بالفعل بالعديد من الانقسامات ولا نرغب تضاف إليها انقسامات أخرى.

– لوبوان: هل ترى الاتحاد الأوروبي لاعبا مهما في العالم المعاصر؟

الشيخ تميم: نعم بالتأكيد! الاتحاد الأوروبي مهم جدا. تتمتع بلادنا بعلاقات ممتازة مع معظم الدول الأوروبية، فهم حلفاء. تعاوننا معهم تجاري وثقافي وعسكري بشكل خاص. إننا نعتبر الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه مهمين للغاية لأمن العالم.

– لوبوان: فرضت المملكة العربية السعودية حصارا على قطر من عام 2017 إلى عام 2021. منذ عام 1995 استهدف والدكم ثم حضرتكم بمحاولتين انقلابيتين.. كيف خرجت من هذه الأزمات؟

الشيخ تميم: لا أريد التحدث عن الماضي. نريد أن ننظر إلى المستقبل. لقد دخلنا مرحلة جديدة، تسير الأمور في الاتجاه الصحيح. نحن ندرك أننا في بعض الأحيان نختلف. نحن نستعد لمستقبل هذه المجموعة من البلدان، مجلس التعاون الخليجي. وهو أمر ضروري لإطلاق طاقات الشباب في جميع أنحاء المنطقة. اتحادنا وتعاوننا يعد أمراً حيوياً لبقية العالم. دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة التعافي بعد صدمة كبيرة واضطراب شديد، لكننا الآن على المسار الصحيح.

– لوبوان: ما الذي يزعج جيرانكم؟ هل هو المسار الذي تتبعه دولتكم؟ نموذج الخلافة؟ العلاقة مع إيران؟

الشيخ تميم: بصراحة، كما أخبرتك، لا أعتقد أنه من المفيد التحدث عن الماضي. لقد ذكرت إيران. هذا البلد مهم جدا بالنسبة لنا. لدينا علاقة تاريخية، علاوة على ذلك، نتشارك معه في حقل الغاز الرئيسي. نحن نشجع جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وإيران على التحدث مع بعضها البعض. بالطبع هناك خلافات، لكن علينا أن نجلس حول طاولة ونتحدث عنها، مباشرة بيننا وبين الإيرانيين، دون تدخل خارجي.

– لوبوان: من بين الانتقادات المتكررة التي تستهدف بلادك، تلك المتعلقة بصلات مع جماعة الإخوان المسلمين. ماذا عن ذلك؟

الشيخ تميم: هذه الروابط غير موجودة. لا يوجد أعضاء ينشطون في جماعة الإخوان المسلمين أو منظمات تابعة لها هنا في قطر. نحن دولة منفتحة. كثير من الناس يتمتعون بآراء وأفكار متنوعة يأتون ويذهبون. لكننا دولة ولسنا حزبا. نحن نتعامل مع دول وحكوماتها الشرعية وليس مع المنظمات السياسية.

– لوبوان: لماذا تلعب دولتكم دور الوسيط بين الدول الغربية وخصومها مثل إيران أو طالبان في أفغانستان؟

الشيخ تميم: هذا جزء من سياستنا.. الجمع بين الأطراف التي لديها خلافات. وبقدر ما يتعلق الأمر بطالبان، قمنا بذلك بناءً على طلب أصدقائنا الأمريكيين. استمرت المفاوضات لسنوات، وشهدت تقلبات. ما حدث العام الماضي لم يكن مخططا له. لكن بشكل عام، عملنا بشكل وثيق مع الأمريكيين وكذلك مع الأوروبيين، بما في ذلك الفرنسيون. فيما يتعلق بإيران، لم يتصل بنا أحد رسميا. لكننا نتحدث مع حلفائنا الأمريكيين ونتحدث مع الإيرانيين لأن إيران جارتنا. واجبنا ومصلحتنا أن نبذل قصارى جهدنا للجمع بين الأطراف وإشراكهم في التفاوض على تسوية سلمية. نحن لا نفرض أي قيود على أنفسنا في اختيار محاورينا، طالما أنهم يؤمنون بالتعايش السلمي. لكننا لسنا مستعدين للجدال مع أولئك الذين يعارضونها. والأكيد أننا لا نقبل التحدث إلى الجماعات الإرهابية والعنيفة.

– لوبوان: ترى سوق الطاقة في السياق الحالي؟ وإلى أي مدى يمكن لقطر أن تحل محل إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا؟

الشيخ تميم: منذ الثمانينيات والتسعينيات جازفنا بالاستثمار في الغاز، كنا نعلم أنه طاقة ستصبح مهمة للغاية في المستقبل. وقبل بضع سنوات، بدأنا مرة أخرى بزيادة إنتاجنا من الغاز الطبيعي المسال، على الرغم من أن الاتجاه العالمي في ذلك الوقت كان للتخلص من هذه الطاقات والتركيز على تلك التي كانت تعتبر “نظيفة” مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ومع ذلك يمكنني أن أخبرك أن الغاز الطبيعي المسال هو أيضا طاقة نظيفة. والغاز مهم جدا للفترة الانتقالية القادمة. فالحرب في أوروبا تعقدت إلى حد كبير، لكن الإشكال كان موجوداً مسبقا. أما بالنسبة لنا، فنحن نورد طاقتنا بشكل أساسي إلى آسيا ولكن أيضا إلى أوروبا، من خلال اتفاقيات طويلة الأمد وأيضا في السوق الفورية. نريد مساعدة أوروبا وسنقوم بتزويدها بالغاز في السنوات القادمة. لكن ليس صحيحا أنه يمكننا استبدال الغاز الروسي. فهو ضروري للسوق العالمية.

– لوبوان: لذلك تعتقد أن الغاز، وخاصة الغاز الطبيعي المسال، سيستمر في لعب دور رئيسي في مزيج الطاقة العالمي؟

الشيخ تميم: طبعا! سيكون مهما جدا للفترة الانتقالية، وعلى المدى الطويل، في مزيج الطاقة. وهي نظيفة: على سبيل المثال، استثمرنا بكثافة في التقنيات التي تسمح بتقليل الاحتراق وتلتقط الكربون. ثم دعونا لا ننسى، نتحدث عن مشاكلنا، ولكن هناك مليار شخص على هذا الكوكب ما يزالون غير قادرين على الحصول على الكهرباء.

– لوبوان: هل كان الأوروبيون محقين في معاقبة الطاقة الروسية؟

الشيخ تميم: يجب أن نكون حذرين بشأن أنواع العقوبات التي يمكن أن تعقد الأمور للعالم بأسره. في هذه الحالة، لا يمكنني الحكم على ما إذا كانت أوروبا على صواب أم خطأ. لكننا لا نستطيع إلا أن نرى المشاكل التي يخلقها نقص الطاقة في أوروبا اليوم. والأهم أننا جميعاً نعاني من الموقف سواء من حيث الطاقة أو الطعام. لهذا السبب يجب أن نضع نهاية لهذه الحرب في أوكرانيا. يجب أن نجد حلا.

– لوبوان: تعرض إيمانويل ماكرون لانتقادات في الغرب بسبب استعداده للتحدث مع الجانبين، بما في ذلك فلاديمير بوتين. هل كان على حق؟

الشيخ تميم: غالبا ما نتحدث مع الرئيس ماكرون وأنا أعلم عزمه على إنهاء هذه الحرب. يجب على شخص ما التحدث إلى الطرفين لمحاولة التقريب بينهما. يجب أن نشجع مثل هذه المحادثات. الرئيس ماكرون محق في فعل ذلك. وتركيا أيضا تحاول التقريب بين البلدين.

– لوبوان: هل تخشى أن يؤدي صعود الشعبوية والأزمة الاقتصادية إلى تفتيت العولمة؟

الشيخ تميم: لم تتم إدارة جائحة كوفيد بطريقة مثالية. لقد استطاعت دولنا الغنية الخروج منه ولكننا لم ننجح في إخراج الفقراء منها أيضا. والدرس هو أن عليك أن تتعاون لحل المشاكل العالمية، لأنه حتى لو كان لدى قطر أو فرنسا الأدوية المناسبة والنظام المناسب لعلاج سكانهما، فلا يمكن التغلب على الوباء حتى تتمكن جميع البلدان من مواجهته. لا نريد إغلاق المطاعم والمطارات ومحطات القطارات مرة أخرى. الأمر نفسه مع الطاقة: لسنا سعداء إذا كانت الأسعار مرتفعة للغاية، لأن ذلك ليس عادلاً بالنسبة للمستهلك، لكننا لسنا سعداء أيضًا عندما تكون منخفضة للغاية، لأن ذلك ليس عادلاً مع المنتج. إن جعلها تعمل من أجل الجميع يتطلب تعاونا عالميا. لا أريد أن تتوقف العولمة، ولا أعتقد أنها ستتوقف. يدعي البعض أن العودة إلى الوراء ستجعل الحياة أسهل. هذا ليس صحيحا […] . العالم متكامل [..] نحتاج إلى العمل معا وحل مشاكلنا معا.

– لوبوان: من بين الانقسامات التي ذكرتها، هناك تلك المتعلقة العالم الإسلامي. كيف ترى مستقبل الإسلام كدين؟

الشيخ تميم: هذا هو السؤال واسع جدا. نحن متنوعون ولدينا ثقافات وأفكار مختلفة وكذلك مجموعات عرقية مختلفة. نحن نأخذ الإيمان على محمل الجد، بما في ذلك تعليمنا، ولكن في الوقت نفسه، نحن منفتحون جدًا على الثقافات الأخرى والأديان الأخرى والشعوب الأخرى. هذا هو الاسلام. إنه دين سلام ونحن كمسلمين نقبل الاختلافات. نحن بحاجة للعيش معا بسلام. كانت هناك توترات بين الأديان، لكن لا يفيد الحديث عنها أو محاولة صب الزيت على النار. لقد ذكرت هذه الحركات الشعبوية أو هؤلاء الإعلاميين الذين يتحدثون عن الإسلام من خلال تقديم الأشياء كما لو كان هناك “نحن” و”هم”، الذين يستغلون الإسلاموفوبيا. هذا ليس عدلا، وفوق كل شيء لا يحدث على هذا النحو في الواقع: هناك ارتباط بيننا، ونقوم بأعمال تجارية معا، ونتبادل. وبعد ذلك، كما تعلمون، إذا ذهبت إلى أوروبا، لا أعتقد أن الإسلام يشغل عقول الناس حقا، أكثر من المسيحية في العالم الإسلامي. هناك أيضا العديد من المسيحيين والعديد من اليهود وغيرهم ممن يعيشون في العالم الإسلامي، والذين يعتبرون أنفسهم أيضا جزءا من الثقافة الإسلامية. وهناك أيضا العديد من المسلمين الذين يعيشون في الغرب. هناك العديد من الأشياء الجيدة التي تحدث في العالم اليوم، في التكنولوجيا والأعمال والعلوم والتجارة والثقافة أيضا. الصعوبات هي استثناء.

– لوبوان: فهل أنت متفائل إذن بشأن مسألة العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي رغم السياق الحالي وخاصة محاولة اغتيال الكاتب سلمان رشدي هذا الصيف؟

الشيخ تميم: ما أقوله هو أن بعض الناس يستغلون التوترات والخلافات الماضية لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بهم، سواء على الصعيد المحلي أو لتحويل المشاكل إلى بلدان أخرى. السياسيون لهم الحق في الكلام. لكن، مرة أخرى، إذا استشرت أناسا عاديين، سترى أنهم غير معنيين بالعالم الإسلامي أو المسيحية. علينا أن نتجنب هذا النوع من التوتر لأنه لا يساعد. من ناحية أخرى، فإن ما يساعد على تقليل التوتر هو التحدث عنه معا.

– لوبوان: هل لهذا سمحت بافتتاح كنيسة في الدوحة؟

الشيخ تميم: لقد بنيناها منذ زمن طويل. عاش المسيحيون هنا منذ عدة عقود. لديهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية. لقد رحبنا بهم هنا وساعدونا في بناء هذا البلد. في السابق، كانوا يمارسون دينهم بشكل خاص. قرر والدي أنهم بحاجة إلى مكان مفتوح، هو عبارة عن مجمع من الأبنية يحتوي على عدة كنائس، غربية وآسيوية وأفريقية… يمكن للمسيحيين الصلاة هناك يوميا.

– لوبوان: هل يتم التعامل مع الأقليات المسلمة بشكل لائق في الدول الغربية أو في فرنسا أو في أي مكان آخر؟

الشيخ تميم: موقفنا واضح: نرفض أي تمييز ضد أقلية، مسلمة كانت أم غير مسلمة، في أي بلد. نحن عالم واحد. لا ينبغي أن تكون هذه مشكلة ، لكن بعض السياسيين والشخصيات الإعلامية يحاولون الصراخ بشأنها. أقول دائما: استمع إلى الأشخاص العاديين بدلاً من ذلك. لا توجد مشكلة كبيرة.

– لوبوان: ما هو مفهومك الشخصي عن الإسلام؟ هل تعتبر نفسك أكثر “متديناً” أم “ليبراليا”؟

الشيخ تميم: كما تعلم، إنه أمر مضحك، أحيانًا يتحدث الناس عن الإسلام “الحداثي” أو الإسلام “المحافظ” أو الإسلام “الليبرالي”. الإسلام دين. نحن نعرفها. لكن، بصفتي الشخصية، يمكنني أن أخبرك أنني مسلم مخلص وحداثي ومضياف. وبلدنا وشعبنا أيضًا عصري ومضياف. وإذا كنا في نفس الوقت فخورون جدًا بتراثنا وديننا ومنفتحون على الآخرين، فنحن أيضًا شعب محافظ.

– لوبوان: ما هي رؤيتك لدور ومكانة المرأة في المجتمع؟

الشيخ تميم: أولا، أمام الله، نحن جميعا متساوون، رجالًا ونساءً. دور المرأة حيوي في مجتمعنا. في قطر، أداؤهن في الجامعة أعلى من أداء الرجال. ويمثلن 63 في المئة من الطلاب […] في حكومتنا، لدينا ثلاث وزيرات يقمن بعمل رائع . لدينا طيارات في سلاحنا الجوي. لا نرى أي اختلافات مع الرجال. بالطبع، نحن ندرك أنهن ضحايا للتمييز في العالم، لكننا ضده تمامًا.

– لوبوان: برأيك، هل حرية التعبير قيمة أساسية يجب حمايتها، أو تقييدها أحيانًا؟

الشيخ تميم: أنا شخصياً أؤمن بحرية التعبير. يجب أن تكون محمية. لكن إذا كان هذا التعبير يؤدي عمدا إلى مشاكل أو صراعات في المجال الثقافي أو الديني، فهل من الضروري حقا أن نقول ذلك؟ أنا لا أتحدث هنا عن شخص ينتقد وزيراً أو مسؤولاً رفيعاً، ولا مشكلة لدي في ذلك. لكن في المناطق التي تعلم أنها ستخلق مشاكل، عليك أن تكون حذرًا للغاية. لكل فرد الحق في التعبير عن نفسه، ولكن مهما قلنا، يجب أن نتجنب إيذاء الأشخاص من ثقافات أو ديانات أو خلفيات مختلفة. بشكل عام، يجب أن يكون للأشياء حدود. لذلك، عندما تقول ذلك، يُقال لك أحيانًا أنك ضد حرية التعبير، لكن الحديث عن القيود ليس نفس الشيء. بالطبع، أصبح الموضوع معقدًا للغاية مع الشبكات الاجتماعية.

– لوبوان: كيف تحكم على العلاقة الفرنسية القطرية؟

الشيخ تميم: إنها جيد وقوية وتاريخية وصلبة للغاية. تفاهمنا المتبادل مع فرنسا ممتاز ونحن فخورون به. نتعاون بشكل وثيق في التجارة والثقافة والرياضة والأمن والشؤون العسكرية والسياسة الخارجية. عندما أصبحت وليًا للعهد، كانت فرنسا هي أول دولة زرتها خارج الشرق الأوسط، وكذلك بعد أصبحت أميرا. نحن نفهم بعضنا البعض جيدًا ونحن فخورون جدًا بذلك.

– لوبوان: ما علاقتك بإيمانويل ماكرون؟

الشيخ تميم: نتحدث كثيرا، والتقينا عدة مرات، ونتحدث عبر الهاتف. نحن نتشاطر العديد من وجهات النظر في السياسة الخارجية. نحاول أن نتعاون بشكل وثيق للغاية لتعزيز السلام، ولعب دور استقرار وتقديم المساعدة الإنسانية عند الحاجة.

– لوبوان: هل تعتقد أن فرنسا تعاملك معاملة عادلة؟

الشيخ تميم: نعم. بالطبع، لدينا خلافات في بعض الأحيان، لكن بشكل عام، أرى أن الرئاسات الفرنسية المتعاقبة ما زالت مصممة على الحفاظ على علاقات جيدة مع قطر.

– لوبوان: توتال إنرجي شريك مهم لدولة قطر. ما هو دور هذه الشركة في العلاقات الثنائية؟

الشيخ تميم: تتجاوز علاقتنا بفرنسا قطاع الطاقة. ومع ذلك، فإن شركة توتال انرجي مهمة للغاية. عندما استثمرنا في الغاز الطبيعي المسال، مع إكسون موبيل وتوتال، خاطرنا، وكانت تلك الشركات موجودة. لقد ساعدونا في تطوير صناعتنا. سيبقون شركاءنا في العقود القادمة، بما في ذلك المشاريع خارج قطر.

– لوبوان: هل الاستمرار مع هذه الشركات هو لأنها خاطرت معكم قبل ثلاثين عاما؟

الشيخ تميم: نتعامل مع الشركات ونبرم العقود بشفافية. لكننا أيضًا نأخذ في الاعتبار العلاقات السابقة، والمخاطر التي تعرضوا لها معنا، والمساعدة التي قدموها لنا. لا ننسى أبدًا الأشخاص والشركات والدول التي وقفت معنا خلال الأوقات الصعبة وخاطرت معنا.

– لوبوان: هل كان نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم استثمارا جيدا؟

الشيخ تميم: طبعا! الرياضة ليست بيزنس مثل أي بيزنس آخر. إذا كنت ترغب في الاستثمار، مهما كانت الرياضة، فمن الضروري أن يكون لديك شغف بهذه الرياضة. فخلافاً لذلك، فأنك تهدر أموالك. ولكن إذا تمت إدارتها بشكل صحيح، فإن قيمة المشروع تنمو. هذا ما حدث مع باريس سان جيرمان. يفخر القطريون بالسنوات العشر مع باريس سان جيرمان. الرياضة جزء أساسي من حمضنا النووي.

– لوبوان هل هي مشكلة أن إيمانويل ماكرون يدعم OM وليس PSG؟

الشيخ تميم: [يضحك]. في الحقيقة ليست مشكلة. يحب الرياضة وأنا أتطلع إلى الحديث عنها معه. حضرت مع الرئيس وزوجته نهائي كأس العالم 2018 بين فرنسا وكرواتيا، وشهدت فرحتهما بفوز فرنسا.

– لوبوان: هل تعتبر طائرات رافال المقاتلة استثمارا جيدا أيضا؟

الشيخ تميم: تعتبر رافال طائرة استثنائية ويسعدنا أن طيارينا يمكن أن يطيروا بها. نحن نشتري معدات عسكرية فرنسية منذ عدة عقود – قبل رافال، كانت هناك ميراج – وليس فقط الطائرات. لدينا أيضًا طلاب قطريون يدرسون في فرنسا ونشارك في مناورات عسكرية مشتركة مع الجيوش الفرنسية بما في ذلك مع قوات الدرك.

– لوبوان: ما هي الصفات التي تعتقد أنها ضرورية لقيادة دولة؟

الشيخ تميم: من الضروري الاستماع، وكذلك عدم التردد. التردد كارثة. ويجب ألا تكون عنيدًا، ولكن عندما تتخذ قرارا وتعتقد أنه صائب، خاصة بعد سماع آراء مختلفة، فعليك المضي قدمًا. وإذا أدركت أنه كان خاطئًا، فلا يجب أن تتردد في تغييره أيضًا. عندما تتردد، سيكون الأمر دائمًا سلبيًا. لقد تعلمت ذلك من والدي. ولكن عندما يتعلق الأمر بالقيادة، يمكنك التعلم من أي زعيم، وليس فقط من رؤساء الدول. يتعين على قادة الأعمال أيضًا إدارة الصعوبات. وكذلك الحال بالنسبة للمسؤولين في عالم الرياضة. قرأت كتابًا عن ذلك من تأليف أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد السابق. مسألة جودة القيادة هي معرفة كيفية التعامل مع المشاكل. ومع ذلك، دوري مختلف: حماية شعبي.

– لوبران: توفيت الملكة إليزابيث الثانية بعد فترة حكم طويلة دامت سبعين عامًا. ما هي الذكريات التي لديك عنها، أو ما هي الدروس التي تعلمتها من حياتها؟

الشيخ تميم: كانت شخصًا أكن له أعمق الاحترام. تشرفت بلقائها عدة مرات، كان آخرها في وندسور هذا العام. جسدت أفضل صفات القيادة – الصدق والنزاهة والمرونة والتعاطف، على سبيل المثال لا الحصر. كانت مستمعة جيدة ولديها حس دعابة رائع. ستُذكر إلى الأبد كامرأة تتمتع بقوة وكرامة عظيمتين، مكرسة تمامًا لواجباتها.

– لوبوان: ما هي الشخصيات التي تلهمك بين رؤساء الدول؟

الشيخ تميم: لا يمكنني الحديث عن رؤساء الدول الحاليين، لأن الكثير منهم أصدقاء. لكن يمكنني أن أخبرك أن والدي ألهمني كثيرًا. إنه رجل عظيم كريم وشجاع. وهو أول من يعترف بأنه مخطئ. قدم لي الكثير من النصائح القيمة. زعيم آخر مثير للاهتمام أحببت التحدث إليه هو لي كوان يو، رئيس الوزراء السابق لسنغافورة. أتيحت لي الفرصة لمقابلته عدة مرات والجلوس معه والدردشة معه. سألته عن الحياة، وما أنجزه، وكيف تعامل مع الصعوبات. لقد تعلمت الكثير معه. أيضا مع كتبه. جاء في نهاية حياته إلى قطر. حتى أنه ركب جملا…

– لوبوان: أصر لي كوان يو، الذي قاد دولة صغيرة مجاورة لدولة كبيرة، ماليزيا، على الاستقلال. هل ترى أي أوجه تشابه بين سنغافورة وقطر؟

الشيخ تميم: نحن دولة مستقلة، إنه أمر أساسي […] نحن دولة صغيرة تحيط بها دول كبيرة، نحن أعضاء في مجلس التعاون الخليجي، نفخر بتراثنا العربي. نحن لا نقبل أن يقول لنا أي شخص ماذا نفعل أو يتدخل في شؤوننا الداخلية. في الوقت نفسه، لدينا علاقات جيدة مع الجميع، بما في ذلك جيراننا.

– لوبوان: في التسعينيات، كان يعتقد، على غرار المفكر الأمريكي فرانسيس فوكوياما، أن النموذج الغربي للديمقراطية الليبرالية سينتشر في جميع أنحاء العالم. لقد عرفنا منذ ذلك الحين أن الأمر لم يحدث بالفعل بهذه الطريقة. كيف ترون هذه المنافسة للعارضات؟

الشيخ تميم: عليك أن تأخذ بعين الاعتبار ثقافة كل بلد. سنغافورة، على سبيل المثال، لديها نموذجها الخاص في الديمقراطية والحكم […] هي دولة آسيوية بثقافتها وطريقتها في الحياة، وتعمل بشكل جيد: يمكنك أن ترى أنها دولة متقدمة جدًا. يمكننا أيضا أن نشير إلى نجاح رواندا، مع الرئيس بول كاغامي.

– لوبوان: هل هذا النموذج وضعه لي كوان يو، والذي يطلق عليه أحيانًا الاستبداد المستنير، هو مثال بالنسبة لقطر؟

الشيخ تميم: في قطر، لدينا نموذجنا الخاص منذ أكثر من قرن. لقد قمنا بتحسينه من خلال الإصلاحات. منذ أكثر من خمسين عامًا لدينا مجلس الشورى الذي نعتمد عليه كثيرًا. دوره هو مساعدتنا في حكم البلاد. نظامنا فريد من نوعه. أنه يعمل بشكل جيد جدا. لكنني لن أتردد أبدًا في تنفيذ الإصلاحات التي قد تكون مفيدة لبلدي وشعبي، إذا كنت أعتقد أنها ضرورية. لأن دوري هو حماية شعبي وبلدي، وضمان قدرة هذا البلد على مواجهة كل التحديات التي تعترض طريقه.

– لوبوان: ماذا تريد أن يعرفه المشجعون الذين سيأتون إلى قطر لحضور المونديال عن بلدك؟

الشيخ تميم: نحن أول دولة عربية تنظم مثل هذا الحدث العالمي. هذا مهم جدا للشباب وخاصة في العالم العربي. سيأتي مئات الآلاف من الناس. الجميع، مهما كانوا ومهما كان أصلهم أو ثقافتهم سيكونون موضع ترحيب. نريد أن يتعرف هؤلاء الزوار على الاختلافات بين الثقافات، وأن يكتشفوا ثقافة قطر، ونأمل أن يرغبوا في العودة مرة أخرى.

– لوبوان: ماذا عن المناخ والتكييف في ملاعب المونديال؟

الشيخ تميم: أعتقد أن كل دولة يجب أن تتاح لها الفرصة لتنظيم الأحداث الرياضية، ولكن في بعض الأحيان قد يكون المناخ عقبة. لقد استخدمنا أحدث التقنيات لتقليل استهلاك المياه والطاقة خلال كأس العالم، لجعلها حدثًا أكثر استدامة. استاد المدينة التعليمية، على سبيل المثال، مثل استاد لوسيل، الذي سيستضيف المباراة النهائية، واستاد 974 حصل على شهادة الاستدامة من فئة الخمس نجوم بموجب نظام تقييم الاستدامة العالمي لمنظمة الخليج للأبحاث والتنمية.

– لوبوان: كيف تتعامل مع الانتقادات الموجهة لبلدك، خاصة فيما يتعلق بظروف عمل المهاجرين في مواقع البناء الخاصة بكأس العالم؟

الشيخ تميم: هناك نوعان من النقد. في معظم الأحيان، نعتبرها نصيحة أو تحذير، ونأخذها على محمل الجد. وهكذا فهمنا أن لدينا مشكلة في العمل في مواقع البناء، واتخذنا إجراءات قوية في وقت قياسي. قمنا بتغيير القانون ونعاقب كل من يسيء معاملة موظف؛ لقد فتحنا أبوابنا للمنظمات غير الحكومية ونتعاون معها. ونحن فخورون بذلك. ثم هناك الفئة الثانية من الانتقادات، وهي تلك التي تستمر مهما فعلنا. هؤلاء أناس لا يقبلون أن دولة عربية إسلامية مثل قطر تستضيف كأس العالم. هؤلاء سيجدون أي ذريعة لتشويه سمعتنا.

– لوبوان: هل تجد أن الدول الغربية متغطرسة للغاية تجاه أفريقيا؟

الشيخ تميم: لن أستخدم هذه الكلمة، وهي ليست جميلة. لكن عندما تنظر إلى أفريقيا، ترى أن توازن العلاقة يتغير، لأن أفريقيا نفسها تتغير. فقد تشكل الرأي العام وزاد عدد الأشخاص الحاصلين على تعليم عالٍ وتحسنت الحوكمة بشكل ملحوظ. لذا نعم، الأمور تتغير. لكن بشكل عام، عندما يتعلق الأمر بالنظرة الغربية إلينا جميعًا، فإن الجواب هو أيضًا تولي المسؤولية. بالنسبة لنا، في منطقتنا، يُنظر إلينا أحيانًا في الغرب ككتلة، مثل دول الخليج، أو الدول العربية. لذلك علينا أن نحل مشاكلنا بأنفسنا. لكن نعم، الأمور تتغير.

– لوبوان: الشرق الأوسط منطقة مضطربة، فهل يمنعك ذلك أحيانًا من النوم بسلام؟

الشيخ تميم: [يضحك] هناك الكثير من الأشياء التي تمنعك بالتأكيد من النوم بهدوء! لكنني فخور جدًا بشعبي وبكل شخص يعيش في قطر. لقد خرجنا أقوى من كل المصاعب التي مررنا بها. ونحن متحدون دائما في مواجهة الصعوبات. صحيح أننا ننتمي للأسف إلى منطقة مضطربة! نريد أن نساعد ونمنح الأمل لشباب الشرق الأوسط. نحن نبذل كل ما في وسعنا لإحلال السلام في المنطقة […] المشكلة الأكثر أهمية هي القضية الإسرائيلية الفلسطينية. وإذا لم يتم حلها، فإن المنطقة لن تعرف السلام. وهناك أيضا سوريا وليبيا واليمن… ولهذا أنا مهتم بشبابنا.

– لوبوان: هل تخشى أن تتكرر أحداث مثل الربيع العربي عام 2011؟

الشيخ تميم: للأسف، ما تزال الجذور العميقة للربيع العربي موجودة! فقر وبطالة وخريجون عاطلون.. هل حللنا هذه المشاكل؟ لا، بل على العكس، لقد ساءت الأمور. إذا لم نتعامل معهما، فإن الأحداث التي تسبب فيها قد تتكرر. في رأيي، فإن أفضل طريقة لمنع الاضطرابات في المستقبل هي تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي. يجب أن نمنح الناس أملاً حقيقياً، وليس بالكلمات فقط. وعدت قطر بتعليم 10 ملايين طفل خارج المدرسة وتجاوزنا هذا الوعد: سنصل قريبًا إلى 15 مليون طفل في المدرسة الابتدائية. يجب علينا أيضًا أن نوفر لهم الوظائف والفرص، ولكن يجب أن نسمح لهم أيضًا بالتعبير عن آرائهم واختلافاتهم. لدى قطر برامج قائمة للمساعدة في تدريب أكثر من مليوني شاب في العالم العربي وتوفير فرص عمل لهم. على سبيل المثال، لدينا تجربة فريدة في تونس حيث نساعد الناس على بدء أعمالهم التجارية، ويستفيد من هذا المشروع عشرات الآلاف من الشباب.

– لوبوان: ما رأيك في حقيقة أن دولًا مثل المغرب والبحرين والإمارات العربية المتحدة قد أقامت علاقات مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية مسبقًا؟

الشيخ تميم: لكل دولة الحق في إقامة العلاقات التي تريدها مع الدول التي تريدها. لكن ما هو التطبيع مع إسرائيل؟ بجدية، هل الأمور طبيعية في إسرائيل؟ لا! ما تزال هناك أراض عربية محتلة، ولاجئون لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم منذ أكثر من سبعين عامًا، ومسلمون ومسيحيون يعيشون تحت الحصار في غزة… في وقت اتفاقية أوسلو، كنا نعتقد حقًا أن السلام اقترب. وفتحنا علاقات رسمية مع إسرائيل. كان هناك مكتب تجاري إسرائيلي هنا في الدوحة. ثم اندلعت حرب بعد حرب في غزة… علينا أن نجد تسوية سلمية للشعب الفلسطيني، وعلينا أن نمنحهم الأمل، وعلينا أن نعيد لهم أرضهم. نتحدث مع الإسرائيليين ونقدم المساعدة لأهالي غزة وكذلك في الضفة الغربية. أنا أؤمن بحل الدولتين. يجب أن يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون جنبًا إلى جنب بسلام. للأسف، نحن بعيدون عن ذلك.

– لوبوان: ما رأيك في إعادة بعض الدول العربية الاتصال بسوريا، ماذا تقول لهم؟

الشيخ تميم: كما أخبرتك، كل دولة حرة في الدخول في علاقات مع دولة أخرى. لكن عندما اتخذت الجامعة العربية قرارا باستبعاد سوريا كان ذلك لسبب، وهذا السبب ما يزال قائما ولم يتغير. من جهتي، أنا مستعد للمشاركة في المحادثات، إذا كانت هناك عملية سلام بشأن مستقبل سوريا ومطالب شعبها. لكن هذا ليس هو الحال في الوقت الحالي. في أوروبا، دول عديدة كانت سخية في قبول اللاجئين. أنا أفهم أن هذا خلق مشاكل. لماذا نسمح لزعيم بذبح شعبه وطرد الملايين من بلاده؟.. هل هذا مقبول، خاصة عندما نعلم أن هؤلاء اللاجئين سيأتون إلينا وأن هذا سيخلق مشاكل؟ بدلاً من انتظار انتشار النار، يجب أن نكون جادين وأن نوقف المشكلة من حيث بدأت في سوريا. وهذا ينطبق أيضًا على ليبيا. إذا لم نتوخ الحذر، فسوف ندفع العواقب.

– لوبوان: لقد ناقشنا العديد من الموضوعات التي تهمك في سياق مهامك. لكن ماذا تفعل عندما لا تعمل؟

الشيخ تميم: كجزء من واجباتي، أنا مشغول في الغالب بالعمل، سواء في المكتب أو في المنزل. لكني أجد أيضًا وقتًا للاستمتاع بأسرتي وأولادي وممارسة الرياضة. كما أنني أحب السفر على الرغم من أنه لم تعد تتح لي الفرصة. أخيرا، أحب مشاهدة الأفلام والأفلام الوثائقية التاريخية وقراءة السير الذاتية أو اليوميات. أنا مهتم في الغالب بالتاريخ.

– لوبوان: نحن في “لوبوان”، نسأل عادة سؤالاً حول التعليم، نسأل عما يجب تعليمه لأطفالنا. فيما يتعلق بك، فإن والديك، كما تقول، علماك التواضع…

الشيخ تميم: أنا ممتن لهما لأنهما علماني أن أكون متواضعاً. عندما كنت صغيرا، في الثالثة عشرة، أرسلني والدي إلى ألمانيا للعثور على معدات رياضية ودفع ثمنها. كان يمكن أن يطلب من أي شخص، لكنه طلب ذلك مني. أدركت لاحقًا أنها كانت وسيلة تجعلني أسافر بمفردي وأن أصبح مستقلاً. قبل ذلك، عندما كان عمري 8 أو 9 أو 10 سنوات، وضعني خلال الصيف مع عائلة في Malmédy، في بلجيكا، لتعلم الفرنسية هناك. ثم تم إرسالي إلى مدرسة داخلية وبعد ذلك، عندما كان عمري 17 عاما، التحقت بالأكاديمية العسكرية في ساندهيرست، بريطانيا . لقد تعلمت الكثير خلال هذه السنة العسكرية. ثم أمضيت عدة سنوات في القوات الخاصة القطرية، قبل أن يعيني والدي وليا للعهد. الانضباط والخدمة العسكرية أشياء مهمة. هذا هو السبب في التجنيد الإجباري بقطر. كما نخطط لتوسيع هذه البرامج لتشمل النساء. فمن المهم إخراج الشباب من منطقة الراحة الخاصة بهم، وتشجيعهم على العمل الجاد والاستيقاظ مبكرا.. ولكن، كما تعلم، يبدأ التعليم بأشياء بسيطة: ترتيب سريرك في الصباح، على سبيل المثال!.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى