قطر

زيارة صاحب السمو لروسيا أكدت أن الخيارات أمام قطر مفتوحة

أكد الدكتور ماجد الأنصاري مدير إدارة السياسات بمعهد البحوث الاجتماعية بجامعة قطر أن لقاء حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، بالرئيس بوتين شهد تقاربًا واضحًا في وجهات النظر والرؤى، موضحًا أن الزيارة أكدت أن الخيارات أمام قطر مفتوحة في إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأطراف.

وأشار إلى أهمية توقيت الزيارة كونها جاءت بعد أيام من فوز بوتين بفترة رئاسية جديدة، مؤكدًا أن موسكو أصبحت تعتمد على قطر كشريك قوي في المنطقة .

وشدد على أن تطوير العلاقات القطرية الروسية يعد فرصة لمراجعة القرارات الأمريكية غير المتوازنة، مضيفًا أن هناك اتفاقا جزئيا بين قطر وروسيا على رفض  قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى القدس.

وإلى نص الحوار ..

دكتور ماجد، ما أهمية زيارة حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى روسيا في هذا التوقيت؟
في الحقيقة، فإن الزيارة جاءت قبل أيام قليلة من زيارة سموه للولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي يؤكد أن الخيارات أمام قطر مفتوحة، وأن بإمكان الدوحة تطوير علاقاتها مع جميع الأطراف الدولية، لضمان استدامتها بشكل طبيعي.

أما فيما يخص توقيت الزيارة، فمن المعروف أن زيارة سموه جاءت بعد أيام قليلة من فوز الرئيس الروسي فلادمير بوتين بفترة رئاسية جديدة، وهي فترة رئاسية بصبغة جديدة، كما صرح بذلك الرئيس الروسي نفسه، الأمر الذي يمنح موسكو فرصة جيدة لتشكيل شبكة علاقات دولية جديدة، وبالتالي فإن توقيت الزيارة مهم من هذه الناحية.

محاور الزيارة
ما أبرز المحاور التي تمت مناقشتها في الزيارة؟

المحاور التي تم التركيز عليها في الزيارة تتمثل في دعم العام الثقافي القطري- الروسي، وكيفية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة المستويات.
أما على مستوى لقاء سموه بالرئيس الروسي، فقد تمت مناقشة جميع الملفات وقضايا المنطقة، وخاصة ملفي سوريا واليمن، والقضية الفلسطينية، وقد شهد اللقاء تقاربا واضحًا في وجهات النظر والرؤى، خاصة أن روسيا الآن لم تعد كما كانت في السابق، من حيث توفير الدعم المطلق لنظام الأسد، علمًا بأن موسكو بدأت في مراجعة أوراقها، وهذا ما جعلها تبحث عن مخرج من الأزمة السورية، يضمن لها أن تحقق انتصارًا أمام الغرب، وينهي الأزمة بشكل سريع، خاصة أن بعض المسؤولين الروس أبدوا تقديرهم بالدور الذي تلعبه قطر، وحرصها على إيجاد حل سلمي للقضية السورية، في الوقت الذي تتمسك فيه قطر بموقفها منذ اليوم الأول للثورة السورية، ودائما ما تستنكر الجرائم التي يرتكبها النظام في الغوطة وغيرها، وبالتالي هذا ما جعل هناك رغبة لدى الطرفين في إيجاد حل سريع للأزمة.. لكن بكل تأكيد هذا الحل ليس قائما على أساس التوافق في المواقف على مستوى الأزمة السورية.

اعتماد روسي على قطر
شهدت الزيارة إلى موسكو استقبالاً حافلاً ورفيعًا لصاحب السمو.. ما دلالات هذه الحفاوة وهل هي رسالة لدول الحصار؟

من المؤكد أن زيارة صاحب السمو شهدت استقبالًا حافلًا، وذلك من خلال استقبال جميع القيادات الروسية لسموه وفي المقدمة الرئيس الروسي الذي أهدى سموه سيفًا وطاقمًا مكتبيًّا عليه صورة الكعبة والحرم النبوي، وهذا في تقديري يعد مؤشرًا على أن الموقف الروسي يتشكل لصالح قطر، وأن روسيا أصبحت تعتمد على قطر كشريك قوي في المنطقة، في مقابل الطرف السعودي الإماراتي الذي لا يمكن الاعتماد عليه في القضايا الإقليمية المختلفة، وهذا ما سمعناه من المسؤولين الروس على كافة المستويات.

الأزمة الخليجية
هل هناك علاقة بين الزيارة ومسار الأزمة الخليجية.. وهل نشهد تدخلًا روسيًّا من قبيل التوسط لحلها؟

في الواقع، فإن الزيارة ليس لها علاقة بالأزمة الخليجية من حيث فرص تسويتها.. إلا أن الزيارة في حد ذاتها أثبتت تجاوز قطر للحصار المفروض عليها، وهذا ما سمعناه من المسؤولين الروس، حيث أكدوا لنا بأن قطر تجاوزت هذه الأزمة، وأصبحت في وضع أفضل من السابق يسمح لها بالتقدم إلى الأمام، مستفيدة من الدروس والعبر التي نتجت عن الأزمة.

كما أن موسكو باتت على يقين بأن قطر ليست في حاجة لوساطتها مع دول الحصار.. وأنها مؤهلة لإقامة علاقات متساوية مع روسيا، في موازنة مع تأثير واشنطن المتذبذب، والقرارات الأمريكية غير المتوازنة تجاه منطقة الخليج.

ما انعكاس الزيارة على العلاقات القطرية – الروسية.. وما أبرز القضايا المتفق على حلها بين الطرفين؟
كما قلت فإن الزيارة عززت بشكل كبير العلاقات القطرية- الروسية، الأمر الذي قد ينتج عنه تفعيل لتحركات الطرفين لحل الكثير من أزمات المنطقة، وخاصة الأزمة السورية، في ظل رغبة روسية بإنهاء هذا الملف، بشكل أو بآخر.

كما أن الزيارة لها ارتباط كبير بأزمة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي أشعلها قرار الرئيس ترامب باعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، علمًا بأن روسيا لا تتفق مع الولايات المتحدة في هذا الأمر، وتؤكد دائما بأن القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وبالتالي هناك اتفاق جزئي بين  قطر وروسيا، على رفض القرار الأمريكي.

العلاقات القطرية الأمريكية
هذا يجعلني أسألك، هل تؤثر الزيارة على العلاقات القطرية – الأمريكية؟

بكل تأكيد، فإن تطور العلاقات القطرية – الروسية سيكون مثيرًا بالنسبة للجانب الأمريكي، الذي يبدو قلقًا دائمًا من أي تحرك لحلفائه في اتجاه آخر، إضافة إلى توجسه من التمدد الروسي في مساحات الفراغ الأمريكية.. ومع ذلك فإن العلاقات الإستراتيجية القطرية – الأمريكية تم تعزيزها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، وستمثل زيارة سموه القادمة للولايات المتحدة مزيدًا من تعزيز العلاقات بين البلدين.
وبالتالي ليس هناك أي قلق من أن تسحب قطر علاقاتها مع أي طرف لحساب الطرف الروسي، خاصة أن قطر حريصة على إقامة علاقات متوازية مع جميع الأطراف، وأن تكون خيارتها مفتوحة.

صفقة “إس 400” الروسية
من المؤكد أن الزيارة ناقشت تطوير العلاقات العسكرية بين البلدين.. هذا ما يجعلني أسألك إلى أين وصلت صفقة شراء قطر منظومة صواريخ “إس 400” الروسية؟

في الحقيقة، فإن جميع البيانات الرسمية لم تتضمن أي حديث عن “صفقة إس 400″ ، لكن كان هناك تأكيد على أهمية تطوير العلاقات الدفاعية بين البلدين، ودعم تطوير قدرات القوات المسلحة القطرية، على المستوى التقني والفني.. علمًا أن البرتوكول الذي وُقع سابقًا بين قطر وروسيا يسمح لقطر بشراء الأسلحة من روسيا، وبالتالي فإن شراء منظومة صواريخ ” إس 400 ” يندرج ضمن إطار البرتوكول، وقد يتم في مرحلة قادمة.

تنظيم كأس العالم
على ضوء تنظيم روسيا مونديال 2018 .. هل هناك فرصة لتبادل الخبرات الروسية مع قطر؟

لقد تفقد صاحب السمو استعدادات روسيا لاستضافة كأس العالم خلال زيارته، ولا شك أن قطر تسعى للاستفادة من تجربة روسيا في تنظيم المونديال، علمًا أن الخطوط القطرية تشارك في رعاية كأس العالم هذا العام، وهو ما يمثل دعمًا قطريًّا لموسكو في تنظيمها للمونديال، وينتظر أن تقوم روسيا بنفس الفعل مع قطر في عام 2022.

 الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى