العرب تريندفيديو تريند

“كأنك تتنشق موتك” في لبنان

“كأنك تتنشق موتك” عبارة لا تحمل أي مبالغة، بل تجسد واقعاً يعيشه لبنان بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش”. فمنذ عقود تحرق النفايات في لبنان، على الرغم من أن الأزمة استعرت في العام 2015 مع إقفال مطمر رئيسي للنفايات في بيروت.

في “بلاد الأرز” الذي يتغنى به معظم اللبنانيين، 900 مكب للنفايات في الهواء الطلق، معظمها لا يستوفي طبعاً الشروط الصحية، وفي 150 منها يتم حرق النفايات كل أسبوع بشكل عشوائي وغير مدروس.

وفي فيديو أعدته المنظمة، سلطت الضوء على المخاطر الصحية لعدم حل تلك المشكلة التي باتت وبفضل “عدم التوافق السياسي” لسنوات حولها، أشبه بالمعضلة التي تطبق يومياً على أنفاس اللبنانيين.

ولعل المنظمة أرادت من خلال الفيديو بعنوانه الصادم أن تطلق صرخة من أجل إنهاء ظاهرة حرق النفايات المنتشرة في كافة أنحاء البلاد، والتي تشكل خطراً على صحة المواطنين وانتهاكاً لالتزامات لبنان الدولية.

إلى ذلك، اعتبرت المنظمة في تقريرها الذي حمل عنوان “كأنك تتنشق موتك” أن “حرق النفايات في الهواء الطلق خطر، لكن يمكن تجنبه، وهو نتيجة عقود من عدم تعامل الحكومة مع النفايات الصلبة بطريقة تحترم القوانين البيئية والصحية المصممة لحماية الناس”.

نفايات لبنان

يذكر أن السلطات اللبنانية لم تعتمد منذ عقود سياسات عامة فاعلة حول إدارة النفايات، علماً أن لبنان ينتج يومياً أكثر من ستة آلاف طن من النفايات، وفقاً للأرقام الرسمية.

وفي العام 2015 عانت العاصمة ومناطق عدّة من أزمة لم يسبق لها مثيل، إذ اكتظّت الشوارع بجبال من النفايات، وهي أزمة ولّدت تحرّكات شعبية حاشدة مندّدة بالفشل الرسمي. ولا يزال معظم اللبنانيين يذكرون مشهد نهر النفايات الذي وصلت صوره إلى العالم.

 

وبعد ضغط شعبي في الشارع، واختناق العاصمة بيروت  بالنفايات، وضعت الحكومة اللبنانية في آذار/مارس من العام 2016، خطّة مؤقتة، قررت بموجبها إعادة فتح اثنين من المكبّات في محيط بيروت. لكن هذا الأمر لا يخلو من المشكلات، فبسبب الإنتاج الكبير للنفايات سيصبح المكبّان متخمين بحلول خريف العام 2018. وبعدها يعود البلد إلى المربع الأول، وعود على بدء “النفايات المتراكمة”.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى