العرب تريند

   لبنان.. ملامح انفجار اجتماعي حول الرئاسات الثلاث

عربي تريند_ في وقت ماتزال القوى السياسية على اختلافها تواصل قراءاتها المتأنية لنتائج الانتخابات النيابية ولمغزى التصويت، الذي نقل الأغلبية النيابية من فريق حزب الله وحلفائه إلى الفريق السيادي والتغييري، بدا أن الأزمة الاقتصادية والمالية، والارتفاع الجديد في سعر صرف الدولار الذي لامس 30 ألف ليرة، تهدّد بانفجار اجتماعي بعدما انتهى مفعول تهدئة السوق من قبل مصرف لبنان بطلب من العهد والحكومة لتمرير الاستحقاق النيابي. وفي وقت بلغ سعر صفيحة البنزين أكثر من 542 ألف ليرة، ويتجه إلى مزيد من التحليق، فقد عادت طوابير السيارات أمام بعض المحطات لتعبئة وقود خزاناتهم قبل بلوغ سعر الصفيحة عتبة ال 600 ألف ليرة. وبدا أن الشركات المستوردة للنفط لن تفرج عن كميات المحروقات المتوافرة لديها قبل إصدار وزير الطاقة جدولاً جديداً للأسعار، ما أدى إلى نشوء الأزمة.

وهكذا يبدو أن مؤشرات الانفجار الاجتماعي تسير متوازية مع انفجار الخلاف على مسألتين متوازيتين؛ أولاً انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ونائبه، وثانياً تسمية رئيس جديد للحكومة، وطبيعة هذه الحكومة.

وفي وقت يدفع حزب الله والتيار الوطني الحر لتشكيل حكومة سياسية أو حكومة وحدة وطنية، فإن حزب القوات اللبنانية ومعه الكتائب والقوى التغييرية يرفضون مثل هذا الطرح ويطالبون بحكومة من المستقلين أو حكومة أكثرية، الأمر الذي يرجّح استمرار حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حتى موعد الاستحقاق الرئاسي، ربما في انتظار تسوية تشمل رئاسة الجمهورية والحكومة معاً.

مؤشرات الانفجار الاجتماعي تسير متوازية مع انفجار الخلاف على انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب ونائبه، وتسمية رئيس جديد للحكومة.

وفي الانتظار، استمر الحديث عن الأحجام السياسية. فبعد إطلالة رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بالأمس، والقول إن لدى التيار الكتلة الأكبر في المجلس، بهدف التمهيد لبقاء اسمه كمتقدم في السباق إلى الرئاسة، وحجز أكثرية المقاعد في الحكومة المقبلة، ومن خلفها الوظائف والمناصب في الدولة، تعمّدت القوات اللبنانية نشر أرقام مرشحيها ومرشحي التيار بالتفصيل في كل دائرة، للتأكيد أن مرشحيها نالوا أضعاف الأصوات التي نالها باسيل وتياره، ولنقض مقولة انتصاره الوهمي.

وفي السياق، نشرت النائبة ستريدا جعجع عبر مواقع التواصل الاجتماعي الآتي: “14315 شكر لأهلي في قضاء بشري مقيمين ومغتربين على الجهود الجبارة يلي قاموا فيها بــ15 أيار/مايو… وبهالمناسبة بدي وجّه 39844 شكر لكل أهلنا في دائرة الشمال الثالثة مقيمين ومغتربين يلي صوّتوا للائحة “نبض الجمهورية القوية”. أما لجبران باسيل يلي ترأس لائحة “رح نبقى هون” يلي أخدت 17077 صوت ويلي قال عنا إنو صرنا واقفين على إجر وحدة ببشري… بحب قلو إنو بشري طول عمرها واقفة على إجرتين ورح تبقى… يلي استحوا ماتوا…”. وفي إشارة إلى تراجع شعبية باسيل أضافت ستريدا جعجع “من الأول على لائحة قائمة ترتيب المرشحين بحسب النسب المئوية في دائرة الشمال الثالثة بعام 2018 للمركز الخامس بعام 2022 من بعد 4 مرشحين لحزب “القوّات اللبنانيّة”: ستريدا طوق جعجع 38.837%، فادي كرم 34.314%، غياث يزبك 33.098%، جوزيف اسحق 31.324% لجبران باسيل 26.618%…ومن 33342 صوت للايحتو بعام 2018 لـ17077 صوت بعام 2022…وبالمباشر لإلو من 12269 صوت بالبترون عام 2018 ل ـ8922 في عام 2022… خلي هلق يوقف على إجريه”.

ودخل رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية على الخط، بعد تراجع تمثيله في دائرة الشمال الثالثة، وتحديداً في زغرتا، إلى نائب واحد بدلاً من 2. وقد شكر فرنجية “كل من ساعد ووقف إلى جانبنا في هذه المعركة الانتخابية الغريبة والعجيبة في ظل قانون ارتضيناه، ولكن يجب إعادة النظر به، لأن هناك من حصد أرقاماً كبيرة ولم يصل إلى البرلمان، فيما وصل أشخاص بأصوات ضئيلة”، قائلاً “زمطنا بريشنا”. ورأى فرنجية، في مؤتمر صحافي، أن “لا علاقة لنتيجة الانتخابات بحسابات الرئاسة، ومن ليس معه الأكثرية معه الثلث المعطّل، ومن اليوم الأول تم طرح اسمي، ولم أطرح نفسي مرشحاً للرئاسة، كما أن الظروف تقرر من سيكون رئيساً للجمهورية”، معتبراً أن “كل انتخابات رئاسية لها ظروفها، وموقفنا كان دائماً أن يمتلك الرئيس حيثية”. وختم “علينا أن ننظر إلى الأمام لنرى كيف يمكن إنقاذ بلدنا، وإذا لم نشارك كلنا في حكومة وحدة وطنية “بكربج” البلد، وعلينا أن نتحاور، وأن ننفتح على بعض”.

في غضون ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن “لبنان اجتاز مرحلة مهمة بإجراء الانتخابات التشريعية في سياق الأزمة الفادحة التي تعانيها البلاد منذ أكثر من سنتين”. وأشادت الوزارة في بيان “بتنظيم هذه الانتخابات في موعدها المقرر”، لكنها أسفت “للحوادث والمخالفات التي سجلتها بعثة مراقبة الانتخابات التابعة للاتحاد الأوروبي، وتأمل كشف حقيقة ما جرى”. وحضّت الخارجية الفرنسية “جميع المسؤولين اللبنانيين على تعيين رئيس مجلس وزراء من دون تأخير، وإلى تشكيل حكومة جديدة لكي تتخذ التدابير الضرورية للنهوض بالبلاد، ولكي تقدم حلولاً يعتد بها تلبي تطلعات السكان، سيما بالاستناد إلى الاتفاق الإطار الموقع مع صندوق النقد الدول”، وختمت “ستواصل فرنسا وقوفها إلى جانب الشعب اللبناني”.

فؤاد السنيورة: “انتهينا مما يمكن تسميته بالجهاد الأصغر، والآن علينا أن ننجح في معركة الجهاد الأكبر”.

وفي المواقف الداخلية، رأى الرئيس فؤاد السنيورة “أننا انتهينا مما يمكن تسميته بالجهاد الأصغر، والآن علينا أن ننجح في معركة الجهاد الأكبر”، داعياً “جميع اللبنانيين والأحزاب للعودة إلى الدولة وبشروط الدولة”. وعن كيفية مواجهة “حزب الله”، قال: “أذكّر بأن السيد حسن نصر الله كان يتكلم قبل الانتخابات من أنه يريد أن يحصل على أكثرية ميثاقية، أي أكثرية تتخطى عدد جميع النواب الشيعة، هذا أمر لم يتحقق، ولذلك شاهدنا هذا التحول في الأعداد من النواب، ولا سيما ممن هم من المجتمع المدني والسياديين، وهي الأعداد التي أدت بمجموعها إلى إحداث هذا التحول في الأكثرية النيابية لمن هم لا يتفقون مع توجهات “حزب الله” والأحزاب المؤتلفة معه. فبدلاً من 72 نائباً حصلت عليه تلك الأحزاب المؤتلفة مع حزب الله في عام 2018 انخفض هذا المجموع إلى حوالى 60 نائباً، وبالتالي أصبحت الأكثرية الآن لدى القوى السيادية”. لكن السنيورة أضاف، في حديث تلفزيوني “في عام 2009، عندما حصلت القوى السيادية على 72 مقعداً في مجلس النواب، عمد حزب الله آنذاك، وعلى لسان السيد غالب أبو زينب، إلى القول: “إذا كنتم تريدون أن تؤلفوا حكومة من الأكثرية، فإن هذه الحكومة سوف تبقى على الورق، إن بقي هناك ورق في لبنان”. الآن هناك متغيرات وتغيّر في المزاج، وفي المقاربات والعقلية والقناعات لدى اللبنانيين. هذا الأمر يتطلب من الجميع أن يتعلموا من الدروس التي شهدناها وعانينا منها في عام 2009، والذي تمثل عندها بذلك التفلّت من قبل قوى 14 آذار، وانسحاب بعض أعضائها منها”.

على خط آخر، غادر رئيس الجمهورية ميشال عون مستشفى “أوتيل ديو”، وعاد إلى قصر بعبدا بعد انتهاء الفحوص الطبية والصور الشعاعية التي أجراها يوم الثلاثاء، كما أعلن مكتب الإعلام في الرئاسة الأولى، من دون كشف المزيد حول وضعه الصحي.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى