العرب تريند

الحرب السورية.. جيل كامل بلا تعليم

دمرتنا الحرب.. أفقرتنا.. ضاعت أحلامنا في أن يحملوا أبناءنا شهاداتهم في مسيرة حياتهم، هكذا وصف أبو عدنان آثار الحرب السورية على جيل الشباب. أبو عدنان قصة تشبه تمام، قصة الجيل السوري، فهو أب لأربعة أولاد كل منهم في قارة، وبينما هو يسكن في أحد المخيمات التركية في غازي عينتاب، يعيش أبناؤه الأربعة في أكثر من دولة، فالأول نفذ بجلده إلى ألمانيا وبدأ تعليمه في الهندسة المدنية في ألمانيا. والثاني غادر الجامعة -كلية الطب- في السنة الثانية مع اندلاع الأحداث وضاعت أحلامه وأحلام والده في أن يكون طبيباً، أما الثالث أيضاً هاجر إلى السويد وهو في السنة الرابعة في كلية الحقوق ليعمل موظف أمن في إحدى الشركات الخاصة هناك، تاركاً وراءه ذكريات التعليم في جامعة حلب، أما الرابع، فلجأ إلى لبنان دونما تعليم أو حتى مجرد الحلم به.

كان حلم أبو عدنان أن يرى أولاده الأربعة وهم يتخرجون من الجامعة ويمارسون تعليمهم في الحياة العملية، إلا أن الحرب اختطفت تلك الأحلام وحولتها إلى جحيم أكثر ما يعاني منه أبو عدنان. مشكلة أبو عدنان باتت في لبنان؛ حيث ولده هناك يحاول عبثاً إكمال مسيرته العلمية وهو في السنة الأولى في قسم هندسة المعلومات بعد أن غادر العام الماضي المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة، إلا أن الشهادات الصادرة من هذه المناطق تعاني من الاعتراف في الكثير من الدول.

عدم اعتراف

هناك أربعة معاهد في لبنان فقط لتعليم الطلاب السوريين الذين قطعوا المرحلة الابتدائية والثانوية. المعاهد التي أنشئت بمبادرات فردية تستقبل عدداً لا بأس به من الطلاب السوريين، إلا أنها لم تستطع حل صلب المشكلة التي تواجه الطلاب الذين يحملون شهادة الائتلاف المعارض، لا يستطيعون ارتياد أي من الجامعات اللبنانية التي لا تعترف بتلك الشهادة، في ظل غياب تام للائتلاف الذي وضع المناهج أساساً ثم ترك الطلاب يتخبطون بين صعوبة التواصل والتعلم باللغات الأجنبية، إضافة إلى اختلاف المناهج.

اوضاع

في ظل هذه الأوضاع الصعبة للاجئين وللسوريين عموماً، لم يعد بالإمكان أن يرى أبو عدنان حلمه في رؤية أبنائه وهم يحملون شهادات جامعية وبات يفكر في أكثر من طريقة -على الأقل- ليكمل ابنه الأخير عدنان تعليمه في الجامعات اللبنانية، فلجأ إلى العمل كسائق خاص لدى إحدى العائلات التركية الغنية من أجل توفير المال لابنه الذي يريد إكمال دراسته في لبنان. يقول أبو عدنان لـ«البيان» ما اتقاضاه يذهب إلى ولدي الأصغر في لبنان من أجل استكمال تعليمه.

ويختتم القول؛ كانت أحلامي أن أوفر كل ما أملك من أجل أن يكمل أولادي التعليم، إلا أن الحرب بددت كل أحلامنا ودمرت جيلاً من الشباب الطموح.

 البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى