صحة وجمال

أسباب الإمساك و7 خطوات للوقاية منه دون أدوية

تحذر بردية مصرية تعود إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، من أن الإمساك هو أصل كل الأمراض، مؤكدة أن تحلل الطعام في القولون ينشر مواد تسمم الجسم، ومن المثير للاهتمام أن هذه الفرضية الصحية التي تعتبر ضمن الكتابات الصحية الأولى المسجلة، ما زالت صامدة حتى الآن حسب الخبراء، الذين أكدوا مرارًا على أن الجسم يوجه معظم السموم والمعادن الثقيلة والأدوية بسرعة إلى القولون، لاستمرار دورة البناء في الجسم بشكل منتظم ومتتالٍ، ولكن إذا تأخرت هذه الدورة وبالرغم من إمكانية استيعاب الجسم لما بها من سموم، فإنها تسبب المزيد من المشكلات الصحية.

فما هو الإمساك؟

المعاهد والكليات الطبية تضع ضمن تعريفاتها للإمساك أنه عدم الإخراج ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل، كما ينصحون بتناول المزيد من مصادر الألياف الغذائية الكاملة، البقوليات، القرنبيط، البازلاء، الخرشوف، التوت، الأفوكادو، بذور الكتان، والعديد من مصادر الألياف الغذائية الملونة والفاكهة.

بالإضافة إلى شرب ثمانية أكواب من الماء يوميًا، وتجنب الأطعمة التي تساعد على الإمساك، وهي الأطعمة عالية النشا ومنتجات الألبان ومنتجات السكر والأطعمة المجففة والأطعمة منخفضة الألياف بشكل عام.

ومع ذلك يؤكد الخبراء أن الملينات ليست هي الحل عند حدوث المشكلة، فهي تقدم نتائج سريعة مع القليل من الآثار الجانبية، ولكن لها جانبًا سلبيًا، فالملينات تعمل بإحدى طرق أربعة:

1- عن طريق تحفيز بطانة الأمعاء لدفع البراز عبر النظام بشكل أسرع.

2- عن طريق سحب الماء إلى القولون لتخفيف البراز.

3- عن طريق إدخال زيوت مثل الزيوت المعدنية للتشحيم وإنشاء نوع لين من المخرجات.

4- عن طريق جمع الألياف لتحفيز القولون بشكل طبيعي بسرعة.

ولكن الإفراط في استخدام الملينات يمكن أن يؤدي إلى عدة مشكلات:

  • فالاستخدام المزمن يمكن أن يجعل القولون ينسى كيفية القيام بعمله بانتظام، حيث “يمكن أن تتداخل المسهلات مع الجهاز العصبي المعوي، وهو جزء من الجهاز العصبي اللا إرادي الذي يحكم وظيفة الجهاز الهضمي.

  • توصلت الأبحاث إلى أن استخدام الملينات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية على المدى الطويل، يمكن أن تسبب إصابة العضلات والأعصاب في الأمعاء الغليظة، كما يرتبط الاستخدام المزمن والمستمر للملينات بتطور حالة تسمى كولونيل الميلانينية، حيث تتلف خلايا جدار القولون وتموت، ويمكن أن يحدث موت الخلية هذا في غضون بضعة أشهر فقط من الاستخدام، سواء كانت أدوية مسهلة صناعية أو طبيعية مثل الصبار، حيث لوحظ أنها تسبب نفس التغييرات الخلوية السلبية.

  • ما يعرف بالملينات التناضحية مثل حليب الماغنيسيا وسيترات الماغنيسيوم، تجلب الماء إلى القولون لتليين البراز، وعلى الرغم من أن هذا يمكن أن يسهل عملية الإخراج، إلا أنه قد يسبب المزيد من المشكلات المعدية المعوية مثل الانتفاخ والإسهال، ولأن هذه الأدوية تسحب السوائل من بقية الجسم، فإنها يمكن أن تؤدي إلى الجفاف واختلال التوازن الكهربائي.

  • عند تناول الملينات لمدة تزيد عن أسبوع، يمكن أن تؤثر على كيفية امتصاص الجسم للفيتامينات والمعادن وغيرها من الأدوية.

  • تخضع بعض الأدوية الملينة للأطفال إلى مراجعة بعد أن أفادت تقارير أن أنواعًا منها قد تتسبب في مشكلات عصبية نفسية لدى الأطفال، كما أن بعضها أظهر تأثيرات جانبية مثل العدوان، البارانويا، القلق والاكتئاب.

و يعتقد الخبراء دائمًا أن الوقاية خير من العلاج، وأن تلافي أسباب الإمساك والالتزام ببعض النصائح في هذا الصدد يجنبك مشكلات صحية تؤثر على مختلف أجزاء الجسم، ومن هذه النصائح:

  • من المهم احترام إيقاعات جسمك والإجابة على عباراته التي تحث على اتخاذ إجراء معين كضرورة الإخراج في لحظة معينة، إذا كنت تتجاهل ذلك في كثير من الأحيان أو تتأخر في الرد عليها لفترة طويلة، فإن ذلك سيكون له تأثير سيئ على تنظيم الإخراج عمومًا لديك، ونتيجة لذلك سيكون من المحتمل ألا تستطيع الإخراج عندما تود ذلك.

  • إذا لم تكن متأكدًا مما إذا كانت عادات الأمعاء لديك صحية أم لا، ففكر في دفتر تسجل فيه يوميًا عدد مرات ذهابك إلى الحمام، قد يبدو الأمر مبالغًا بعض الشيء ولكنه قد يكون مفيدًا في تحديد حركة أمعائك وتأثير تعديلات أسلوب حياتك الصحية، وإذا كنت تشعر بالقلق إزاء الأنماط التي تراها شارك السجل المكتوب مع طبيبك.

  • تجنب الاستخدام المتكرر للملينات، فلدى الأمعاء إيقاع طبيعي، والملينات تميل إلى تعطيلها، فلا بأس باستخدام ملين كمكملات الألياف مثلًا للضرورة مرة، ولكن إذا كان الإمساك مشكلة مزمنة، فإن تعديل أسلوب الحياة هو الحل الأفضل.

  • ممارسه الرياضة أمر مهم للوقاية من الإمساك، حيث تزيد التمارين الرياضية من تدفق الدم في الأمعاء، ومن ثم تحسن حركية الجهاز الهضمي، وغالبًا ما تحفز ممارسة التمرين جسمك وتقنعه بأن الوقت قد حان للذهاب إلى الحمام، فاجعل التمرينات الرياضية اليومية أولوية تمارسها من 60 إلى 90 دقيقة يوميًا بأي شكل تريد.

  • غالبًا ما تكون حركة الأمعاء في أفضل حالاتها في الصباح، وقد يكون هذا الأمر مرتبطًا بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم، فحاول أن تدخل الحمام في منزلك بمجرد الاستيقاظ في وقت مبكر قبل الذهاب إلى عملك.

  • إذا كان الإمساك مشكلة مزمنة لديك، فينصحك الخبراء بتحسين تقنية استخدامك للمرحاض، حيث يوصي العديد منهم بوضع “شبه القرفصاء”، وهناك سبب وجيه يجعل الكثير من الناس حول العالم يستخدمون تلك التقنية، ولا يتعلق الأمر بالسباكة البدائية، وبشكل أكثر تحديدًا تدعم عضلة الحوض المستقيم ومن ثم تمكن من التحكم، كما تعمل العضلات كصمام أمان عند الوقوف والجلوس، وبينما تكون العضلات مشدودة.. عندما تجلس ترتخي، وهذا التباطؤ يشجع على إخلاء الأمعاء، كما أن هذا الاسترخاء للعضلة، بالإضافة إلى الراحة المطلقة، هو السبب في أن العديد من الثقافات تواصل القرفصاء، فيما يؤكد الخبراء أن وضعية القرفصاء أو شبه القرفصاء تمدد العضلة العاصرة الشرجية حتى تتمكن من الحصول على حركة أمعاء جيدة.

  • في حالة الضرورة إذا تعرضت للإمساك بشكل قوي، يوصي الخبراء بممارسة هذا التمرين السريع للتغلب على هذا الإمساك وتسريع الإخراج، بالانحناء إلى الأمام على مقعد المرحاض حتى يلمس صدرك ركبتيك، ثم لف ذراعيك حول فخذيك، ثم خذ نفسًا عميقًا، ثم الزفير أثناء الضغط على عضلات الحوض.

المصدر
عاجل
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى