المغرب العربي

عنصرية في الجزائر.. مقتل إفريقي بسبب هاتف

هزّت جريمة قتل ذات طابع عنصري راح ضحيتها طالب من زيمبابوي في جامعة عنّابة، الجزائريين، وخلف موجة غضب في صفوف الطلبة الأفارقة، الذين خرجوا في مسيرات احتجاجية، للتنديد بالممارسات العنصرية التي يتعرضون لها والمطالبة بحمايتهم من سوء المعاملة والتمييز.

ولقي الطالب الإفريقي واسمه “نديدزو بروسبير” الذي جاء إلى الجزائر بمنحة جامعية للدراسة في جامعة الباجي مختار بولاية عنّابة، مصرعه أمام الجامعة بعد تعرضه للطعن بخنجز على مستوى الرقبة، من طرف مجهولين حاولوا افتكاك هاتف جواله وسرقة أمواله.

وفجرت هذه الجريمة احتجاجات الطلبة الأفارقة، الذين خرجوا الخميس في مسيرات غاضبة للتنديد بما تعرض له زميلهم أمام الجامعة، رافعين شعارات ضد العنصرية والكراهية وسوء المعاملة، وذلك رغم محاولات السلطات التسويق للحادثة على أنها جريمة بدافع السرقة وإعلانها القبض على الجناة، معتبرين أن ما تعرض له صديقهم هي جريمة مدفوعة بالكراهية والتمييز.

وقال صديقه الذي كان معه لحظة الحادثة في مقطع مصور “كنت مع بوسبير ولأن المطعم الجامعي كان مغلقا، خرجنا من الجامعة للبحث عن الأكل، وعندما كنا في الطريق كانا هناك 3 أشخاص جالسين يتعقبوننا، ثم هاجموننا، دافعت عن نفسي، ولكن صديقي عندما تصدى لهم طعنوه بالخنجر في رقبته، فسالت الدماء منه، عندما حاولت إيقاف إحدى السيارات لنجدته، كلهم رفضوا التوقف لمساعدتنا، حتى فقد وعيه ولم يعد يتكلم، عندها مرّ شخصان، ذهب واحد منهما إلى الشرطة، لكنهم كلهم جاؤوا متأخرين، الشرطة وسيارة الإسعاف، وفي المستشفى لم يهتموا لحالته كثيرا، رغم أنه عاد إلى وعيه وأصبح يتكلم، حتّى إنّه طلب مني رغبته في الاتصال بوالده، قبل أن يفقد وعيه نهائيا”.

وأكد أحد المحتجين الغاضبين، أنهم لم يأتوا من الزيمبابوي إلى الجزائر بغرض التسول حتى يتم معاملتهم بقسوة، بل أرسلوا إلى هذه البلاد كطلبة دوليين لديهم حقوق، مضيفا “نحن نطالب بالعدالة وبمعاقبة الجناة الذين تسببوا في وفاة صديقنا الذي جاء إلى الجزائر منذ 6 سنوات ولم يتبق له سوى أشهر للتخرج والحصول على ماستر في اللغات، لكنهم قضوا على مستقبله”.

هذه الجريمة أثارت موجة استنكار كذلك بين الجزائريين، الذين عبروا في تدوينات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، عن إدانتهم للحادث، وطالبوا بالقصاص من الجناة.

وكتبت مدونة تدعى “زوبيدة أمازيغية وأفتخر”، على حسابها في تويتر قائلة “لا تزال رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس تفند اتهامات تقارير المنظمات الدولية المتعلقة بمعاملة الجزائر السيئة للأفارقة واللاجئين، رغم تعاطف الجزائريين معهم لا سيما السلطات، لكن عندما يقتل طالب زيمبابوي أمام باب الجامعة بطعنات خنجر، كيف لنا أن نثبت أننا ضد العنصرية؟”.

وعلّق ناشط يدعى ناقد عز الدين في تغريدة علّق بها على الجريمة، إنّ “مقتل طالب زيمبابوي في عنابة بطعنات خنجر لأجل هاتف نقال الجزائر الأمن والأمان عار، هؤلاء ضيوف وعرف عن الجزائري أنه يكرم ضيفه أكثر من أهل بيته، إنّها قمّة العنصرية والحقارة”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى