تنمر لا يفرق بين الأعمار.. قصة طفل مصري مع “الشيخوخة”
يبدو أن ظاهرة التنمر لا تفرق بين طفل أو راشد، هي حكاية الطفل المصري زين الذي على الرغم من أن عمره لم يتجاوز العامين ونصف العام، يعيش حياة صعبة بسبب مرض وراثي نادر يصيب طفلا بين 4 ملايين حول العالم.
في التفاصيل، بدأت قصة زين عندما كان عمره 6 أشهر، حين اكتشفت والدته دينا إصابته بمرض “الشيخوخة المبكرة”، بعد أن لاحظت تغيرا في شكله.
وفي حديث خاص لها مع “العربية نت” قالت الأم إن طبيب الأطفال نصحها بأن تتابع الحالة مع طبيب أمراض وراثية، وهو بدوره أكد لها المرض، وكذلك عدم وجود علاج فعال.
بعد سماعها الخبر قررت الأم ألا تستسلم للاكتئاب بل أن تحاول دعم ابنها بأن توفر له بيئة نفسية سليمة، إلا أن المجتمع لم يسمح لها بذلك.
وتابعت: “بعد أن ظهرت أعراض الشيخوخة على زين والتي تمثلت ببروز العروق في الوجه، وكبر حجم الرأس عن الحجم الطبيعي مع جحوز في العينين، تعرض زين للتنمر من الأطفال، حيث كانوا يخافون اللعب معه، وذلك لعدم إدراكهم سبب اختلاف ملامحه عنهم، وهو ما جعل أحد الأقارب ينشر قصة زين على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح فيها أن زين طفل طبيعي ولا داعي للخوف من التعامل معه، وبالفعل لاقى المنشور تفاعلا كبيرا من آلاف الرواد، كان ذلك نقطة فارقة في حياته، خاصة أن زين طفل معروف بالمرح”.
كما أشارت دينا العجمي، والدة زين، إلى أنها بدأت بمتابعة الحالات المُماثلة لحالة زين حول العالم والتواصل معهم للبحث عن علاج لهذا المرض، وخلال بحثها تعرفت دينا على إحدى السيدات التي لديها طفلان مصابان بهذا المرض، نصحتها السيدة بالتواصل مع مراكز طبية في الولايات المتحدة الأميركية متخصص بـ”الشيخوخة المبكرة”، وبالفعل تواصلت دينا مع المركز، الذي استجاب لها، حيث قام بإرسال دعوة لها مع ابنها، وأجروا الإشعاعات والتحاليل اللازمة لمعرفة مرحلة المرض وتوفير العلاج له.
وقام المركز بتوفير العلاج الدائم الذي يحصل عليه المريض طوال العمر، والذي يعمل على دعم وتأخير الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث تبدأ أعراض المرض بالظهور في سن الـ6 سنوات خاصة الأعراض التي تؤثر على أداء القلب والشرايين مما يتسبب في توسط عمر المصابين بهذا المرض لـ13 إلى 17 عاماً، وذلك لإصابتهم بتصلب الشرايين والسكتة الدماغية والأمراض القلبية. لذلك يعمل هذا العلاج على تقليل نسبة حدوث تصلب في الشرايين والسكتة الدماغية.
في نهاية حديثها لـ”العربية.نت” أكدت دينا أنها ستظل تبذل كل ما بوسعها لعلاج طفلها، وأنها ستسعى دائماً للعمل على تقبل المجتمع بأكمله لتلك الحالة.