العرب تريند

شهيدان وإصابات مختلفة بقمع الاحتلال مسيرات العودة بغزة

استشهد مواطنان فلسطينيان، وأصيب عدد آخر، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار في الجمعة الـ 51 شرق قطاع غزة.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، في بيان له وصل “عربي21” نسخة منه، “استشهاد مواطنين، وإصابة 30 مواطنا برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي خلال فعاليات مسيرات العودة شرق قطاع غزة”.

وأوضحت الوزارة أن “قوات احتلال تركز استهدافها للنقاط الطبية وسيارات الاسعاف بشكل متكرر، ما أدى الى اصابة عدد كبير من الطواقم الطبية بالاختناق الشديد شرق البريج وخان يونس، وتعرض سيارة إسعاف لقنابل الغاز المباشرة شرق غزة.

واستنكرت استهداف قوات الاحتلال “المركز والمتكرر للطواقم الطبية منذ اللحظة الأولى لانطلاق فعاليات الجمعة الـ51 لمسيرات العودة”، مؤكدة أن هذه “السياسة العنصرية لن تثنى طواقمنا الطبية عن تقديم رسالتها الإنسانية في وجه محتل لا يتقن سوى لغة القتل والإرهاب”.

وفي السياق ذاته، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها وصل “عربي21” نسخة منه، أن طواقمها تعاملت مع 237 إصابة من بينها 53 إصابة بالرصاص الحي، و 6 بالرصاص المغلف بالمطاط، و 121 بالاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، و 57 إصابة بجروح مختلفة جراء ضربات بقنابل الغاز وشظايا.

وبحسب المتابعة الميدانية لـ”عربي21″، فقد شاركت حشود كبيرة في فعاليات مسيرات العودة في جميع مناطق قطاع غزة الخمس، ووصل عقب صلاة عصر الجمعة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، إلى مخيم “ملكة” شرق مدينة للمشاركة في الفعاليات.

وأكدت هيئة مسيرات العودة على مواصلة “التحشيد والاستعداد لـ”مليونية الأرض” في 30 آذار/مارس الحالي” .

وقال هنية الذي وصل عصر اليوم مخيم “ملكة” شرق مدينة للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة، إن مسيرات العودة “إن لم تحقق أهدافها، فأنا أقول أن القادم أصعب وعلى الجميع تحمل المسؤولية”.

وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم؛ جمعة “المسيرات خيارنا”، معلنة تمسك الفلسطينيين بمسيرات العودة، “وفاء لوصايا الشهداء وعهد الأسرى وتضحيات الجرحى”.

وأدى القمع الدموي من قبل قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرات العودة الشعبية، إلى سقوط نحو 260 شهيدا، وإصابة أكثر من 28 ألف فلسطيني بجراح مختلفة، وفق إحصائية حديثة وصلت إلى “عربي21” نسخة عنها، صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما بتاريخ 30 آذار/ مارس الماضي، تزامنا مع ذكرى “يوم الأرض”، وتم تدشين 6 مخيمات؛ خمسة منها شرقي القطاع على مقربة من السياج الفاصل، والسادس على البحر في الجهة الشمالية الغربية للقطاع.

ومع اقتراب دخولها عامها الثاني، تواصل مسيرات العودة فعاليتها للجمعة الحادية والخمسين، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة المحاصر، وعدم وجود تقدم في جهود الوسطاء لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بما جرى التفاهم عليه مسبقا.

مليونية الأرض

وبسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع فجر الجمعة الماضي، وشن الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات الغارات العنيفة، أعلنت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة تأجيل فعاليات الجمعة الماضية، ليعاد استئنافها اليوم.

وكانت الهيئة قد أطلقت على اليوم؛ جمعة “المسيرات خيارنا”، معلنة تمسك الفلسطينيين بمسيرات العودة، “وفاء لوصايا الشهداء وعهد الأسرى وتضحيات الجرحى”.

ودعت في رسائل متعددة وصلت إلى “عربي21″، جماهير الشعب الفلسطيني إلى “أوسع مشاركة” في فعاليات اليوم، في المخيمات الخمسة المقامة بالقرب من السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراض الفلسطينية المحتلة.

كما شهدت الأيام الماضية عودة تفعيل العديد من الوسائل الخشنة، ومنها؛ وحدة الكوشوك والبالونات، وتواصلت أيضا فعاليات وحدة “الإرباك الليلي” في مخيمات العودة الخمسة كافة.

وأوضح عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، القيادي بالجبهة الديمقراطية، محمود خلف، أن “جمعة اليوم، هي الجمعة التي تسبق الثلاثين من آذار/ مارس الجاري، وهو موعد دخول مسيرات العودة عامها الثاني، كما أنها تأتي للتحضير لمليونية الأرض”.

وشدد في تصريح خاص لـ”عربي21″، على “استمرار المسيرات والحشد لها بشكل واسع، رغم العنف والإرهاب الإسرائيلي في التعامل مع المتظاهرين السلميين”.

ولفت خلف، إلى أن هذه الجمعة تحمل “رسالة التوحد في الميدان، وتأكيد ضرورة التوحد في الجانب السياسي بين القوى كافة في مجابهة الاحتلال، والتصدي لكل التحديات المحدقة بمشروعنا الوطني الفلسطيني وحقوق شعبنا”.

عدد القناصة

وحول آخر المستجدات السياسية المتعلقة بإلزام الاحتلال بتفاهمات وقف إطلاق النار، ذكر أن “مصر تبذل جهود من أجل تطبيق الاحتلال للتفاهمات التي جرت برعايتها قبل نحو 4 أشهر، ولكن الاحتلال ما زال يماطل ويراهن على عامل الوقت، في ظل إدخال المسيرات في التجاذبات والمزايدات الداخلية الإسرائيلية، التي تسبق انتخابات الكنيسيت المقبلة، واعتبار أي تطبيق لتلك التفاهمات يضر باليمين الإسرائيلي”.

وطالب عضو الهيئة الوطنية، الوفد الأمني المصري بـ”إلزام الاحتلال بما جرى من تعهدات”، منوها إلى أن الوفد المصري الذي وصل الأسبوع الماضي إلى غزة، “غادرها على عجل بسبب العدوان الإسرائيلي، قبل أن يقدم أي إجابات حول رد الاحتلال على الطلبات الفلسطينية التي حملها”.

وبشأن تحضيرات الاحتلال لجمعة اليوم، أوضح المتابع المختص في الشؤون الإسرائيلية، سعيد بشارات، أن هناك “تجهيزات واستعدادات لجيش الاحتلال خوفا من تطور سلبي للأوضاع”، منوها إلى أن “الجيش زاد عدد القناصة والجنود على الجدار”.

ولفت في حديثه لـ”عربي21″، إلى أن “أي حدث يعد هذه الأيام كالعبث بعقل ومخ الاحتلال، حيث لا يفصلنا سوى أسبوعين عن الانتخابات الإسرائيلية”.

وأكد بشارات، أن “هذه الجمعة مهمة جدا، وعلى المنظمين إخراج عدد كبير من المتظاهرين”، موضحا أن “تصاعد مسيرات العودة يؤثر بشكل سلبي ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يدرك ذلك جيد”.

ونوه إلى أن “حل هذه المشكلة بالنسبة للاحتلال؛ يكون إما بالجنون أو بالمعقول؛ والحل المعقول لا تريده قوى عديدة لذلك يتم تأخيره و الضغط على الجرح، والجنون غير مرغوب فيه الآن لأن نتائجه غير مرضية وغير مضمونة بالنسبة لنتنياهو”.

حرب الفوضى

وذكر المختص، أن “الاحتلال كذلك يرغب بأن يبقي حركة حماس بلا إنجاز، خاصة مع اقتراب نهاية السنة الأولى لمسيرات العودة، من أجل أن يثبت للجماهير الفلسطينية أنها حرثت في البحر، ولم ينبت ثمرا كما وعدت الشعب الفلسطيني”.

وفي تعليقه على تصاعد مسيرات العودة مع عدم التزام الاحتلال بالتفاهمات التي تعهد به مسبقا للوسطاء، وحالة التوتر التي سادت القطاع بسبب حراك “بدنا نعيش”، قال الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة: “يبدو أن كل الأطراف؛ من وسطاء ومن أعداء لغزة، قد راهنوا على انكسارها وراهنوا أيضا على نجاح ما يسمونه حراك شبابي في تشويه صورة غزة، ونشر الفوضى”.

وأضاف في حديثه لـ”عربي21″: “لذلك كان التلكؤ، وعدم إنجاز ما تم التوصل إليه من تفاهمات، ومن هنا يأتي تصاعد مسيرات العودة والحراك الشعبي نحو السياج الفاصل، وتأتي أيضا رسائل المقاومة؛ بأننا قادرون وانتصرنا مسبقا في الحروب العسكرية الإسرائيلية، وسننتصر في حرب الفوضى والفلتان”.

وقدر أبو شمالة، أن “يعود الوسطاء إلى غزة ثانية الأسبوع المقبل لتقديم العروض والمفاوضات”، معتبرا أن عودة أساليب النضال الشعبية مثل؛ الإرباك الليلي وإشعال إطارات السيارات وإطلاق البالونات، يأتي من أجل “الضغط على إسرائيل، خاصة أن المماطلة الإسرائيلية قد طالت”.

ورأى أن تصاعد مسيرات العودة “يعد لمرحلة قادمة، وذكرى يوم الأرض له ما بعده، وقد يشهد تصعيدا عسكريا، إن لم تستجب إسرائيل لمطالب غزة العادلة”.

المصدر
عربي 21
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى