الجزائر.. إحباط “مخطط تخريبي” للسيطرة على الحراك الشعبي
أعلنت قوات الأمن الجزائرية أنها تمكنت من إحباط “مخطط تخريبي” للسيطرة على الحراك الشعبي، عشية الانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم الخميس القادم.
ونقلت وسائل إعلام محلية، مساء الخميس، عن بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، أن الكشف عن المخطّط جاء بعد توقيف طالب جامعي في منطقة “ساحة الشهداء” بالجزائر العاصمة “كان بصدد تصوير قوات الشرطة” المتمركزة في المكان منذ بدء الحراك الشعبي في فبراير الماضي.
وبعد التحقيق مع الطالب الجامعي، قدم اعترافات وصفت بـ”الخطيرة”، تضمنت إقراره بأنه “واحد من المكلفين بمخطط إجرامي يستهدف الشرطة عشية الانتخابات الرئاسية”، كما اعترف بأنه “عضو في حزب مقاطع للانتخابات ومرتبط بمنظمة الماك الانفصالية” (الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل) التي تتخذ من باريس مقرا لها، وتدعو إلى “استقلال منطقة القبائل” ذات الغالبية الأمازيغية”.
ويشمل المخطط التخريبي الجزائر العاصمة والمحافظات الثلاث لمنطقة القبائل وهي تيزي وزو والبويرة وبجاية الواقعة شرق البلاد، ويستهدف السيطرة على الحراك الشعبي بواسطة عناصر متطرفة، كما يرتكز على “تكثيف المظاهرات عشية انتخابات الرئاسة خاصة الليلية منها، واستفزاز قوات الأمن بشكل يدفعها إلى الإرهاق أو الدخول في مواجهات مع المحتجين مع تنفيذ مخطط العصيان المدني”.
واعترف الطالب المتهم بإرساله الصور إلى رئيس حركة “الماك”، فرحات مهني، ودبلوماسي أجنبي لم تحدد جنسيته كان مكلفا بإدارة المخطط.
ويأتي ذلك بعد أيام من دعوة قائد حركة “الماك” الانفصالية فرحات مهني، سكان منطقة القبائل الواقعة شرق الجزائر إلى “مواجهة قوات الشرطة بكل أساليب العنف” لإجبار السلطات الجزائرية على إلغاء الانتخابات الرئاسية.
وتأسست “الماك” سنة 2002، واتخذت من باريس مقرا دائما لها، وهي منظمة تطالب باستقلال منطقة القبائل عن الجزائر، وقد سبق لمسؤولين جزائريين أن اتهموا فرنسا بالوقوف وراءها لاستعمالها “ورقة ضغط” ضد الجزائر حفاظا على مصالحها ونفوذها”. وتقول السلطات التي تصنفها منظمة إرهابية أنها “استغلت الحراك الشعبي وقامت باختراقه براياتها الانفصالية والزج بمطالبها عبر أشخاص إما يجهلون حقيقة الوضع وإما تابعون لها”، وذلك في إشارة إلى رفع عدد من المتظاهرين الراية الأمازيغية.
وجاء الكشف عن المخطط بعد يوم من تحذير شديد اللهجة، وجهه قائد أركان الجيش الجزائري قايد صالح لرموز نظام الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة من مغبة “التشويش على الانتخابات الرئاسية ومحاولة منع الجزائريين من التصويت”.
في الأثناء، يستعد المتظاهرون المناهضون للانتخابات للخروج اليوم في الجمعة رقم 42 من الحراك الشعبي، ويتوقع أن تكون المسيرات الشعبية كبيرة، ردا على وزير الداخلية الذي وصف المتظاهرين الرافضين للانتخابات بالمثليين والشواذ والخونة.
ومن المتوقع أن تضع وزارتا الداخلية والدفاع خطة قوية لتأمين الانتخابات الرئاسية، بتسخير مئات الآلاف من الأعوان، وذلك تحسبا لأي عملية تشويش قد تتسبّب في تعطيل هذا الموعد الانتخابي، وتفاديا لأي محاولة لاختراق هذا الحدث المنتظر.