كشف تفاصيل ساعات الرعب في اقتحام مدى مصر
كشف حسام بهجت الناشط الحقوقي والصحفي الاستقصائي تفاصيل مثيرة عن اقتحام القوات الأمنية لموقع مدى مصر، أمس الأحد، حيث تم اقتياد ثلاثة من الصحفيين، إلى قسم الدقي، وإطلاق سراحهم في وقت لاحق من مساء ليلة أمس.
وفي التفاصيل التي رواها بهجت عن عملية الاقتحام خلال صفحته الشخصية على فيسبوك يقول : ” دخل علينا بمقر شركة مدى مصر الصحفية عشر رجالة بمسدسات لابسين مدني وقفلوا الباب من جوا بالترباس واحتجزونا عدة ساعات ورفضوا تقديم أي إذن نيابة طبعا أو الكشف عن هوياتهم أو الجهة التابعين لها”.
وأضاف أن رجال الأمن الذين لم نعرف هويتهم بعد قاموا بجمع التليفونات من الجميع وقفلوها ولموا أجهزة اللابتوب وحبسونا كلنا في غرفة التحرير مع حراسة على الباب، بالإضافة إلى أنهم لمّوا البطاقات الشخصية من الجميع وقعدوا يسجلوا بياناتنا وبعدين بعتوها لجهة ما في انتظار الكشف علينا واحد واحد”.
وتابع قائلا : في البداية منعونا من الضحك.. وبعدها منعونا نكلم بعض خالص.. شوية وانتزعنا حقنا أننا نكلم بعض بصوت واطي، وبعدها اتفاوضنا على السماح بدخولنا الحمام واحد واحد مع حراسة على باب الحمام غير الحراسة على باب الغرفة وغير الحراسة على باب الشقة من جوا”.
واستطرد في حديثه عن ساعات الرعب داخل المقر أننا تفاوضنا علشان يدخلوا لنا زجاجات مياه من المطبخ لكن فشلنا في التفاوض على فتح شيش البلكونة عشان نتنفس مع أننا في الدور الأخير.
وعن كيفية وصول خبر الاقتحام إلى وسائل الإعلام أضاف أنه لحسن الحظ كانت زميلة قدرت تبعت رسالة من كلمة واحدة لزوجها قبل ما يتشد منها التليفون وبالتالي الناس عرفت وبدأت تتجمع تحت العمارة.
كما أنه لحسن الحظ برضو كان فيه اتنين مراسلين فرنسيين معتمدين في مصر من قناة فرنسا 24 جايين يعملوا مقابلة عن القبض على محررنا شادي زلط من بيته قبلها بيومين وسابوا معاهم تليفوناتهم بعد ما فصلوهم عننا فقدروا يبلغوا سفارتهم.
وأوضح أنه حضر على الباب نائب السفير الفرنسي والملحق الصحفي للسفارة ومحامي مدى ورفضوا يدخلوهم جميعا ففضلوا واقفين على الباب طول الوقت.
وأشار بهجت إلى أنه في هذه الأثناء بدأت نتائج الكشف عن بطاقاتنا توصل وبدأوا يستدعوا بعضنا ويسألونا أسئلة عامة واحد واحد خارج غرفة الاحتجاز. بعدين أخدوا لينا عطا الله رئيسة التحرير وحاول رجل الأمن المكلف بلعب دور الضابط الطيب ياخد منها معلومات لكنها رفضت بحسم الإجابة عن أي أسئلة إلا في حضور محامي فرجعوها معانا.
وتابع في حديثه : فحصوا محتويات بعض أجهزة اللابتوب وفتشوا المقر بالكامل وفضلوا قاعدين في انتظار التعليمات.. طول الفترة دي لم نسأل عن تقرير بعينه أو مصادر بعينها.. وبعد ساعات تم تسليم الفرنساويين لسفارتهم وبعدها تم اصطحاب زميلين (أمريكي وانجليزية) في سيارة شرطة لمنازلهم للاطلاع على جوازات سفرهم.
كما تم استدعاء لينا عطا الله ومحمد حمامة ورنا ممدوح وتجهيزهم بأجهزتهم وتليفوناتهم للمغادرة، حيث طلبوا ميكروباص في التليفون ييجي قدام المقر وخدوا زملاءنا التلاتة بعد السماح للباقيين باسترجاع تليفوناتهم وبطاقاتهم وأجهزتهم.
وأوضح أنه بعد مغادرتهم صعد للمقر باقي صحفيين الموقع والزملاء والأصدقاء والمحامين اللي كانوا متجمعين تحت وحضر عضوا مجلس نقابة الصحفيين محمد سعد عبد الحفيظ وعمرو بدر والأصدقاء جابوا لنا إعاشة عشان ناكل .
فيما توجه محامون وأصدقاء آخرون لقسم الدقي من بينهم عضو مجلس النقابة محمود كامل لتفقد زملاءنا الثلاثة المقبوض عليهم ولم يسمح لأي حد منهم بدخول القسم أو مقابلة زملاءنا.
ويستطرد حسام بهجت في تفاصيل ساعات الرعب بالقول : بعد فترة انتظار في القسم الصحفيين الثلاثة كلبشوهم في بعض بالأساور وركبوهم سيارة ميكروباص في طريقها لنيابة أمن الدولة في التجمع.. بعد وصول السيارة بيهم لما بعد كورنيش المعادي السيارة فجأة رجعت بيهم تاني على القسم بعد حدوث تطور غير مفهوم.
وأكد أنه في القسم بلغوهم أنهم كانوا فعلا في الطريق للنيابة لكن “حد محترم” تدخل وخلص الموضوع ورجعوا لهم تليفوناتهم وسمحوا لهم يكلموا أهلهم يبلغوهم أن هيخرجوا فورا.
واختتم حديثه قائلا : بالتوازي مع ذلك كان زميلنا المختفي من يومين شادي زلط ركبوه عربية من مكان احتجازه ونزلوه في مكان مجهول على الطريق الدائري مع تليفونه فقدر يتواصل معانا ويطلب أوبر، حيث انتهت خمس ساعات من العجائب والغرائب والمرح والمودة.
وأعرب حسام بهجت عن شكره لكل المتضامنين مع ما حدث من اقتحام لموقع مدى مصر، مؤكدا أن موقعنا ما زال محجوبا داخل مصر بالمخالفة للقانون.