جامعة تتحول إلى حصن للمحتجين في هونغ كونغ
نجحت السلطات الأمنية في هونغ كونغ في تفكيك الاحتجاجات المستمرة منذ شهور عبر منع المتظاهرين من التجمع في الساحات الكبرى والشوارع الرئيسية، فاختار هؤلاء بدائل، مثل المولات والجامعات والمترو، إلا أنه مع طول أيام التظاهر، فككت الشرطة عشرات الاعتصامات في المراكز التجارية، الأمر الذي حوّل بعض المواقع الصامدة إلى رموز احتجاجية، وأبرزها جامعة البوليتكنيك.
ولوحظ تضاؤل أعداد الشرطة في جامعة البوليتكنيك في هونغ كونغ، في اليوم الخامس من أزمة باتت محور الحراك الغاضب المتصاعد المطالب بالديمقراطية.
وتسببت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين المزودين بالأسهم وقنابل المولوتوف، بإصابات في الجانبين في الأيام الماضية، وأدى ذلك إلى فرار المئات من حرم الجامعة، سرعان ما اعتقلت الشرطة غالبيتهم. وحاول اثنان من الطلاب المحاصرين الأربعاء الهرب من قناة للصرف الصحي على بعد نحو نصف كيلومتر من الحرم الجامعي. لكن متظاهرين آخرين ما زالوا يتحصنون في الحرم الجامعي الخميس، ويقومون بتحضير وجبات الطعام في كافتيريا الجامعة مستخدمين المؤن التي باتت تتناقص. وحذرت لافتات في الجامعة من التدخين قرب مناطق يتم فيها تخزين قنابل المولوتوف.
وقال بعض المتظاهرين إنهم ما زالوا بالحرم الجامعي ليس لأنهم يسعون لمواجهة مع الشرطة ولكن لأنهم غير مذنبين. وقالت ميشيل، وهي طالبة عمرها 20 عاماً، في حرم جامعة بوليتكنيك في شبه جزيره كولون: «لن أفكر في تسليم نفسي. تسليم النفس يكون للمذنبين. ما من أحد منا هنا مذنب».
وارتفعت أكوام القمامة حول الحرم الجامعي وتناثرت النفايات وبقايا العبوات الحارقة على الأرض. وترك الكثير من المحتجين متعلقات مثل المظلات والأقنعة الواقية من الغاز. ولحقت أضرار بمعظم أجزاء الحرم الجامعي حيث ظهرت تلفيات في القاعات وتحطمت نوافذ.
وتعد الجامعة، التي تقع وسط شبه جزيرة كولون الصاخبة، آخر حرم جامعي لا يزال يعتصم فيه نشطاء خلال أسبوع شهد أشد أعمال عنف منذ تصاعدت المظاهرات المناهضة للحكومة قبل أكثر من خمسة أشهر.