جثة طفل الشاطئ تطل من جديد.. وعائلته “أي قهر هذا؟”
تعود صورة طفل الشاطئ الشهير “آلان” كردي مجدداً إلى الواجهة لتنكأ جراح العائلة التي لم تندمل بعد، مع إعلان المخرج التركي عمر ساري كايا عن تصوير فيلمٍ في بلاده عن أزمة اللاجئين يحمل اسم هذا الطفل الّذي لم يُكتب بشكلٍ صحيح في عنوانه، بينما ترفض عائلته بشدّة تجسيد دوره في الفيلم الّذي يحمل اسم “Aylan Baby: Sea of Death” والّذي يشارك فيه الممثل الأميركي المعروف ستيفن سيغال.
وقالت تيما كُردي، عمة الطفل الكُردي السوري الذي هزّت صورته، العالم بأكمله، حين عُثر عليه ملقى جثةً باردة صغيرة على شاطئ بودروم في تركيا، يوم الثاني من أيلول/سبتمبر من العام 2015 إننا “نشعر بالقهر، لن يحتمل شقيقي رؤية أطفاله الموتى وهم يعودون للحياة في هذا الفيلم. إنه لن يحتمل رؤية هذا المشهد أبداً”.
وأضافت العمّة المفجوعة في مقابلة هاتفية مع “العربية.نت” “من المؤسف أننا لا نستطيع أن نرفع قضية ضد أصحاب هذا الفيلم الّذي شاهدت إعلانه. نحن مقهورون، لذا أعبر عن غضبي في تويتر. لا يجوز تصوير هذا الفيلم، الأطفال الغرقى لا يزال والدهم حياً، لكن لا أحد يحترم مشاعرنا أنا وشقيقي. نقول دائماً للناس بإمكانكم استخدام صورة آلان، لأنها مؤثرة وتحرّك المشاعر ولأن هناك أطفالا مثله يموتون ويجب مساعدتهم”.
“مع الفقراء يحصل هذا دائما”
وأشارت إلى أن “المشكلة الأكبر، أن شقيقي لا يزال يتألم، فقد خسر أبناءه وزوجته ويحاول الآن أن يتأقلم مع هذا الوجع. لكن هذا الفيلم أعاده ليوم غرقهم. فهو لا يحتمل أطفالاً يجسدون أدوار آلان وشقيقه غالب الّذي غرق معه. هذا هو اعتراضنا، ومطلبنا إنساني، لسنا ضد أصحاب هذا الفيلم، لكن ما حدث مع شقيقي، لا يحتمل تكراره مجدداً ورؤيته بهذا الشكل. هو مُتعب ويتأمل أن يقف الرأي العام معه”.
ونقلت عن شقيقها عبدالله والد آلان قوله “يجب أن يُجيب هؤلاء الذين يعملون على الفيلم على سؤالٍ واحد فقط: لو فعل شخص آخر، أي شيءٍ مشابه لما تفعلونه بأولادي، بأبنائكم أو أطفالكم، هل كنتم ستقبلونه؟” ويضيف “لكن مع الفقراء يحصل هذا دائماً”.
“المخرج التركي يرفض إجراء أي تغيير”
ووصفت العمة التي تواصلت مع مخرج هذا الفيلم والّذي رفض إجراء أي تغيير فيه، مبرراً ذلك بقرب انتهاء العمل، المشهد الّذي يحاكي امرأة على شاطئ البحر وبيديها طفلان، بـ “المؤذي لمشاعر العائلة”.
وتابعت أن “القانون لا يقف إلى جانبنا، لكنها مسألة إنسانية، إذا كان موقف أصحاب الفيلم إنسانياً، فيجب عليهم احترام أوجاع الآخرين ومشاعرهم”.
كما شددت مرة أخرى بالقول “منذ 4 سنوات نكرر في وسائل الإعلام أن اسم هذا الطفل آلان وليس آيلان”.
يشار إلى أنه في منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، أُعيد تسمية سفينة إنقاذٍ ألمانية، لتحمل اسم آلان كردي. وأعلن عن ذلك في احتفالٍ رسمي شهدته مدينة بالما دي مايوركا الإسبانية. وحضره آنذاك والد طفل الشاطئ وعمته.