تقنية تتيح للبنتاغون التعرف على الأشخاص من خلال دقات القلب!
مَنَحَ الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم العميق الحكومات الحالية إمكانيّات مخيفة لتتبع المواطنين.
ويبدو أن تقنية التعرف على الوجه والبصمات الرقمية لم تكن كافية حتى الآن لوضع الناس تحت المراقبة 100%.
إذ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، اليوم السبت، طريقة للتعرف على الأشخاص وتعقبهم من خلال نبضات القلب.
تعتبر نبضات قلب الإنسان فريدة ومميزة مثل بصمات الأصابع، وتمتاز عنها في إمكانية قراءتها من مسافة بعيدة، وهو ما يستفيد منه البنتاغون، وفقاً لتقرير نشره معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
طوِّرت الفكرة للتعرف على المقاتلين في مناطق الحرب، وتتمثل في تحديد الأفراد من خلال الاستماع إلى تواقيعهم القلبية باستخدام ليزر الأشعة تحت الحمراء.
وعلى عكس أساليب التعرف الأخرى، مثل التعرف على الوجه، التي يمكن خداعها أو إعطاؤها نتائج خاطئة، فمن المستحيل إخفاء نبضات القلب بأي طريقة.
تعمل طريقة الليزر على مسافة تصل إلى 200 متر، ويطمح الباحثون في المستقبل إلى تمديد هذا النطاق ليكون أطول.
أطلق العلماء على النموذج الأولي من هذا الجهاز اسم “Jetson”، ويعمل على قياس مدى الاهتزازات المنعكسة من جسم الإنسان عند تسليط أشعة الليزر عليه.
وهذا يعني أن التقنية تسمح بقراءة نبضات القلب عبر ملابس رقيقة مثل القمصان، أما الملابس الثخينة فقد يواجه الجهاز صعوبة في إعطاء قراءة دقيقة بسببها.
يقول الباحثون العاملون في المشروع: “إن اكتشاف التواقيع القلبية أكثر دقة من التعرف على الوجه، الذي من الممكن أن يخطئ، خاصةً مع الوجوه السمراء والداكنة، ومعدل دقة الجهاز تصل إلى 95٪، وهو حتماً أمر مثير للإعجاب بالتأكيد”.
بيد أن أحد قيود هذه التكنولوجيا الجديدة هو أنها تحتاج إلى قاعدة بيانات للتوقيعات القلبية لمطابقة الإشارات المكتشفة بالأفراد، وبالفعل يعمل البنتاغون على جمع بيانات بيومترية في مناطق مثل العراق وأفغانستان.
وعلى الرغم من أن مطوري التكنولوجيا يقولون إن لها العديد من الاستخدامات الأخرى، مثل مساعدة الأطباء على اكتشاف مشاكل القلب لدى المرضى عن بُعد، فإنها أيضاً تذكير مرعب لمدى استحالة الهروب من المراقبة في مجتمعنا الحديث.