بسبب الامتحانات في لبنان.. مراهق يطلق الرصاص على رأسه!
يرقد عباس يزبك ابن الـ14 عاماً في غرفة العناية الفائقة في المستشفى وهو معلّق بين الحياة والموت بعدما قرر وضع حدّ لحياته، لأنه رسب في الامتحانات الرسمية للشهادة المتوسطة “البريفيه” في لبنان.
وفي التفاصيل، أن الطالب عباس من بلدة نحلة اللبنانية في محافظة بعلبك-الهرمل في البقاع أطلق النار على رأسه من مسدس والده فجر الجمعة بعدما أيقظ عائلته عند الثانية بعد منتصف الليل، مبلغاً إيّاهم برسوبه في “البريفيه” بعدما تفقّد النتائج عبر الموقع الرسمي التابع لوزارة التربية والتعليم، فطمأنوه إلى أن هناك دورة ثانية يمكنه أن يُقدّم عليها لينجح وطلبوا منه أن يخلد إلى النوم.
إلا أن عباس الذي لم يستوعب ما حصل معه وهو الذي كان متحمّساً لصدور النتيجة منذ يومين، كما يقول ابن عم والده ياسر يزبك لـ”العربية.نت”، لأنه كان يتوقّع النجاح، قرر إنهاء حياته بإطلاق رصاصة على رأسه فأردته أرضاً مضرجاً بدمائه وإلى جانبه هاتفه الذي تلقّى من خلاله “الصدمة” في نتائج الامتحانات.
وأشار ياسر إلى “أن عباس فتى، هادئ بطبعه، وأبعد ما يكون عن التصرفات الطائشة وغير العقلانية، وهو مدلل جداً من والديه، لأنه أتى إلى الحياة بعد خمس بنات. حتى إن والده علّمه قيادة السيارة بعمر مبكر لكثرة فرحه به”.
ويرقد عباس في مستشفى دار الأمل الجامعي في مدينة بعلبك وحالته مستقرّة كما يقول الأطباء، لأن الرصاصة اخترقت رأسه من موضع وخرجت من موضع ثانٍ.
إلى ذلك، أكد ياسر “أن والدي عباس منهاران بسبب الفاجعة التي حلّب بهما، خصوصاً أن ما حصل مع ابنهما تم بعد لحظات قليلة من إبلاغهما بالنتيجة”.
وارتبطت الامتحانات الرسمية في لبنان بكثير من البلبلة والضجيج الإعلامي، إذ جرت بطريقة مختلفة هذا العام، حيث رافق الطلاب طيلة أيام الامتحانات كاميرات مراقبة لمنع الغشّ ما سبّبت إرباكاً لدى العديد من الطلاب، إضافةً إلى حرمان 1700 طالب من تقديم امتحان الدورة الأولى، بسبب مخالفات ارتكبتها مدارسهم.
وبرر وزير التربية والتعليم أكرم شهيب هذه الإجراءات الجديدة في الامتحانات بأنه يريد إعادة الشهادة الرسمية إلى سابق عهدها لجهة رفع مستوى التعليم، معرباً في أكثر من مناسبة عن عدم رضاه عن النتائج المرتفعة التي سجلت في السنوات السابقة.
وبلغت نسبة النجاح في الشهادة المتوسطة 74% على مستوى كل لبنان.
نتائج عند الفجر!
ومن “سلبيات” نتائج الامتحانات الرسمية في لبنان هذا العام والتي شكّلت مادة للسخرية والانتقاد لدى روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، توقيت صدور النتائج، إذ اختارت وزارة التربية وقتاً متأخراً من الليل للإفراج عن الأرقام، مبررة ذلك بكونه محاولة للجم الرصاص الطائش الذي يشتعل في مناسبات كهذه ابتهاجاً بالنجاح.